استقرت أسعار النفط في تداولات الأربعاء في الأسواق الآسيوية، محافظة على أدائها الضعيف قرب أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وذلك وسط تقييم المستثمرين لتداعيات التوترات التجارية العالمية وتباطؤ النمو الاقتصادي. يأتي هذا الاستقرار في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق حالة من الترقب بشأن مستقبل الطلب العالمي على النفط، في ظل مؤشرات متزايدة على ضعف اقتصادي عالمي متنامٍ.
وفقاً لموقع “إنفستنغ” الأمريكي، فقد حافظ خام برنت، تسليم يونيو، على استقراره عند 64.62 دولاراً للبرميل، بينما تراجعت عقود الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.1% لتصل إلى 60.62 دولاراً للبرميل. ورغم بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة من الصين، مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة فاقت التوقعات وزيادة ملحوظة في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، فإن هذه البيانات لم تنجح في تحفيز أسعار النفط على التعافي.
في المقابل، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025 إلى 730 ألف برميل يومياً، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 1.03 مليون برميل يومياً. وأرجعت الوكالة هذا التراجع إلى التوترات التجارية المتصاعدة، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على شركائها التجاريين وردود الأفعال الانتقامية المتوقعة.
كما أصدرت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” تقريراً شهرياً خفضت فيه أيضاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2025 بمقدار 150 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 1.30 مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى تقليص تقديراتها للنمو الاقتصادي العالمي لعامي 2025 و2026.
هذا المشهد يعكس حالة من الضبابية التي تكتنف أسواق الطاقة العالمية، ويزيد من التحديات أمام المنتجين الذين يواجهون ضغوطاً متزايدة للحفاظ على توازن السوق في ظل تباطؤ النمو وانخفاض الطلب.
