
أخبار ليبيا 24
ليبيا.. صراع دولي وإخفاق أممي وفق رؤية عضو مجلس الدولة
طرحت تصريحات عضو مجلس الدولة، بلقاسم قزيط، تساؤلاتٍ جديدة حول جدوى الجهود الأممية في ليبيا، وسط تحذيرات من تحوّل البلاد إلى “ساحة مكشوفة” لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
وفي تصريحاتٍ صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″، ألقى قزيط باللوم على المبعوثين الدوليين، مشيراً إلى أن “فشلهم في فهم الواقع الليبي” عمّق الأزمة، بينما غياب الإرادة الدولية الحقيقية يُبقي الحلول مجرد “مسكّنات مؤقتة”.
تعقيدات الواقع الليبي وتدخلات خارجية
وصف قزيط الأزمة الليبية بأنها نتاج “تغوّل دول متصارعة” على الأرض الليبية، حيث أصبحت ليبيا ساحةً لصراعات بالوكالة، تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية. وأضاف أن “حجم التدخل الخارجي يتجاوز قدرة أي مبعوث أممي”، مما يُفسّر تعثّر المسارات السياسية رغم تعدد المبادرات. كما انتقد بعض المبعوثين السابقين، واصفاً إياهم بأنهم “خضعوا لإكراهات دول معينة”، مما أضعف مصداقية الأمم المتحدة.
إشكالية المبعوثين الدوليين
وفقاً لقزيط، فإن جزءاً من الأزمة يعود إلى “عدم فهم المبعوثين لطبيعة الصراع”، حيث تعاملوا مع الملف الليبي بمنطق “الحلول الجاهزة” دون مراعاة الخصوصية المحلية. وأشار إلى أن بعض المبادرات الأممية ركزت على “إجراء انتخابات كهدف نهائي”، بينما تُغفل شروط الاستقرار الأمني والمصالحة الداخلية. كما لفت إلى أن تعاقب المبعوثين – بمن فيهم يان كوبيش وستيفاني وليامز وعبد الله باتيلي – لم يُنتج استراتيجية واضحة، بل أدى إلى “تجزئة الحلول”.
غياب الإرادة الدولية.. واستثناءات نادرة
أكد قزيط أن المجتمع الدولي يفتقر إلى الإرادة السياسية لإيجاد حل دائم، باستثناء “بعض المحطات النادرة” التي شهدت تقارباً في المواقف. وربط هذا الغياب بتباين مصالح القوى الكبرى، حيث تُستخدم ليبيا كورقة ضغط في صراعات أوسع. كما أشار إلى أن التركيز على “الجانب الأمني” دون معالجة الأسباب الجذرية للأزمة يُفاقم الانقسام.
هل هناك مخرج؟
رغم التشاؤم الذي طغى على تصريحاته، لم يستبعد قزيط إمكانية تحقيق تقدم في حال توفرت شروطٌ ثلاثة: “وقف التدخلات الخارجية، وإرادة سياسية ليبية حقيقية، ودعم أممي محايد”. لكنه شدد على أن الوقت يمرّ بسرعة، وأن استمرار الوضع الراهن يهدد بتحويل ليبيا إلى “فشل دولة دائم”.