
أخبار ليبيا 24
احميد: روابط ليبيا وتونس متجذرة عبر التاريخ
أكد المحلل السياسي إدريس احميد أن العلاقة بين ليبيا وتونس تتجاوز أي توترات عابرة قد تنشأ بين الحين والآخر، مشيرًا إلى أن الروابط بين البلدين أقوى من أن تتأثر بسلوكيات فردية أو تصعيد إعلامي غير مبرر.
وأوضح احميد، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″، أن بعض التوترات قد تحدث على الحدود نتيجة تصرفات فردية من بعض المواطنين، لكنها لا تعكس الصورة الحقيقية للعلاقات الليبية التونسية. وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس تجعلها تعتمد بشكل كبير على التبادل التجاري مع ليبيا، وخاصة في المناطق الحدودية التي تشهد حركة نشطة للأفراد والبضائع، ما يعكس حجم الترابط بين الشعبين.
وأشار المحلل السياسي إلى أن تونس لعبت دورًا مهمًا في استقبال الليبيين خلال الفترات العصيبة، لا سيما بعد عام 2011، حيث كانت وجهة رئيسية للنازحين والمرضى ورجال الأعمال الليبيين. واعتبر أن هذه الاستضافة تعكس عمق العلاقات الإنسانية بين البلدين، وأنه من الضروري الحفاظ على هذا الإرث التاريخي وتعزيزه بدلًا من التركيز على الأزمات العابرة.
احميد: كثيرًا من الأحداث يتم تضخيمها بشكل مبالغ فيه
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير على الرأي العام، حذر من استغلال بعض رواد هذه المنصات للمشاحنات الحدودية في تأجيج الخلافات، مؤكدًا أن كثيرًا من هذه الأحداث يتم تضخيمها بشكل مبالغ فيه. وأضاف أن بعض المستخدمين يفتقرون إلى الوعي الكافي بشأن طبيعة العلاقات الليبية التونسية، في حين أن النخب السياسية تدرك تمامًا أهمية الحفاظ على هذه العلاقات الاستراتيجية.
ودعا السلطات في كلا البلدين إلى تحمل مسؤولياتها في إدارة المعابر الحدودية، ومتابعة حركة الأفراد والبضائع بشكل دقيق، بما يضمن استقرار الأنشطة الاقتصادية والتجارية. كما شدد على ضرورة تطبيق الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.
إلى جانب ذلك، أكد على أهمية التنسيق الأمني المستمر بين الجانبين لضمان ضبط الحدود ومنع أي تجاوزات، مع ضرورة تسهيل إجراءات العبور بما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي دون أي عوائق. وشدد على أن الاستقرار الأمني يمثل ركيزة أساسية في دعم العلاقات الثنائية، وأن التنسيق المشترك يجب أن يكون أولوية في السياسات المستقبلية للبلدين.
واختتم احميد تصريحاته بالتأكيد على أن العلاقات بين ليبيا وتونس أعمق من أي خلاف سياسي أو اقتصادي، فهي قائمة على روابط اجتماعية متجذرة، وأي مشكلات يمكن تجاوزها من خلال الحوار والتعاون المشترك. كما شدد على أهمية تفعيل القنوات الدبلوماسية والإعلامية لتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية في العلاقة بين البلدين، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية بينهما ويحفظ المصالح المتبادلة.