
أخبار ليبيا 24
ليبيا في ذيل قائمة مصدري الغاز للاتحاد الأوروبي: أزمة طاقة أم فشل إداري؟
حققت صادرات الغاز الليبي عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي تراجعًا غير مسبوق، حيث احتلت ليبيا المرتبة الأخيرة في قائمة كبار المصدّرين خلال شهر فبراير الماضي، وفقًا لبيانات منصة “الطاقة”. فقد صدّرت ليبيا نحو 1.25 مليون متر مكعب يوميًا فقط، وهو أدنى مستوى مسجل على الإطلاق، بانخفاض 8% مقارنة بشهر يناير.
تراجع حاد في الصادرات الليبية
يتم نقل الغاز الليبي إلى الاتحاد الأوروبي عبر خط “غرين ستريم” المتجه إلى إيطاليا، إلا أن الكميات الموردة تراجعت بشكل ملحوظ، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض. ويرجع محللون هذا التراجع إلى عدم الاستقرار السياسي في البلاد، بجانب تحديات تشغيلية تؤثر على قطاع الطاقة.
النرويج تتصدر والجزائر تعزز موقعها
في المقابل، ارتفعت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي إلى 410 ملايين متر مكعب يوميًا في فبراير، مدفوعة بتعافي صادرات النرويج التي تصدرت قائمة الموردين بنحو 235.5 مليون متر مكعب يوميًا، ما يمثل 57% من إجمالي واردات أوروبا. وجاءت الجزائر في المركز الثاني بإجمالي 92.6 مليون متر مكعب يوميًا، متجاوزة روسيا للشهر الثاني على التوالي، مستفيدة من انقطاع الإمدادات الروسية عبر أوكرانيا منذ نهاية 2024.
روسيا تزيد صادراتها رغم العقوبات
ورغم العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، ارتفعت صادرات روسيا من الغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 10.1% مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى 52.5 مليون متر مكعب يوميًا. ومع ذلك، تظل هذه الصادرات منخفضة بنسبة 36% على أساس سنوي، ما يعكس استمرار تأثير العقوبات الأوروبية.
مستقبل الغاز الليبي بين التحديات والفرص
يرى خبراء الطاقة أن تراجع صادرات الغاز الليبي يعكس تدهور البنية التحتية للقطاع، إضافة إلى غياب الاستثمارات الضرورية لتعزيز الإنتاج. كما يؤثر الوضع السياسي المضطرب على قدرة البلاد في استغلال مواردها الطاقية بكفاءة، مما يقلل من تنافسيتها في الأسواق الأوروبية.
ومع استمرار ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز، قد يكون أمام ليبيا فرصة لاستعادة حصتها السوقية، لكن ذلك يتطلب استقرارًا سياسيًا واستثمارات ضخمة في قطاع الطاقة لضمان استمرارية الإنتاج والتصدير.