
أخبار ليبيا 24
حرائق الأصابعة تتجدد في رمضان.. قلق الأهالي يزداد دون تفسير رسمي
تعيش مدينة الأصابعة في منطقة الجبل الغربي مأساة متجددة مع اندلاع حرائق غامضة اجتاحت عددًا من المنازل في الأسبوع الأول من شهر رمضان، ما أثار حالة من الهلع والقلق بين سكانها. المفارقة أن هذه المنازل سبق أن احترقت في حوادث سابقة خلال الأشهر الماضية، ما جعل القضية تتخذ بعدًا جديدًا من الغموض والتساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة.
بداية الأزمة.. حرائق بلا تفسير
في أواخر شهر فبراير الماضي، كانت بداية الأزمة حينما شبت النيران في 30 منزلًا بشكل مفاجئ، لكن الأوضاع سرعان ما تفاقمت، حيث ارتفع عدد المنازل المتضررة إلى 110، بعضها احترق أكثر من مرة، ما يجعل هذه الحرائق غير مسبوقة في تاريخ المدينة.
وتضررت أيضًا ممتلكات خاصة، من بينها سيارات تعود لمواطنين، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ. ومع أن الحكومة أرسلت فرق بحثية متخصصة لمحاولة معرفة السبب، إلا أن النتائج حتى الآن غير واضحة، ما يعزز مخاوف السكان من استمرار الأزمة.
استجابة الحكومة.. جهود عاجلة دون حلول نهائية
لمواجهة هذه الكارثة، قامت حكومة الدبيبة، منتهية الولاية، بالتعاون مع الجهات المحلية، بإرسال فرق الإطفاء والطوارئ إلى المدينة، كما تم تخصيص مساعدات مالية لمتضرري الحرائق، شملت دفع بدل إيجار مؤقت للأسر التي فقدت منازلها.
كما أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة لحصر الأضرار وتقدير التعويضات، حيث بدأت هذه اللجنة زيارات ميدانية لمتابعة حجم الخسائر وتقديم تقارير للحكومة بشأن الأضرار التي لحقت بالسكان.
ورغم هذه الإجراءات، لا يزال الكثير من الأهالي غير راضين، معتبرين أن الحكومة لم تقدم بعد حلاً جذريًا للمشكلة، لا سيما مع استمرار عدم معرفة سبب اندلاع الحرائق.
يقول سالم الديب، وهو أحد سكان الأصابعة المتضررين من الحرائق، إن الإجراءات الحكومية مجرد حلول مؤقتة، لكنها لا تمنع تكرار المشكلة، وأضاف:
“كل ما نريده هو معرفة السبب الحقيقي. كيف يمكننا العودة إلى منازلنا ونحن لا نعرف متى ستندلع النيران مجددًا؟”
حياة مهددة.. أضرار نفسية ومادية
الأزمة لا تتوقف فقط عند الخسائر المادية، بل هناك تداعيات نفسية خطيرة بدأت تؤثر على السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا يعانون اضطرابات نفسية بسبب الخوف الدائم من اندلاع الحرائق.
يروي محمد التاجوري، أحد المتضررين، أنه لم يعد ينام في منزله، بل يبيت عند أقاربه خوفًا من اندلاع النيران مجددًا، ويضيف:
“ابني الصغير يصاب بحالة من الذعر بمجرد أن يسمع عن حريق جديد. نحن نعيش في حالة ترقب مستمرة.”
تكهنات وتفسيرات متضاربة
في غياب تفسير رسمي للحرائق، انتشرت بين الأهالي عدة فرضيات حول الأسباب المحتملة، ومن أبرزها:
- تماس كهربائي أدى إلى اشتعال المنازل بشكل متكرر.
- انبعاث غازات من باطن الأرض قد يكون وراء هذه الظاهرة غير المسبوقة.
- فرضيات غيبية وشائعات تزايدت مع استمرار عدم تقديم تفسير علمي دقيق.
لكن في النهاية، يؤكد المواطن سالم الديب أن الأهالي لا يريدون نظريات، بل يطالبون بتحقيق رسمي شامل، ويضيف:
“إلى متى ستظل هذه المأساة بدون تفسير؟! يجب على الحكومة اتخاذ خطوات جادة لكشف الحقيقة.”
تحديات في ظل الوضع السياسي
تمثل أزمة حرائق الأصابعة جزءًا من التحديات الكبرى التي تواجه ليبيا، لا سيما في ظل حالة الانقسام السياسي، التي تؤثر على استجابة الحكومة للأزمات الإنسانية.
فقد سبق أن شهدت البلاد كوارث طبيعية كبيرة مثل:
- فيضانات الجنوب التي تسببت في نزوح مئات الأسر.
- عاصفة دانيال عام 2023، التي أدت إلى دمار واسع في مناطق مختلفة.
- انتشار الجراد في بعض المناطق الزراعية، مما زاد من معاناة السكان.
كل هذه الأزمات كشفت عن ضعف قدرة الحكومات المتنافسة على تقديم حلول طويلة الأمد، وهو ما يخشى المواطنون تكراره في أزمة الأصابعة.
ختامًا، تبقى قضية الحرائق في الأصابعة أحد أبرز التحديات الغامضة التي تواجهها ليبيا، والسؤال الأهم الآن: متى ستتمكن الجهات المختصة من فك لغز هذه النيران المتكررة، وإعادة الطمأنينة إلى سكان المدينة؟