أخبار ليبيا 24
بعد أشهر من الانتظار، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا عن انطلاق المرحلة الثانية من العملية الانتخابية، رغم عدم تلقيها استجابة رسمية بشأن طلبها اعتماد الميزانية اللازمة لاستكمال التحضيرات. وأكد عضو مجلس المفوضية، أبو بكر مردة، أن هذه المرحلة تشمل 63 بلدية موزعة بين الغرب والشرق والجنوب، بينما لم يُحدد بعد موعد رسمي للاقتراع.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجدل حول مدى جدية حكومة الدبيبة منتهية الولاية، في دعم المسار الانتخابي. فبحسب مردة، ظلت المفوضية تنتظر الميزانية المخصصة للدعاية الانتخابية حتى تقرر منحها نصف المبلغ المطلوب فقط، أي ما يعادل 15 مليون دينار ليبي، ما أثار تساؤلات حول أولويات الحكومة.
وكانت المفوضية قد أطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في يناير الماضي، حيث تم فتح باب تسجيل المرشحين والناخبين، استعدادًا لتنظيم اقتراع يهدف إلى استكمال بناء الهياكل المحلية المنتخبة. إلا أن غياب التمويل الكافي يضع علامات استفهام حول قدرة المفوضية على تنفيذ خططها وفق المعايير المحددة.
مردة: لا قطيعة مع الحكومة لكن التواصل غير مجدٍ
وفيما يتعلّق بعلاقة المفوضية مع الحكومة، نفى مردة وجود أي قطيعة بين الطرفين، مؤكدًا أن قنوات التواصل لا تزال قائمة، لكنها “غير فاعلة بما يقتضيه حجم المسؤولية”. وهو ما يعكس استمرار حالة التعثر الإداري بين الجهات المشرفة على العملية الانتخابية والسلطة التنفيذية، وسط تصاعد الدعوات المحلية والدولية إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ الانتخابات البلدية كجزء من المسار الديمقراطي في ليبيا.
ويشير محللون إلى أن تخصيص نصف الميزانية المطلوبة فقط قد يؤثر على حملات التوعية الانتخابية، ويضعف مشاركة الناخبين، خاصة في ظل الحاجة إلى موارد إضافية لتنظيم الاقتراع في البلديات المشمولة بالمرحلة الثانية، والتي تتوزع على 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 في المنطقة الشرقية، و9 في المنطقة الجنوبية.
ويرى مراقبون أن الحكومة ربما تتعامل مع ملف الانتخابات البلدية بحذر، نظرًا لحساسيته السياسية، خصوصًا في ظل استمرار الخلافات بين مختلف الأطراف الليبية حول تنظيم انتخابات عامة وشاملة على المستوى الوطني.
وفي ظل هذه التحديات، تبقى الأنظار موجهة نحو مدى قدرة المفوضية على تجاوز العقبات المالية والإدارية، وضمان إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في موعد يُعلن لاحقًا، وسط استمرار الضغوط الدولية والمحلية لإنجاح المسار الانتخابي في البلاد.