
أخبار ليبيا 24
-
العكاري: هل تجاهل التنمية يخدم الاقتصاد الليبي؟
-
مشاريع تنموية كبرى.. هل يعاني الاقتصاد الليبي فعلًا؟
-
العجز المالي بين التهويل والواقع.. العكاري يوضح
-
هل يجب الخوف من العجز أم من توقف التنمية؟
في خضم النقاشات الدائرة حول الوضع الاقتصادي الليبي، خرج عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي سابقًا، مصباح العكاري، ليضع رؤيته في مواجهة ما يراه تهويلاً للأزمة المالية. عبر منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24″، رسم العكاري صورة مغايرة لتلك التي يحاول بعض الخبراء والمسؤولين السابقين الترويج لها، متسائلًا: هل العجز المالي البالغ 2.5 مليار دولار حقًا يهدد الاستقرار المالي للدولة، في ظل ما تشهده ليبيا من مشاريع تنموية متواصلة؟
بين العجز والاقتراض.. تناقض في الطروحات
يشير العكاري إلى أن بعض المسؤولين السابقين يبالغون في التحذير من العجز المالي الحالي، متسائلًا عن موقفهم عندما بلغ العجز 20 مليار دولار في عام 2014. فإذا كان العجز الحالي مدعاة للقلق وذريعة للحديث عن احتمالية الاقتراض من صندوق النقد الدولي، فكيف لم يكن العجز الأكبر في الماضي دافعًا للمطالبة بالحلول نفسها؟

ويذهب العكاري أبعد من ذلك في نقده لما يسميه “التشاؤم الاقتصادي المفرط”، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الليبي لا يزال يشهد نموًا واضحًا، والدولة لا تعاني من توقف مشاريعها كما يحاول البعض الإيحاء.
الإنجازات التنموية.. بين الإنكار والواقع
يستشهد العكاري بسلسلة من المشاريع التنموية التي يجري تنفيذها في مختلف أنحاء البلاد، متسائلًا عن سبب تجاهلها من قبل المنتقدين. فالأصوات التي تُسمع على طول الطريق الساحلي ليست سوى آليات الإعمار وهي تعمل بلا توقف، والطريق الدائري الثالث يشهد تحولات ملموسة، فيما يظهر مطار معيتيقة بحلته الجديدة في انتظار استكمال إعادة إعمار مطار طرابلس العالمي.
ولا تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، إذ يتساءل العكاري عن موقف المنتقدين مما يحدث في مدينة أجدابيا، مدينته التي شهدت طفرة تنموية ملحوظة، وعن التحولات التي طرأت على سرت ودرنة وبنغازي، التي لم تعد مدنًا منكوبة بل باتت تزدان بإنجازاتها العمرانية. وحتى مصراتة، التي عانت من الدمار في شارع طرابلس، عادت لتظهر بشكل جديد أكثر حداثة وتطورًا.
البنية التحتية.. دليل على تعافي الاقتصاد
لا يرى العكاري أن الحديث عن العجز المالي بمعزل عن التنمية يمثل قراءة منصفة للوضع الاقتصادي. فالأعمال الجارية على الطريق الرابط بين العزيزية والجبل الغربي، حيث تتصارع الآليات مع الصخور الصلبة لشق طريق مزدوج يربط العاصمة بالجبل، ليست سوى دليل على أن التنمية تسير بخطى ثابتة.
ويؤكد أن العجز المالي يصبح مشكلة فقط إذا كان مصحوبًا بالدمار والتوقف التام لمشاريع التنمية، أما عندما يكون العجز المالي في ظل الاستقرار الأمني والنمو العمراني، فإنه يصبح قابلًا للإدارة والتكيف معه. ويختم قائلاً: “مرحبًا بالعجز الذي يوجد معه إعمار واستقرار أمني، لا لعجز معه الحروب والدمار وتوقف الإعمار”.
بين الواقع والمبالغة الإعلامية
يبدو أن العكاري لا يرفض الإقرار بوجود تحديات مالية، لكنه يعترض على التهويل الإعلامي الذي يجعل من أي عجز مالي مقدمة لكارثة اقتصادية. فهو يرى أن القدرة على تحقيق التوازن بين الإنفاق والإيرادات لا تزال ممكنة، وأن المشاريع التنموية المستمرة دليل على أن الاقتصاد الليبي لم يصل إلى مرحلة الانهيار التي يتحدث عنها البعض.
إن حديث العكاري يفتح الباب أمام تساؤلات حول الدور الذي يلعبه الإعلام والخبراء في تشكيل الرأي العام الاقتصادي. فهل يُستخدم العجز المالي كأداة سياسية لتبرير خيارات معينة؟ أم أن هناك مبالغة في تقدير تأثيره الفعلي على الواقع الليبي؟
يثير حديث مصباح العكاري تساؤلات هامة حول كيفية تقييم الوضع الاقتصادي في ليبيا. فهو يدعو إلى التركيز على الإنجازات بدلًا من الانشغال بالمخاوف غير المبررة، ويرى أن العجز المالي لا ينبغي أن يكون مصدر ذعر، ما دام مصحوبًا بتنمية حقيقية. وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل الاقتصاد الليبي في أزمة فعلية، أم أن هناك من يهوّل الأمر لأسباب أخرى؟