أخبار ليبيا 24– انفوغرافيك 24
-
قطاع الحوسبة والرياضيات في الصدارة بنسبة 37.2%
-
الإعلام والفنون يتكيفان مع الذكاء الاصطناعي بنسبة 10.3%
-
التعليم والإدارة بين المهن المتأثرة بتحول الذكاء الاصطناعي
-
الرعاية الصحية والهندسة أقل القطاعات اعتماداً على الذكاء الاصطناعي
زحف الذكاء الاصطناعي إلى سوق العمل
لم يعد الذكاء الاصطناعي مفهومًا مستقبليًا أو مجرد أداة تقنية، بل أصبح قوة فاعلة تعيد صياغة مشهد التوظيف العالمي. فمع تزايد تطور الخوارزميات والقدرات الحسابية، باتت الوظائف التقليدية تشهد تحولًا جذريًا، حيث تعتمد بعض المهن بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لأداء المهام بكفاءة وسرعة تفوق القدرات البشرية.
الحوسبة والرياضيات في الصدارة.. لماذا؟
وفقًا لإحصائيات حديثة نشرها موقع Visual Capitalist، فإن وظائف الحوسبة والرياضيات تتصدر قائمة المهن الأكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي بنسبة 37.2%. ويرجع ذلك إلى الطبيعة البرمجية لهذه المهن، حيث تُستخدم تقنيات التعلم الآلي ومعالجة البيانات الضخمة في تحليل البيانات وتطوير البرامج وابتكار الحلول الحسابية المعقدة.

الذكاء الاصطناعي أصبح العمود الفقري لمجالات مثل تعلم الآلة، والتشفير، وتحليل البيانات، مما يجعل المبرمجين وعلماء البيانات من أكثر الفئات التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
الإعلام والفنون.. إبداع رقمي بتدخل ذكي
بما أن التكنولوجيا تتغلغل في مختلف القطاعات، لم يكن مجال الفنون والتصميم والإعلام بمنأى عن هذا التغيير. فقد أظهرت البيانات أن 10.3% من الوظائف في هذه القطاعات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن هذا الرقم في تصاعد مستمر.
من أدوات تحرير الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى البرامج القادرة على تأليف الموسيقى، أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا للإبداع البشري، حيث يساعد في تحسين الجودة، وتقديم حلول تصميمية جديدة، وتحليل تفاعل الجمهور مع المحتوى الإعلامي.
التعليم والمكتبات: بين التكيف والمقاومة
على الرغم من الطبيعة الإنسانية للتعليم، إلا أن الذكاء الاصطناعي بدأ يشق طريقه إلى هذا المجال أيضًا، حيث تُستخدم الأدوات الذكية في 9.3% من الوظائف التعليمية والمكتبات.
لقد أصبحنا نشهد اعتمادًا متزايدًا على تقنيات التعليم الذكي، مثل التقييم التلقائي للامتحانات، وتخصيص المناهج الدراسية بناءً على تحليل أداء الطلاب، وحتى استخدام المساعدين الرقميين في التدريس. إلا أن هذه التقنيات لا تزال تخضع لاختبارات التكيف، حيث يتطلب التعليم عنصرًا بشريًا لا يمكن للذكاء الاصطناعي تعويضه بالكامل.
المهن الإدارية والمكتبية.. عصر الأتمتة
الأعمال المكتبية والمساعدات الإدارية تأتي بنسبة 7.9% من حيث اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس تأثير الأتمتة على هذه المهن.
لم يعد الموظف الإداري مضطرًا لقضاء ساعات طويلة في إدخال البيانات أو جدولة الاجتماعات، حيث تتولى برامج الذكاء الاصطناعي مثل Chatbots والمساعدين الافتراضيين مهام تنظيم العمل اليومي، مما يقلل الحاجة إلى العنصر البشري في بعض الجوانب.
الهندسة والعمليات المالية: تغييرات بطيئة ولكن مؤكدة
بينما تحصد مجالات مثل الحوسبة والإعلام نصيب الأسد من تبني الذكاء الاصطناعي، إلا أن الهندسة والعمليات المالية تسجل نسبة 5.9% و4.5% على التوالي.
قد يبدو هذا الرقم منخفضًا نسبيًا، لكنه يعكس بطء التحولات في هذه القطاعات، حيث لا يزال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على تحليل البيانات المالية، والتنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية، وتحسين كفاءة المشروعات الهندسية.
الرعاية الصحية.. خطوة بخطوة نحو المستقبل
قد يتوقع البعض أن يكون مجال الرعاية الصحية في طليعة القطاعات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، لكنه يأتي في المرتبة الأخيرة بنسبة 2.6% فقط. ويرجع ذلك إلى حساسية هذا المجال، حيث لا تزال القرارات الطبية تعتمد على التشخيص البشري، مع دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الأشعة، وتطوير خطط العلاج، واكتشاف الأمراض مبكرًا.
الإنتاج والتصنيع.. لماذا التأخر؟
على الرغم من الاعتماد المتزايد على الروبوتات في عمليات الإنتاج، إلا أن وظائف التصنيع تأتي في ذيل القائمة بنسبة 2.9%.
يعود هذا التأخر إلى التكاليف المرتفعة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في المصانع، إلى جانب مقاومة بعض الصناعات التقليدية لهذا التحول الرقمي، حيث لا تزال القوى العاملة البشرية تحتفظ بدور أساسي في بعض خطوط الإنتاج.
هل يتجه العالم نحو عصر من الوظائف الذكية؟
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من سوق العمل، حيث تختلف درجة اعتماده من مجال إلى آخر. وبينما تتصدر مهن الحوسبة والإعلام والتعليم قائمة الوظائف المتأثرة، تظل بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية والإنتاج أكثر تحفظًا في تبني هذه التقنيات.
لكن السؤال الأكبر يظل قائمًا: هل نحن أمام مرحلة تراجع الوظائف التقليدية لصالح الأتمتة، أم أن الذكاء الاصطناعي سيظل مجرد أداة مساعدة للإنسان دون أن يحل محله؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.