أخبار ليبيا 24
-
مسعود سليمان: الاستقرار النسبي يدفع نحو توسع نفطي
-
22 فرصة استثمارية في ليبيا: 11 بحريًا و11 بريًا
-
معايير شفافة وتنافسية للشركات الراغبة في الاستثمار
-
CERAWeek: منصة عالمية لمستقبل الطاقة في ليبيا
وسط التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي، وقبيل انطلاق مؤتمر “CERAWeek“ العريق في هيوستن، برزت ليبيا كفاعل جديد يسعى لاستعادة موقعه على خارطة الاستثمارات النفطية الكبرى. جاءت هذه الرسالة من قلب الحدث على لسان رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلّف، المهندس مسعود سليمان، الذي حمل معه طموحات بلاده وآمال قطاعها النفطي إلى مائدة أكبر الشركات العالمية.
من أزمة إلى فرصة.. ليبيا تفتح أبواب الاستثمار
لأعوام، كان النفط الليبي أسير الأزمات السياسية والاضطرابات الأمنية، مما جعل أي استثمار في القطاع مغامرة غير محسوبة العواقب. لكن سليمان يرى أن المعادلة تغيرت الآن، إذ أشار إلى أن “حالة الاستقرار النسبي التي تعيشها ليبيا اليوم كانت دافعًا رئيسيًا للإعلان عن انطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف والتنقيب.”
هذه الخطوة، التي تتزامن مع انفتاح الأسواق على مصادر الطاقة الجديدة، تعكس رغبة المؤسسة الوطنية للنفط في استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز الإنتاج، في وقت باتت فيه الدول المصدرة مطالبة بتأمين مواردها وضمان استدامتها في ظل التقلبات الجيوسياسية والأسعار المتغيرة.
أجندة طموحة.. فرص استثمارية وفق معايير عالمية
لم يكن حضور سليمان في “CERAWeek” مجرد مشاركة بروتوكولية، بل جاء ومعه أجندة واضحة المعالم، تترجم طموحات قطاع النفط الليبي إلى حقائق ملموسة. فقد كشف خلال كلمته عن “22 فرصة استثمارية في مجال الطاقة، موزعة بين 11 موقعًا بحريًا و11 موقعًا بريًا.”
هذه المواقع، التي لم تمسها التنقيبات الحديثة، تمثل كنزًا محتملاً لكل من يجرؤ على خوض غمار الاستثمار في ليبيا. ولإضفاء مزيد من الجاذبية على هذه العروض، أكد سليمان أن العقود المقترحة صيغت “بالتعاون مع أعرق بيوت الخبرة العالمية، وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة.”
النفط الليبي في ملتقى الطاقة العالمي
يُعَدّ مؤتمر “CERAWeek” أحد أبرز المنتديات العالمية التي ترسم ملامح مستقبل الطاقة، حيث يجمع أكثر من 10,000 مشارك من 80 دولة، بينهم 450 من كبار التنفيذيين و80 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا، و325 ممثلاً إعلاميًا.
هذه المنصة، التي تجمع كبار الفاعلين في الصناعة، توفر فرصة نادرة لليبيا لتقديم نفسها كلاعب مستعد لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج والاستثمار، خصوصًا في ظل التوجه العالمي نحو استراتيجيات أكثر استدامة وأقل انبعاثات كربونية.
الطريق إلى الأمام.. هل تنجح ليبيا في استعادة مكانتها؟
يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع ليبيا تحويل هذه الطموحات إلى واقع ملموس؟ التحديات كثيرة، بدءًا من الحاجة إلى استقرار سياسي حقيقي، مرورًا بتطوير البنية التحتية النفطية، وانتهاءً بضمان التزام الشركات الدولية بمشاريع طويلة الأمد في البلاد.
لكن المؤكد أن الرسالة التي حملها سليمان إلى هيوستن كانت واضحة: ليبيا عادت إلى ساحة الاستثمار النفطي، وهي مستعدة لعقد شراكات حقيقية تعود بالنفع على جميع الأطراف.
وفي ظل عالم يتغير بوتيرة متسارعة، قد يكون هذا هو الوقت المناسب لكي تستعيد ليبيا مكانتها في سوق الطاقة العالمي.
