
أخبار ليبيا 24
-
مفاوضات القاهرة تستكمل مسار لجنة (6+6) المتعثر
-
اللجنة الأممية في طرابلس… شريك أم منافس؟
-
تكالة والمشري… تحالفات متقلبة تحت ضغط الاستحقاق الانتخابي
-
حكومة موحدة أم دمج الحكومتين؟ سيناريوهات الحل الليبي
في عمق المتاهة الليبية… هل يحمل اجتماع القاهرة شعلة الأمل؟
بين دهاليز السياسة الليبية المعقدة، يبرز اليوم اجتماع القاهرة كمنعطف قد يحدد ملامح مستقبل بلد مزّقته الانقسامات والتجاذبات منذ أكثر من عقد. خلف الأبواب المغلقة، يجتمع أعضاء من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، في محاولة جديدة لإزالة العقبات التي حالت دون الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي المرتقب.
تلك الاجتماعات، التي وصفها البعض بكونها “فرصة أخيرة” والبعض الآخر بـ”جولة جديدة من العبث”، تحمل آمالاً متضاربة؛ بين من يرى فيها طوق نجاة للوطن ومن يعدّها مجرد محاولة جديدة لتقاسم الكعكة السياسية.
مصر… الوسيط الثابت
ليست هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها القاهرة الأطراف الليبية المتصارعة. لطالما لعبت مصر دور الوسيط، محاولةً إيجاد أرضية مشتركة بين الفرقاء. لكن هذه المرة يختلف المشهد قليلاً؛ فالدعوة جاءت في وقت حساس يتزامن مع اجتماعات اللجنة الاستشارية للأمم المتحدة في طرابلس. وكأن الأطراف الليبية باتت تلعب على أكثر من وتر، بين البحث عن توافق داخلي ومحاولة كسب ودّ المجتمع الدولي.
حسن الزرقاء… صوت الواقعية
في خضم هذا المشهد المعقد، يبرز صوت عضو مجلس النواب، حسن الزرقاء، الذي بدا وكأنه يسير على خيط رفيع بين التفاؤل والحذر. تصريحاته الأخيرة حملت رسائل واضحة ومشفّرة في الوقت ذاته. “نستهدف تقريب وجهات النظر بين المجلسين، وخاصة كتلة تكالة”، قال الزرقاء، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”،معترفاً ضمنياً بعمق الانقسامات. لكنه عاد ليؤكد انفتاح البرلمان على أي مقترحات قد تفتح الطريق نحو الانتخابات، بشرط ألا تُقصي أحداً من حق الترشح، في إشارة إلى الجدل حول مشاركة العسكريين ومزدوجي الجنسية.
اللجنة الأممية… بين التعاون والصدام
وجود اللجنة الاستشارية الأممية في طرابلس يضيف طبقة جديدة من التعقيد. الزرقاء، مثل كثيرين، يتعامل مع اللجنة بحذر شديد. فهو يدرك أن تجاوز اللجنة لصلاحيات المجلسين قد يشعل فتيل أزمة جديدة. “إذا تجاهلت اللجنة دور المجلسين، فستصبح جسماً موازياً لهما”، حذر الزرقاء، ملوّحاً بإمكانية التصعيد إذا ما شعر النواب بمحاولة تهميشهم.
التكتيك السياسي… تحالفات عابرة للانقسامات
المثير في المشهد هو سرعة استجابة كتلة تكالة لدعوة القاهرة، رغم توتر العلاقات مع البرلمان. البعض قرأ في ذلك مؤشراً على اتصالات خلف الكواليس، بينما ذهب آخرون إلى تفسيره كتحرك استباقي لقطع الطريق أمام اللجنة الأممية. الأكيد أن السياسة الليبية لا تعرف ثوابت، والتحالفات فيها لا تدوم طويلاً.
الانتخابات… حلم بعيد المنال؟
في قلب كل هذه المناورات السياسية يبقى السؤال الأكبر: هل سيشهد الليبيون يوماً صناديق الاقتراع؟ ورغم كل التصريحات المتفائلة، لا تزال الشكوك قائمة. فتعديل القوانين الانتخابية، وإيجاد حكومة موحدة قادرة على تنظيم الانتخابات، وتجاوز الانقسامات العسكرية والسياسية، كلها تحديات كبرى لم تجد طريقها للحل حتى الآن.
نهاية مفتوحة… ومصير مجهول
مع كل اجتماع جديد، تتجدد الآمال وتتعاظم المخاوف. فإما أن يكون اجتماع القاهرة بداية لانفراجة حقيقية في الأزمة الليبية، أو مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من الاجتماعات العقيمة. وبين هذا وذاك، يبقى الشعب الليبي حبيس دائرة مفرغة من الوعود والخذلان.