
أخبار ليبيا 24
-
بن شرادة: بيانات الأمم المتحدة تكرر نفسها منذ 2012
-
حقوق الحيوانات تتصدر الاهتمام وحقوق الليبيين تُهمل
-
لجنة 5+5 تحت المجهر: الثناء مستمر دون إنجاز
-
الممثل الليبي وحيدًا في ساحة الأسئلة بلا إجابات
بين الدبلوماسية والمأساة.. سعد بن شرادة يفضح صمت المجتمع الدولي تجاه ليبيا
في خضم الأزمات السياسية والاجتماعية التي تعصف بليبيا منذ عام 2011، لا تزال الجلسات الدولية الخاصة بالشأن الليبي تدور في حلقة مفرغة من البيانات المتكررة والمواقف الرمادية. عضو مجلس الدولة، سعد بن شرادة، كسر هذا الصمت المعتاد بتصريح جريء في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24” منتقدًا الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الأزمة الليبية، مسلطًا الضوء على تناقضات صارخة في مواقف ممثلي الدول داخل مجلس الأمن.
تكرار ممل وخطابات بلا أثر
يبدأ بن شرادة ملاحظاته بالإشارة إلى ظاهرة باتت مألوفة في جلسات مجلس الأمن المتعلقة بليبيا منذ عام 2012. كلمات ممثلي الدول الكبرى تكاد تكون متطابقة، مفعمة بالعبارات الدبلوماسية والقلق المعتاد بشأن “حقوق المهجرين الأجانب”، و”معاناة الحيوانات في ليبيا”. تصريحات تدعو للدهشة حين تقارنها بحجم المأساة الإنسانية والسياسية التي يعيشها الشعب الليبي.
في كل إحاطة يقدمها مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، يتكرر السيناريو ذاته: كلمات شكر وثناء للمبعوث على جهوده، مع تأكيد على أهمية استمرار دعم لجنة 5+5 العسكرية، رغم عدم تحقيق هذه اللجنة لأي اختراق يُذكر منذ تأسيسها.
روسيا وليبيا… صوتان خارج السرب
ما يلفت النظر -بحسب بن شرادة- هو استثناءان بارزان في هذا المشهد المتكرر: الممثل الروسي والممثل الليبي. ففي حين تتماهى معظم الدول مع النغمة الدبلوماسية المعتادة، يتحدث الممثل الروسي بواقعية صادمة، موجّهًا أصابع الاتهام مباشرة إلى المجتمع الدولي، محملًا إياه جزءًا كبيرًا من مسؤولية تدهور الأوضاع في ليبيا.

أما الممثل الليبي، فهو -كما وصفه بن شرادة- الصوت الذي يحترق ألمًا على بلده. يتحدث بشغف وحسرة، يطرح الأسئلة الصعبة ويواجه الصمت المطبق. صمتٌ يعكس، في رأي بن شرادة، استخفافًا بمعاناة الليبيين أو ربما رغبة ضمنية في إبقاء الأوضاع على حالها.
لجنة 5+5… مؤسسة بلا فعالية
لم يسلم ملف لجنة 5+5 العسكرية من انتقادات بن شرادة. اللجنة التي أنشئت كجزء من جهود وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسات العسكرية، لم تحقق أي تقدم يُذكر منذ نشأتها. ورغم ذلك، لا تزال تتلقى الثناء والإشادة في كل جلسة أممية. هذا التناقض بين الواقع المرير والكلمات المنمقة يعزز شعور الليبيين بأن المجتمع الدولي يتعامل مع قضيتهم كملف ثانوي لا يستحق الاهتمام الجاد.
مجلس الأمن يناقش الأزمة الليبية.. محادثات حاسمة وإحاطات ساخنة
ازدواجية المعايير الدولية
تصريحات بن شرادة تعكس إحباطًا متزايدًا داخل الأوساط الليبية تجاه ما يُعتبر ازدواجية معايير واضحة في تعاطي المجتمع الدولي مع الأزمات. ففي حين تُعقد المؤتمرات وتُصدر البيانات لأزمات أخرى حول العالم مع تحركات ملموسة، يُترك الليبيون غارقين في صراعاتهم وسط وعود فارغة.
بين النقد والدبلوماسية
على الرغم من نبرة النقد الحادة، لم تغب عن تصريحات بن شرادة لمسة الدبلوماسية. فهو، وإن كان يُدين صراحة تجاهل معاناة الليبيين، إلا أنه يُثني على كل جهد حقيقي يسعى إلى إنهاء الأزمة. يشيد بالمواقف الصادقة مثل تلك التي يتبناها الممثل الروسي، ويعبّر عن تقديره للمبعوثين الأمميين رغم فشلهم في إحداث فرق حقيقي.
هل هناك أمل؟
تصريحات بن شرادة تطرح سؤالاً مؤلمًا: هل لا تزال هناك فرصة لليبيا للخروج من هذا النفق المظلم؟ الإجابة قد تكمن في مدى استعداد المجتمع الدولي لتغيير نهجه. فما بين صمت عالمي وتكرار للبيانات، تظل ليبيا تنزف.
ما قاله بن شرادة ليس مجرد انتقاد عابر، بل هو دعوة صادقة لإعادة النظر في كيفية تعاطي العالم مع الأزمة الليبية، دعوة تنبع من إحساس عميق بالمسؤولية الوطنية والرغبة الصادقة في إنقاذ ما تبقى من وطن جريح.