لبدة الكبرى.. تحفة رومانية مذهلة على ساحل المتوسط
مدينة لبدة.. إرث تاريخي شاهق وجمال معماري خالد

أخبار ليبيا 24
-
إمبراطور من لبدة.. كيف جعلها سبتميوس سيفيروس مدينة عظيمة؟
-
آثار خالدة.. كيف صمدت لبدة الكبرى في وجه الزمن؟
-
مضمار ومسارح وأقواس نصر.. جولة بين كنوز لبدة الرومانية
-
من “لبقي” إلى “لبدة الكبرى”.. قصة الاسم الذي عبر العصور
لبدة الكبرى.. جوهرة ليبيا الأثرية وأيقونة السياحة التاريخية
على بعد أميال قليلة من أمواج المتوسط المتلألئة، حيث تلتقي زرقة البحر بزرقة التاريخ، تتربع لبدة الكبرى كواحدة من أكثر المدن الأثرية الرومانية سحرًا وروعة. إنها ليست مجرد أنقاض صامتة تحكي قصة قديمة، بل لوحة نابضة بالحياة، تتحدث فيها الأحجار عن الإمبراطوريات، وتشهد الأعمدة الشامخة على مجد حضارة مضت لكنها لم تغب.

رحلة عبر الزمن.. حيث بدأت الحكاية
تبدأ قصة لبدة الكبرى مع الفينيقيين، الذين أسسوا هذا الميناء النشط منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. لم تكن مجرد نقطة تجارية عابرة، بل أصبحت مفترق طرق تجاري بين الحضارات، قبل أن تتلقفها الإمبراطورية الرومانية في عام 42 قبل الميلاد، حيث بدأت مرحلة جديدة من التحول والازدهار.
ومع تولي الإمبراطور سبتميوس سيفيروس مقاليد الحكم، وهو الذي وُلد في لبدة ذاتها، شهدت المدينة طفرة معمارية قلّ نظيرها. فقد أراد الإمبراطور أن يجعل مسقط رأسه نموذجًا مصغرًا لعظمة روما، فبنى المسارح، والمضامير، والمعابد، وأقواس النصر التي ما زالت تروي للأجيال تفاصيل تلك المرحلة المضيئة.
كنوز معمارية خالدة.. من المسارح إلى الحمامات
ما يميز لبدة الكبرى أنها ليست مجرد آثار متناثرة، بل مدينة متكاملة تعكس عبقرية التخطيط الروماني. عند دخولك إليها، تجد نفسك أمام مشاهد مدهشة تأخذك إلى قلب الحياة اليومية للرومان:
- المسرح الروماني: تحفة معمارية تتسع لآلاف المتفرجين، كان يحتضن عروضًا درامية وموسيقية زادت المدينة تألقًا.
- الميدان السيفي: حيث كان الرومان يشهدون سباقات عربات الخيل ومعارك المصارعين.
- الحمامات الشعبية: صُممت ببراعة تجمع بين الهندسة المائية والراحة الترفيهية.
- أقواس النصر: أشهرها قوس الإمبراطور سيفيروس، والذي لا يزال شامخًا متحديًا تعاقب العصور.
- الميناء القديم: الذي شكل مركزًا اقتصاديًا جعل من لبدة إحدى أغنى مدن الإمبراطورية.
وجهة سياحية لا مثيل لها
لم تعد لبدة الكبرى مجرد صفحات في كتب التاريخ، بل أصبحت اليوم وجهة سياحية عالمية يقصدها عشاق الحضارات القديمة من كل مكان. المشي بين أطلالها يمنح الزائر شعورًا استثنائيًا، حيث تلتقي رهبة المكان بجمال التفاصيل، وحيث يروي كل نقش وكل عمود قصة فريدة.
وليس من الغريب أن تُدرج اليونسكو هذه المدينة ضمن قائمة التراث العالمي، فهي ليست مجرد بقايا أثرية، بل قطعة نادرة من التاريخ تستحق أن تُحفظ للأجيال القادمة.
لبدة الكبرى.. حكاية مدينة لا تموت
منذ الفينيقيين مرورًا بالرومان، حتى يومنا هذا، تظل لبدة الكبرى شاهدًا على أمجاد الحضارات. إنها ليست مجرد مدينة أثرية، بل دعوة مفتوحة لاكتشاف سحر ليبيا الضارب في عمق الزمن، حيث يلتقي التاريخ بالسياحة، وحيث تُحكى القصص عبر الأحجار التي لا تزال تتنفس عبق الماضي.