
أخبار ليبيا 24
-
غوتيريش تصريحات متكررة.. ولكن هل تغير شيئًا؟
-
اللجنة الاستشارية.. حل حقيقي أم إعادة تدوير للأزمة؟
-
المصالح الخارجية.. من يتحكم فعليًا في القرار الليبي؟
-
الإرادة الليبية في مهب الريح.. فمن المسؤول؟
أزمة ليبيا بين التصريحات والمصالح الدولية
في زحمة التصريحات السياسية والتدخلات الدولية المتشابكة، يطفو السؤال الكبير: هل يمكن أن تتغير ملامح المشهد الليبي عبر بيان صحفي أو تصريح لمسؤول أممي؟ هذا السؤال، وإن بدا بسيطًا في ظاهره، يعكس عمق المأزق الليبي الذي أضحى حقلًا تتجاذبه المصالح، فيما يقف المواطن الليبي متفرجًا على مسرحية لا نهاية لها.
غوتيريش والتصريحات المتكررة.. صوت بلا صدى
عندما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، داعيًا الدول المتدخلة في ليبيا إلى التوقف عن التدخل، لم يكن ذلك جديدًا أو مفاجئًا. فمنذ سنوات، والأمم المتحدة تعيد إنتاج نفس العبارات الدبلوماسية التي تطالب بعدم التدخل، بينما يبقى الواقع السياسي والعسكري بعيدًا كل البعد عن هذه النداءات.
خالد الترجمان، المحلل السياسي، اختصر الموقف بقوله: “وصلنا إلى المبعوث العاشر للأمم المتحدة، وما زلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة.” تصريح يكشف بوضوح أن الحلول الأممية، رغم بريقها النظري، لم تترك أثرًا ملموسًا على الأرض. فهل يعقل أن مجرد بيان صحفي سيوقف الدول الكبرى عن ممارساتها الراسخة في ليبيا؟
المصالح الدولية.. من يتحكم في ليبيا فعلًا؟
في واقع الأمر، التدخل الدولي في ليبيا لا يقتصر على التواجد العسكري والسياسي فقط، بل يمتد إلى ما هو أعمق من ذلك: المصالح الاقتصادية والاستراتيجية. الدول التي تتدخل في ليبيا لا تفعل ذلك من أجل “إحلال السلام”، بل من أجل تثبيت نفوذها والاستفادة من ثروات البلاد.
– تركيا، التي لم تخفِ طموحها في ليبيا، استثمرت في مشاريع إعادة الإعمار في الشرق، مما يثير التساؤلات حول نواياها طويلة المدى.
– مصر تضع ثقلها لدعم القيادة العامة للجيش، في محاولة لضبط الوضع الأمني ومنع انتشار الفوضى نحو حدودها.
– الولايات المتحدة، وإن كانت أقل وضوحًا في تدخلاتها، إلا أنها تراقب الوضع عن كثب، وتسعى لفرض توازن يمنع أي قوة من الانفراد بالقرار الليبي.
وفي ظل هذا المشهد، يظل السؤال الجوهري قائمًا: أين الإرادة الليبية؟
اللجنة الاستشارية.. حل حقيقي أم إعادة إنتاج للأزمة؟
من ضمن المحاولات الأممية الأخيرة، جاءت مبادرة تشكيل لجنة استشارية للعمل على تعديل اتفاقية “6+6″، وذلك من أجل وضع معايير محددة لاختيار رئيس الحكومة والوزراء، بهدف تهيئة البلاد للانتخابات. ولكن، كما يرى الترجمان، فإن المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في “وضع القوانين”، بل في تطبيقها فعليًا في ظل بيئة تسيطر عليها الميليشيات والسلاح الخارج عن السيطرة.
“كيف يمكن أن تجرى انتخابات نزيهة في بلد لا تزال فيه بعض المجموعات المسلحة تتحكم في القرار السيادي؟” يتساءل الترجمان، وهو تساؤل لا يمكن تجاهله. فبوجود قوى على الأرض تفرض إرادتها بالسلاح، تصبح أي عملية سياسية مجرد مشهد تمثيلي بلا تأثير حقيقي.
الإرادة الليبية.. بين الضياع والاستعادة
ما تحتاجه ليبيا اليوم ليس مجرد بيانات وتصريحات، بل إرادة سياسية حقيقية تنبع من الداخل لا من الخارج. التدخلات الدولية، مهما تغيرت مسمياتها، لن تتوقف طالما بقي القرار الليبي مُستباحًا لمن يدفع أكثر.
المرحلة القادمة تتطلب:
– دعم مؤسسات الدولة الوطنية بعيدًا عن الولاءات الخارجية.
– فرض سيادة القانون وإنهاء فوضى السلاح.
– وضع حدٍ للتدخلات الأجنبية التي تخدم مصالحها على حساب الليبيين.
لكن، هل تمتلك ليبيا اليوم قيادة قادرة على اتخاذ هذه الخطوات الجريئة؟ أم أن المشهد سيبقى كما هو، متاهة سياسية لا نهاية لها؟
المشهد الليبي.. بين الواقع والسراب
على مدار السنوات الماضية، لم يتغير شيء جذريًا في ليبيا. الأزمات ذاتها تتكرر، واللاعبون الدوليون يبدلون مواقعهم لكن يبقى الهدف واحدًا: التحكم في موارد ليبيا ومصيرها السياسي. وفي هذه الدوامة، يظل المواطن الليبي ينتظر اليوم الذي يستعيد فيه بلاده بعيدًا عن أجندات الآخرين.
لكن، هل سيأتي هذا اليوم قريبًا؟ أم أن ليبيا ستظل عالقة في شباك المصالح الدولية، إلى أن يُعاد رسم المشهد وفق ترتيبات لا تزال قيد الطبخ في الغرف المغلقة؟