أخبار ليبيا 24
-
رحلة الموت.. مقابر المهاجرين غير الشرعيين تتزايد في ليبيا
-
ليبيا.. نقطة عبور تحولت إلى مأساة ونهاية مأساوية
-
هل الصحراء تخفي المزيد؟ السلطات تتوقع مقابر جديدة
-
فحوص الحمض النووي.. محاولة أخيرة لكشف هويات الضحايا
الصحراء.. شاهد صامت على مأساة لا تنتهي
الصحراء الكبرى، التي لطالما كانت رمزًا للغموض والمغامرة، تحولت اليوم إلى شاهد مأساوي على رحلات لم تكتمل، وأحلام تبخرت بين الرمال. قبل أيام، أعلنت السلطات عن اكتشاف جديد يضاف إلى سجل المآسي المتكررة: مقبرة جماعية تضم 29 جثة لمهاجرين غير شرعيين، لترتفع الحصيلة إلى 57 جثة خلال أسبوع واحد فقط.
ليست هذه المرة الأولى التي تتحول فيها ليبيا إلى مسرح لجثث بلا أسماء، وأرواح غادرت العالم بحثًا عن حياة أفضل. فمنذ 2011، أصبحت ليبيا طريقًا محفوفًا بالمخاطر للهاربين من الفقر والصراعات، لكنها لم تكن مجرد محطة عبور، بل كانت المحطة الأخيرة لكثيرين، لم يصلوا إلى الشواطئ الأوروبية التي حلموا بها.
رصاص في الصحراء.. من القاتل؟
المنظمة الدولية للهجرة لم تترك الأمر للصدفة، إذ أعلنت أن الجثث التي عُثر عليها في المقبرتين تحمل آثار طلقات نارية، ما يثير تساؤلات مرعبة حول الكيفية التي لقي بها هؤلاء المهاجرون حتفهم. هل كانت مجرد رحلة انتهت بالعطش والجوع؟ أم أن هناك من أطلق الرصاص عليهم في لحظة يأس أو انتقام؟
مدفن بلا شواهد.. والبحث مستمر
في قلب الصحراء القاسية، كان هناك من يحاول توثيق هذه الكارثة الإنسانية. فرق البحث، مدعومةً بالهلال الأحمر الليبي، أقامت خيامًا وسط الرمال، ووضعت خطوطًا بيضاء على الأرض، تشير إلى أماكن القبور، وكأنها تحاول منح هؤلاء الضحايا ما لم يمنحهم العالم: اعترافًا بوجودهم، ولو بعد الموت.
DNA.. آخر أمل للتعرف على الضحايا
من بين العشرات الذين قضوا، لا أسماء معروفة، ولا وثائق هوية، فقط أجساد أنهكها العذاب. في محاولة لمنحهم هوية حتى بعد الرحيل، قامت السلطات بأخذ عينات من الحمض النووي، في خطوة ربما تعيدهم، ولو بصمت، إلى عائلاتهم التي تنتظر أي خبر، حتى لو كان خبرًا مؤلمًا.
الهروب إلى أوروبا.. رحلة بلا عودة
قصص الهجرة غير الشرعية في ليبيا ليست جديدة، لكنها تتكرر بمآسٍ أكبر. البعض يموت في عرض البحر، والبعض يُقتل في الصحراء، بينما يقبع آخرون في مراكز احتجاز قاسية، تنتظرهم مصائر مجهولة. في فبراير الماضي فقط، انتُشلت 19 جثة من مقبرة أخرى شرق ليبيا، و10 جثث أخرى غرق أصحابها قرب مدينة الزاوية.
الصحراء تعرف الحقيقة.. لكن لا تتكلم
كلما أُغلقت مقبرة، فُتحت أخرى. كلما انتشلنا جثة، بقيت أخرى مدفونة بلا شاهد. هذا المشهد المتكرر لا يثير فقط التساؤلات حول مصير المهاجرين، بل يفتح الباب على مصير أمة بأكملها: كيف تحولت ليبيا إلى مقبرة مفتوحة؟ ومتى تتوقف هذه المآسي؟