أخبار دوليةالأخبار

حادث دهس يهز ميونخ قبل مؤتمر الأمن العالمي

جدل واسع حول منفذ دهس ميونخ وقرار ترحيله

أخبار ليبيا 24

  • 28 مصابًا في ميونخ.. تفاصيل الحادث وأبعاده الأمنية
  • المهاجم أفغاني الجنسية.. قصة الترحيل المؤجل والمأساة المنتظرة
  • ميونخ على صفيح ساخن.. حادث دهس يسبق قمة الأمن العالمية
  • من أشافنبورغ إلى ميونخ.. حوادث متكررة تُثير التساؤلات

في قلب مدينة ميونخ، وعلى أعتاب مؤتمر الأمن العالمي، اهتزت ألمانيا على وقع حادث دهس مروع، ليعيد إلى الأذهان مشاهد العنف التي أصبحت تتكرر بوتيرة مقلقة في البلاد. لم يكن صباح الخميس كغيره، فوسط صخب المدينة وانشغالها بالتحضيرات لاستقبال زعماء العالم، اخترقت سيارة سوداء صفوف العمال المضربين في أحد الشوارع الرئيسية، تاركة خلفها 28 مصابًا، بعضهم بين الحياة والموت.

حادث في توقيت حساس.. الصدفة أم التخطيط؟

لم يكن المكان الذي وقع فيه الحادث عشوائيًا، فموقع الدهس يبعد مسافة قصيرة عن الفندق الذي سيحتضن مؤتمر ميونخ للأمن، الحدث الذي يُعتبر من أبرز التجمعات الدولية لمناقشة القضايا الأمنية العالمية. ومع وصول شخصيات رفيعة المستوى مثل نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تزداد الشكوك حول ما إذا كان الحادث مجرد مصادفة أم أنه يحمل دلالات أمنية أعمق.

السلطات الألمانية كانت سريعة في تحركها، إذ أعلنت فورًا عن “تحييد” المنفذ، وهو شاب أفغاني يبلغ من العمر 26 عامًا، كان قد صدر بحقه أمر ترحيل بسبب تورطه في قضايا سرقة ومخدرات. هذا الكشف صب الزيت على نار الجدل المحتدم حول سياسات الهجرة في ألمانيا، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في 23 فبراير الجاري.

منفذ الهجوم.. بين قرارات الترحيل والماضي الجنائي

لم يكن اسم المهاجم مجهولًا لدى السلطات، فقد كان مسجلًا لديها في قضايا جنائية، لكنه لم يُرحل رغم صدور أمر بذلك. هذه النقطة أثارت استغرابًا واسعًا، فكيف لشخص لديه سجل إجرامي أن يبقى في البلاد رغم وجود قرار رسمي بإبعاده؟ وهل كان غياب تنفيذ هذا القرار أحد أسباب وقوع الحادث؟

وسائل الإعلام الألمانية سلطت الضوء على هذه النقطة، مشيرة إلى أن هناك تساهلًا في تنفيذ قرارات الترحيل، خصوصًا لمن لديهم ارتباطات بملفات أمنية حساسة. ففي ديسمبر الماضي، شهدت مدينة ماجديبورج حادثًا مشابهًا عندما اقتحمت سيارة سوق عيد الميلاد، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200. وكان المنفذ أيضًا يحمل سجلًا إجراميًا ولم يتم ترحيله.

سلسلة حوادث مقلقة.. هل هناك نمط متكرر؟

ما يزيد من تعقيد المشهد هو تكرار مثل هذه الحوادث خلال فترة زمنية قصيرة، فقد سبق أن شهدت بلدة أشافنبورغ حادث طعن نفذه أفغاني آخر رفض طلب لجوئه. تكرار هذه الاعتداءات يثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه الهجمات منفصلة أم أنها تمثل جزءًا من ظاهرة أوسع، حيث يرى البعض أن هذه الأعمال تعكس أزمة في سياسات الاندماج والتعامل مع اللاجئين الذين رُفضت طلباتهم.

في المقابل، هناك من يحذر من تعميم الاتهامات وربط الجرائم بجنسية أو فئة بعينها، مؤكدين أن معظم اللاجئين لا يشكلون أي تهديد أمني، وأن استغلال هذه الحوادث لأغراض سياسية قد يؤدي إلى تأجيج الكراهية والعنصرية.

تداعيات سياسية وأمنية واسعة

لم تمرّ الحادثة مرور الكرام، فقد أدت إلى تصاعد الضغوط على المستشار الألماني أولاف شولتس وحكومته، وسط مطالبات باتخاذ إجراءات صارمة ضد من يُعتبرون خطرًا أمنيًا. تصريحات شولتس التي وصف فيها الحادث بـ”الفظيع” لم تكن كافية لتهدئة الرأي العام، فالمعارضة اليمينية استغلت الحادث للمطالبة بتغييرات جذرية في سياسة الهجرة.

في الوقت ذاته، نفذت الشرطة عملية أمنية واسعة قرب محطة القطارات الرئيسية في ميونخ، في محاولة لضبط أي مشتبه بهم آخرين أو كشف ملابسات الحادث بشكل أكثر تفصيلًا. فيما يتساءل البعض: هل سيؤثر هذا الحادث على مجريات مؤتمر ميونخ للأمن؟ وهل سيتم تشديد الإجراءات الأمنية بشكل استثنائي؟

ما الذي يعنيه حادث ميونخ لمستقبل الأمن في ألمانيا؟

حادث الدهس في ميونخ ليس مجرد واقعة عابرة، بل هو جرس إنذار جديد حول التحديات الأمنية التي تواجهها ألمانيا، سواء فيما يتعلق بعمليات الدهس والهجمات الفردية، أو بآليات التعامل مع قرارات الترحيل وتنفيذها. فبينما يرى البعض أن الحادث يعكس فشلًا أمنيًا يستوجب مراجعات جذرية، يعتبر آخرون أن استغلاله سياسيًا قد يزيد من حدة الاستقطاب في البلاد.

ما هو مؤكد حتى الآن أن ألمانيا تجد نفسها أمام تحدٍ جديد، حيث باتت المسألة الأمنية محورية أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط لحماية مواطنيها، ولكن أيضًا للحفاظ على صورتها كدولة تحتضن أهم المؤتمرات الأمنية في العالم. وبينما تستمر التحقيقات لكشف دوافع منفذ الهجوم، يبقى السؤال الأبرز: هل ستكون هذه الحادثة نقطة تحول في السياسات الأمنية والهجرة بألمانيا؟ أم أنها مجرد فصل آخر في مسلسل التوترات المستمرة؟

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى