
أخبار ليبيا 24
-
شكاوى رسمية أمام المحاكم الدولية… هل ينجح الليبيون في استعادة أبو عجيلة؟
-
عائلة أبو عجيلة: لن نصمت حتى ينال حريته… والجنائية الدولية على الخط
-
اختطاف وتسليم خارج القانون… الدبيبة في مواجهة تهم خطيرة
-
“سلامك وصل”.. رسالة من الأسر إلى الوطن وسط دموع الليبيين
حين تسقط السيادة في جيب الدبيبة.. أبو عجيلة بين الغدر والانتهاك
لم يكن الفجر قد بزغ بعد، عندما طرق المسلحون باب منزل الضابط السابق أبو عجيلة المريمي. لم يكن يتوقع أن آخر لحظاته في بلاده ستكون على يد أبناء جلدته، قبل أن يجد نفسه في طائرة أمريكية تُحلق به بعيدًا عن وطنه. لكن كيف وصلنا إلى هذا المشهد المخزي؟ وكيف تحولت ليبيا من دولة ذات سيادة إلى مسرح لمخططات حكومة منتهية الولاية يقودها عبد الحميد الدبيبة؟
تسليم أم اختطاف؟
لا شيء يبرر الطريقة التي تم بها نقل أبو عجيلة إلى الولايات المتحدة. فالرجل، الذي تجاوز السبعين، أُخرج من بيته كما لو كان قطعة شطرنج يتم تحريكها وفق أوامر خارجية. لم يُعرض على القضاء، ولم تُتح له فرصة الدفاع عن نفسه أمام الشعب. كان الأمر أشبه بعملية اختطاف رسمية نفذتها حكومة الدبيبة، التي أثبتت مرة أخرى أنها لا تحكم بسلطة القانون، بل بسياط الأوامر الخارجية.
عائلة لا تستسلم
وسط هذا الظلم، لم تصمت عائلة أبو عجيلة. تحركت في كل الاتجاهات، طرقت أبواب القضاء المحلي، لكن دون جدوى. وعندما وجدت أن العدالة الليبية مكبلة بقيود السلطة، قررت أن تتجه نحو المحاكم الدولية، لتُثبت للعالم أن ما حدث كان جريمة دولة مكتملة الأركان.
عبد المنعم المريمي، المتحدث باسم العائلة، كان واضحًا: “لن نصمت. سنلاحق الدبيبة ونجلاء المنقوش أمام القضاء الدولي.” كلمات ليست مجرد تهديدات، بل إعلان عن معركة قانونية تستعد العائلة لخوضها ضد الحكومة الليبية، التي تصرفت كأن ليبيا ليست سوى ورقة مقايضة في يد القوى الكبرى.
الجنائية الدولية على الخط
قبل أيام، قدّمت العائلة شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهمة الدبيبة والمنقوش بالخطف وتسليم مواطن ليبي بشكل غير قانوني. خطوة لم تكن لتحدث لو كان القضاء الليبي قادرًا على تحقيق العدالة. لكن حين يكون القاضي والجلاد شخصًا واحدًا، يصبح البحث عن العدالة في الخارج هو الحل الوحيد.
الدبيبة… حاكم أم سمسار؟
لم يكن تسليم أبو عجيلة أول صفقة مشبوهة في عهد الدبيبة. فمنذ توليه السلطة، لم يكن رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلا منفذًا لأجندات خارجية. استخدم خزائن ليبيا لشراء الولاءات، وفتح أبواب البلاد للميليشيات، وقام بتصفية خصومه عبر القضاء المسيس، والآن يُتهم ببيع المواطنين كما تُباع السلع في الأسواق السوداء.
ما حدث مع أبو عجيلة لم يكن مجرد قرار قضائي مشكوك فيه، بل كان سقوطًا أخلاقيًا وسياسيًا مدويًا. كيف يمكن لحكومة أن تسلّم أحد مواطنيها دون محاكمة عادلة؟ وأي سيادة تلك التي يُنتهك فيها حق المواطن في الدفاع عن نفسه؟
سلامك وصل… لكن من يعيده؟
في تسجيل مصور نُشر حديثًا، تحدث أبو عجيلة للمرة الأولى منذ نقله إلى أمريكا، قائلاً: “سلّموا لي على تراب بلادي.” كلمات قليلة، لكنها كانت كفيلة بأن تُشعل مشاعر الغضب والحزن في قلوب الليبيين. جاء الرد من ابن شقيقه عبد المنعم بقصيدة باللهجة المحلية، وكأنها رسالة مفتوحة للعالم: “سلامك وصل. يسلمك عليك ترابها وشيبها وشبابها.”
لكن السلام وحده لا يكفي. فالرجل لا يحتاج إلى الكلمات فقط، بل إلى الأفعال. وعائلته، ومعها جزء كبير من الشعب الليبي، يريدون إعادته إلى وطنه، أو على الأقل منحه محاكمة عادلة داخل ليبيا، لا أن يكون ورقة في لعبة سياسية قذرة يديرها الدبيبة لحماية مصالحه.
نهاية حقبة… أم استمرار للعبث؟
حكومة الدبيبة اقتربت من نهايتها، لكن تبعات قراراتها ستظل تطارد ليبيا لسنوات. ما حدث مع أبو عجيلة هو نموذج واحد فقط من نماذج كثيرة على انهيار العدالة، وغياب الدولة، وسيطرة المصالح الشخصية.
اليوم، تقف ليبيا أمام مفترق طرق. فإما أن تتم مساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم، وإما أن يتحول المواطن الليبي إلى مجرد رقم في حسابات الساسة. فهل سيُفتح تحقيق جاد؟ هل ستحاسب المحكمة الجنائية الدولية الدبيبة؟ أم أن العدالة ستظل في انتظار فجر لا يأتي؟