سعد بن شرادة يحذر الاستشاريين: لا تعبثوا بقانون الانتخابات

قانون الانتخابات .. معركة البعثة الأممية ومصير صندوق الاقتراع

أخبار ليبيا 24

وسط أروقة المشهد السياسي، يتجدد الجدل حول قانون الانتخابات الذي صاغته لجنة 6+6، في وقت تبرز فيه تحذيرات من أن أي تعديل في نصوصه قد يعيد البلاد إلى مربع التجاذبات السياسية، في ظل محاولات البعثة الأممية لإدخال اللجنة الاستشارية في دائرة التشريع الانتخابي.

معركة القانون بين الاستقرار والتعطيل

منذ اللحظة الأولى لإعلان قانون الانتخابات، ظهرت مؤشرات واضحة على عدم رضا بعض الأطراف الدولية عنه، وهو ما انعكس على مواقف البعثة الأممية التي أبدت اعتراضًا غير معلن، لكنه متجسد في محاولاتها لإعادة فتح الملف من جديد عبر اللجنة الاستشارية التي تم اختيارها تحت إشرافها.

يرى مراقبون أن هذا التدخل ليس بريئًا، بل يأتي في سياق توجه دولي يسعى للحفاظ على الوضع القائم، حيث تتلاعب بعض القوى الخارجية بمسارات التسوية الليبية لتحقيق مصالحها، وهو ما أشار إليه تقرير الخبراء الأخير، الذي كشف عن دور شركات ذات جنسيات معروفة في عمليات فساد مالي تتقاطع مع نفوذ تلك الدول.

انتخابات مؤجلة أم مؤامرة مستمرة؟

يتخوف عضو مجلس الدولة، سعد بن شرادة، في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24” من أن أي مساس بالنصوص الانتخابية قد يؤدي إلى انفجار جديد في المشهد الليبي، حيث ستجد الأطراف السياسية الفرصة لإقحام تعديلات تعزز نفوذها وتقصي خصومها، بينما ستقف البعثة الأممية – وفقًا لحديثه – موقف المساعد لا الوسيط.

سعد بن شرادة يحذر من محاولات البعثة الأممية إدخال اللجنة الاستشارية في تعديل قانون الانتخابات، مؤكدًا أن ذلك قد يفتح الباب لمستنقع التجاذبات السياسية والإقصاءات.
سعد بن شرادة يحذر من محاولات البعثة الأممية إدخال اللجنة الاستشارية في تعديل قانون الانتخابات، مؤكدًا أن ذلك قد يفتح الباب لمستنقع التجاذبات السياسية والإقصاءات.

إن الأزمة ليست فقط في مضمون القانون، بل في دلالاته السياسية، إذ يعد – كما يرى مؤيدوه – الممر الأخير نحو صناديق الاقتراع التي قد تفضي إلى تغيير المشهد الليبي برمته، وهو ما لا يروق لكثير من القوى المستفيدة من حالة الجمود الحالية.

الطريق إلى الصندوق.. مسدود أم مفتوح؟

لطالما ارتبطت مسألة الانتخابات في ليبيا بعوامل متعددة، أبرزها الإرادة السياسية، والضغوط الخارجية، وموازين القوى على الأرض، وبالنظر إلى التاريخ السياسي القريب، فإن كل محاولة للاقتراب من الاستحقاق الانتخابي كانت تصطدم بجدار المصالح المتشابكة، ما يطرح التساؤل حول ما إذا كانت هذه المرة مختلفة أم أن المشهد سيعيد تكرار نفسه.

وبين تحذيرات بن شرادة ومحاولات البعثة الأممية، يبدو أن ليبيا أمام مفترق طرق جديد، فإما أن تمضي نحو صناديق الاقتراع وفق القوانين القائمة، أو تعود إلى دوامة التأجيل والمساومات السياسية، وهو ما ستكشفه الأيام القادمة في ظل التحديات المتزايدة على الساحة الليبية.

Exit mobile version