أخبار ليبيا 24
-
الفساد الإداري والمالي.. عقبة أمام التنمية
-
كيف أثر غياب الاستقرار على تصنيف ليبيا؟
-
مقارنة عالمية: أين تقع ليبيا بين الدول الفاسدة؟
-
هل يمكن الخروج من دوامة الفساد؟
ليبيا في قاع مؤشر الشفافية.. ماذا يعني ذلك لمستقبلها؟
في تقرير جديد صادم لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2024، جاءت ليبيا في المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر فسادًا في العالم، ما يضعها في دائرة الضوء كواحدة من أكثر الدول التي تعاني من انعدام الشفافية وانتشار الفساد المؤسسي. هذا التصنيف يعكس واقعًا أليمًا تعيشه البلاد منذ سنوات، وسط صراعات سياسية وأزمات اقتصادية خانقة، فماذا يعني ذلك لمستقبل ليبيا؟ وهل هناك أمل في الخروج من هذه الدوامة؟

الفساد الإداري والمالي.. عقبة أمام التنمية
منذ 2011، غرقت ليبيا في حالة من الفوضى السياسية، ما جعل مؤسسات الدولة عاجزة عن العمل بفعالية. هذه الفوضى فتحت الباب واسعًا أمام تفشي الفساد، حيث أصبح التربح غير المشروع واستغلال النفوذ القاعدة بدلاً من الاستثناء.
الأموال المهدورة والمشاريع الوهمية
تشير التقارير المحلية والدولية إلى أن مليارات الدولارات تم تبديدها على مشاريع لم تكتمل أو لم تُنفذ أصلًا. من شبكات الكهرباء المتدهورة إلى البنية التحتية المتهالكة، كل ذلك في بلد يمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، لكنه يعاني من تردي الخدمات الأساسية.
أكثر 10 دول فسادًا في العالم (أقل الدول شفافية)
الترتيب | الدولة | الدرجة في مؤشر الفساد (من 100) |
---|---|---|
1️⃣ | جنوب السودان | 8 |
2️⃣ | الصومال | 10 |
3️⃣ | سوريا | 13 |
4️⃣ | فنزويلا | 13 |
5️⃣ | ليبيا | 13 |
6️⃣ | اليمن | 13 |
7️⃣ | كوريا الشمالية | 16 |
8️⃣ | هايتي | 16 |
9️⃣ | تركمانستان | 17 |
🔟 | بوروندي | 17 |
الرواتب الوهمية واستغلال المناصب
الفساد في ليبيا لا يقتصر على المشاريع، بل يمتد إلى الرواتب الوهمية لموظفين لا وجود لهم في الواقع، إلى جانب تعيين مسؤولين غير أكفاء بسبب الولاءات السياسية والقبلية، مما يعمق الأزمة أكثر.
كيف أثر غياب الاستقرار على تصنيف ليبيا؟
أحد العوامل الرئيسية التي جعلت ليبيا تغرق في الفساد هو الانقسام السياسي. منذ عام 2014، انقسمت البلاد بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب، مما أدى إلى ازدواجية المؤسسات وعدم وجود سلطة رقابية قوية تستطيع محاسبة الفاسدين.
كيف تغير تصنيف ليبيا في آخر 5 سنوات؟
السنة | الترتيب العالمي | الدرجة في المؤشر |
---|---|---|
2020 | 168 من 180 | 17/100 |
2021 | 172 من 180 | 16/100 |
2022 | 173 من 180 | 15/100 |
2023 | 174 من 180 | 14/100 |
2024 | 175 من 180 | 13/100 |
ضعف القضاء وانعدام المساءلة
حتى عندما يتم الكشف عن قضايا فساد، نادرًا ما تتم محاسبة المتورطين بسبب ضعف النظام القضائي وتغلغل المصالح الشخصية في أجهزة الدولة. القضاء الليبي يعاني من تسييس واضح، مما يجعل تنفيذ العدالة أمرًا شبه مستحيل.
الاقتصاد الموازي والميليشيات
مع تراجع دور الدولة، ظهرت قوى أخرى تسيطر على الاقتصاد من خلال التهريب والأنشطة غير المشروعة. الميليشيات المسلحة أصبحت تفرض الإتاوات، وتحكم قبضتها على قطاعات مثل النفط والوقود، مما يجعل من الصعب على أي حكومة مركزية استعادة السيطرة الكاملة.
دول ذات فساد مرتفع لكن ليست الأسوأ
الترتيب عالميًا | الدولة | الدرجة في المؤشر |
---|---|---|
15 | السودان | 15 |
20 | العراق | 26 |
25 | الجزائر | 34 |
30 | مصر | 30 |
35 | أوكرانيا | 35 |
40 | المغرب | 36 |
45 | الهند | 38 |
50 | الأرجنتين | 37 |
مقارنة عالمية.. أين تقع ليبيا بين الدول الفاسدة؟
في قائمة الدول الأكثر فسادًا، تأتي ليبيا بعد دول مثل الصومال، فنزويلا، سوريا، وجنوب السودان، وهي دول تعاني من انهيارات سياسية وأمنية مماثلة. هذا يضع ليبيا في نفس الخانة مع البلدان التي تعاني من الحروب الأهلية والمجاعات، مما يبرز حجم المشكلة.
الدول الأقل فسادًا.. الفارق شاسع
على الجانب الآخر، تتصدر الدنمارك وفنلندا ونيوزيلندا القائمة كأقل الدول فسادًا، حيث تتمتع بأنظمة رقابة صارمة، وقضاء مستقل، ومستوى عالٍ من الشفافية في إدارة المال العام. الفارق بين هذه الدول وليبيا يعكس فجوة هائلة في الحوكمة والإدارة.
أقل 10 دول فسادًا في العالم (الأكثر شفافية)
الترتيب | الدولة | الدرجة في المؤشر |
---|---|---|
1️⃣ | الدنمارك | 90 |
2️⃣ | فنلندا | 88 |
3️⃣ | نيوزيلندا | 83 |
4️⃣ | النرويج | 81 |
5️⃣ | سنغافورة | 84 |
6️⃣ | ألمانيا | 75 |
7️⃣ | المملكة المتحدة | 71 |
8️⃣ | اليابان | 71 |
9️⃣ | كندا | 75 |
🔟 | أستراليا | 77 |
هل يمكن الخروج من دوامة الفساد؟
رغم الصورة القاتمة، هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد ليبيا على تحسين ترتيبها في مؤشر الفساد واستعادة ثقة الشعب والمجتمع الدولي.
إصلاح المؤسسات وتعزيز الشفافية
- تعزيز استقلال القضاء ليكون قادرًا على محاسبة الفاسدين دون تدخل سياسي.
- رقمنة الإدارة العامة لتقليل التدخل البشري والحد من الرشاوى والتزوير.
- إصلاح قطاع النفط ووضع آليات شفافة لإدارته، بما يضمن توزيعًا عادلًا للثروة.
دور المجتمع المدني والإعلام
في الدول الناجحة في مكافحة الفساد، يلعب المجتمع المدني والإعلام دورًا مهمًا في فضح الفساد والضغط من أجل التغيير. في ليبيا، لا يزال هذا الدور ضعيفًا بسبب التهديدات التي يواجهها الصحفيون والنشطاء، لكن تعزيز حريتهم يمكن أن يشكل بداية الحل.
الإرادة السياسية.. العامل الحاسم
لا يمكن لأي إصلاح أن ينجح دون وجود إرادة سياسية حقيقية لمكافحة الفساد. على القادة الليبيين اتخاذ قرارات جريئة للحد من الفساد، بدءًا من محاسبة المسؤولين الفاسدين، ووضع سياسات اقتصادية شفافة، وصولًا إلى تحقيق مصالحة وطنية تقلل من الانقسام الذي يغذي الفساد.
مؤشر الفساد لعام 2024 ألقى الضوء على حجم المشكلة التي تواجهها ليبيا، لكنها ليست قدرًا محتومًا. بإصلاحات جدية، ورقابة قوية، وقيادة سياسية صادقة، يمكن لليبيا أن تبدأ رحلة الخروج من هذه الدائرة المظلمة. قد يكون الطريق طويلاً، لكنه ليس مستحيلًا. فهل سيشهد المستقبل تحسنًا، أم ستظل ليبيا غارقة في فساد ينهش مستقبلها؟