سوسة النخيل تهدد مزارع أوجلة وسط تحذيرات رسمية

بلدية أوجلة تستنفر لمكافحة آفة تهدد الأمن الزراعي

أخبار ليبيا 24

كارثة زراعية تطرق أبواب أوجلة.. هل ينقذ التدخل العاجل النخيل من الهلاك؟

في قلب الصحراء الليبية، حيث تمتد مزارع النخيل كحزام أخضر يحتضن المدينة، دقت نواقيس الخطر معلنةً عن تهديدٍ زاحف قد يُفقد المنطقة أحد أعمدة اقتصادها الزراعي. سوسة النخيل الحمراء، تلك الآفة المدمرة التي تغزو الأشجار في صمت، ظهرت في أوجلة، مهددةً مئات النخيل بموتٍ بطيء قد لا يُدرك المزارعون خطورته إلا بعد فوات الأوان.

Screenshot 2025 02 10 at 01 26 04 476350833 1050969257069301 4192140516403967584 n.jpg JPEG Image 563 × 1000 pixels — Scaled 74
Screenshot 2025 02 10 at 01 25 54 476350833 1050969257069301 4192140516403967584 n.jpg JPEG Image 563 × 1000 pixels — Scaled 74
Screenshot 2025 02 10 at 01 25 49 475755094 1050969260402634 7615770855635556611 n.jpg JPEG Image 1000 × 563
Screenshot 2025 02 10 at 01 26 25 476453237 1050969403735953 7673600523121401413 n.jpg JPEG Image 712 × 1276 pixels — Scaled 58

لم يكن اكتشاف الإصابة الأول سوى بداية القلق. تلقى المجلس البلدي بلاغاً من أحد المزارعين الذي لاحظ علامات غير مألوفة على نخيله، وعند انتقال فرق الكشف إلى المزرعة، كانت المفاجأة أشد وقعاً مما كان متوقعاً. خمس نخلات مصابة، ولكن الأخطر لم يكن العدد، بل وجود جميع أطوار الحشرة في الأشجار، من اليرقات إلى الحشرات الكاملة، ما يعني أن الآفة قد استوطنت المكان منذ فترة ليست بالقصيرة.

ماذا تعني هذه الآفة للمدينة؟

إن النخيل في أوجلة ليس مجرد شجرة، بل هو تراثٌ زراعي ممتد عبر الأجيال، ومصدرٌ رئيسي للرزق لكثيرٍ من العائلات التي تعتمد على إنتاج التمور وبيعها في الأسواق المحلية والعالمية. ظهور هذه الحشرة في المزارع يمثل أكثر من مجرد خسارة اقتصادية، بل هو تهديدٌ مباشر للهوية الزراعية للمدينة.

منذ ظهور الإصابات الأولى، تحركت البلدية سريعاً، حيث أغلقت المزرعة المصابة لتطبيق إجراءات المكافحة، غير أن عمليات الفحص كشفت عن إصابات أخرى في مزارع مجاورة، ما جعل الوضع أكثر تعقيداً. انتشرت المخاوف من أن يكون التفشي أوسع مما هو معلوم، خاصة وأن هذه الحشرة تعمل بخفاء، فلا يظهر أثرها إلا عندما يكون الضرر قد بلغ مرحلة متقدمة.

دعوات استغاثة.. ولكن من يستجيب؟

في مواجهة هذا الخطر المحدق، لم يكن أمام المجلس البلدي سوى توجيه نداء استغاثة عاجل إلى كافة الجهات المختصة، داعياً رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة والمركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي للتدخل الفوري. كما ناشد القيادة العامة للجيش الليبي والإدارة العامة للشرطة الزراعية لمساندة الجهود المحلية في احتواء الكارثة قبل تفشيها في باقي مزارع المنطقة.

Screenshot 2025 02 10 at 01 26 16 476676136 1050969310402629 5961251381849400060 n.jpg JPEG Image 1080 × 1080 pixels — Scaled 69
Screenshot 2025 02 10 at 01 26 12 476422303 1050969350402625 6477701998471671545 n.jpg JPEG Image 1290 × 712
Screenshot 2025 02 10 at 01 26 08 476646025 1050969437069283 8585176216638149535 n.jpg JPEG Image 1290 × 1697 pixels — Scaled 44
Screenshot 2025 02 10 at 01 26 20 476790757 1050969333735960 661151842884175355 n.jpg JPEG Image 563 × 1000 pixels — Scaled 74
Screenshot 2025 02 10 at 01 25 58 475700641 1050969377069289 4616334724206751395 n.jpg JPEG Image 607 × 1080 pixels — Scaled 69

المجلس البلدي حذر المزارعين من نقل أي فسائل نخيل من مكان إلى آخر داخل المدينة أو جلبها من خارجها، إذ أن هذه الممارسات قد تكون الجسر الذي تعبر منه الحشرة إلى المزيد من المزارع، متسببةً في كارثة زراعية أشمل.

ما العمل الآن؟

الخطوة الأهم الآن هي التدخل العاجل لاحتواء الآفة قبل أن يتحول انتشارها إلى أزمة وطنية، خاصة أن هذه الحشرة، المعروفة بتدميرها الواسع، تسببت في كوارث زراعية في دولٍ عديدة، وأثّرت على إنتاج التمور في مناطق كانت تُعد من كبار المنتجين عالمياً.

مكافحة سوسة النخيل تتطلب استراتيجيات دقيقة، تبدأ من الرصد المبكر، ثم استخدام المصائد الفرمونية لجذب الحشرات البالغة، يليها التدخل الكيميائي عبر حقن المبيدات في جذوع النخيل المصاب. كما أن نشر الوعي بين المزارعين حول أعراض الإصابة وطرق التعامل معها بات أمراً لا غنى عنه.

التأخر في الحل.. هل يؤدي إلى خسائر لا تعوض؟

إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة في الوقت المناسب، فإن اقتصاد أوجلة الزراعي سيواجه ضربة قوية. فالتمور الليبية، التي تعد من أجود أنواع التمور عالمياً، قد تشهد تراجعاً حاداً في الإنتاج إذا ما تمكنت الحشرة من الانتشار دون رادع.

الكرة الآن في ملعب الجهات المعنية، فإما أن تتخذ إجراءات عاجلة وتتصدى لهذا الخطر المحدق، أو أن تنتظر حتى تتحول الأزمة إلى مأساة زراعية يصعب احتواؤها لاحقاً. فهل سيكون التدخل سريعاً بما يكفي لإنقاذ نخيل أوجلة، أم أن المدينة ستنضم إلى قائمة الضحايا الذين فقدوا مزارعهم تحت ضربات هذه الآفة القاتلة؟

Exit mobile version