الأخبارليبيا

سوسة النخيل تهدد مزارع أوجلة وسط تحذيرات رسمية

بلدية أوجلة تستنفر لمكافحة آفة تهدد الأمن الزراعي

أخبار ليبيا 24

  • اكتشاف إصابات بسوسة النخيل في عدة مزارع بأوجلة
  • المجلس البلدي يحذر: تأخر التدخل سيكلفنا غالياً
  • دعوات عاجلة لإنقاذ النخيل قبل فوات الأوان
  • تحذير للمزارعين: لا تنقلوا فسائل النخيل بين المزارع

كارثة زراعية تطرق أبواب أوجلة.. هل ينقذ التدخل العاجل النخيل من الهلاك؟

في قلب الصحراء الليبية، حيث تمتد مزارع النخيل كحزام أخضر يحتضن المدينة، دقت نواقيس الخطر معلنةً عن تهديدٍ زاحف قد يُفقد المنطقة أحد أعمدة اقتصادها الزراعي. سوسة النخيل الحمراء، تلك الآفة المدمرة التي تغزو الأشجار في صمت، ظهرت في أوجلة، مهددةً مئات النخيل بموتٍ بطيء قد لا يُدرك المزارعون خطورته إلا بعد فوات الأوان.

لم يكن اكتشاف الإصابة الأول سوى بداية القلق. تلقى المجلس البلدي بلاغاً من أحد المزارعين الذي لاحظ علامات غير مألوفة على نخيله، وعند انتقال فرق الكشف إلى المزرعة، كانت المفاجأة أشد وقعاً مما كان متوقعاً. خمس نخلات مصابة، ولكن الأخطر لم يكن العدد، بل وجود جميع أطوار الحشرة في الأشجار، من اليرقات إلى الحشرات الكاملة، ما يعني أن الآفة قد استوطنت المكان منذ فترة ليست بالقصيرة.

ماذا تعني هذه الآفة للمدينة؟

إن النخيل في أوجلة ليس مجرد شجرة، بل هو تراثٌ زراعي ممتد عبر الأجيال، ومصدرٌ رئيسي للرزق لكثيرٍ من العائلات التي تعتمد على إنتاج التمور وبيعها في الأسواق المحلية والعالمية. ظهور هذه الحشرة في المزارع يمثل أكثر من مجرد خسارة اقتصادية، بل هو تهديدٌ مباشر للهوية الزراعية للمدينة.

منذ ظهور الإصابات الأولى، تحركت البلدية سريعاً، حيث أغلقت المزرعة المصابة لتطبيق إجراءات المكافحة، غير أن عمليات الفحص كشفت عن إصابات أخرى في مزارع مجاورة، ما جعل الوضع أكثر تعقيداً. انتشرت المخاوف من أن يكون التفشي أوسع مما هو معلوم، خاصة وأن هذه الحشرة تعمل بخفاء، فلا يظهر أثرها إلا عندما يكون الضرر قد بلغ مرحلة متقدمة.

دعوات استغاثة.. ولكن من يستجيب؟

في مواجهة هذا الخطر المحدق، لم يكن أمام المجلس البلدي سوى توجيه نداء استغاثة عاجل إلى كافة الجهات المختصة، داعياً رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة والمركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي للتدخل الفوري. كما ناشد القيادة العامة للجيش الليبي والإدارة العامة للشرطة الزراعية لمساندة الجهود المحلية في احتواء الكارثة قبل تفشيها في باقي مزارع المنطقة.

المجلس البلدي حذر المزارعين من نقل أي فسائل نخيل من مكان إلى آخر داخل المدينة أو جلبها من خارجها، إذ أن هذه الممارسات قد تكون الجسر الذي تعبر منه الحشرة إلى المزيد من المزارع، متسببةً في كارثة زراعية أشمل.

ما العمل الآن؟

الخطوة الأهم الآن هي التدخل العاجل لاحتواء الآفة قبل أن يتحول انتشارها إلى أزمة وطنية، خاصة أن هذه الحشرة، المعروفة بتدميرها الواسع، تسببت في كوارث زراعية في دولٍ عديدة، وأثّرت على إنتاج التمور في مناطق كانت تُعد من كبار المنتجين عالمياً.

مكافحة سوسة النخيل تتطلب استراتيجيات دقيقة، تبدأ من الرصد المبكر، ثم استخدام المصائد الفرمونية لجذب الحشرات البالغة، يليها التدخل الكيميائي عبر حقن المبيدات في جذوع النخيل المصاب. كما أن نشر الوعي بين المزارعين حول أعراض الإصابة وطرق التعامل معها بات أمراً لا غنى عنه.

التأخر في الحل.. هل يؤدي إلى خسائر لا تعوض؟

إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة في الوقت المناسب، فإن اقتصاد أوجلة الزراعي سيواجه ضربة قوية. فالتمور الليبية، التي تعد من أجود أنواع التمور عالمياً، قد تشهد تراجعاً حاداً في الإنتاج إذا ما تمكنت الحشرة من الانتشار دون رادع.

الكرة الآن في ملعب الجهات المعنية، فإما أن تتخذ إجراءات عاجلة وتتصدى لهذا الخطر المحدق، أو أن تنتظر حتى تتحول الأزمة إلى مأساة زراعية يصعب احتواؤها لاحقاً. فهل سيكون التدخل سريعاً بما يكفي لإنقاذ نخيل أوجلة، أم أن المدينة ستنضم إلى قائمة الضحايا الذين فقدوا مزارعهم تحت ضربات هذه الآفة القاتلة؟

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى