
أخبار ليبيا 24
-
مناقشات ساخنة حول القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي
-
الأمم المتحدة: مصداقية اللجنة تعتمد على حيادها السياسي
-
خطة عمل جديدة.. اجتماع ثانٍ الأسبوع المقبل لحسم التفاصيل
-
الانتخابات الوطنية على الطاولة.. قرارات حاسمة تلوح في الأفق
ليبيا.. حيث تتقاطع الرؤى وتتشابك المصالح
في قاعةٍ مغلقة بطرابلس، حيث اختلطت التطلعات بالحذر، وحيث سادت الأجواء مشاعر متباينة بين الأمل والترقب، اجتمعت اللجنة الاستشارية لأول مرة. كانت الطاولة المستديرة تتوسط المكان، تحيط بها عقولٌ تتصارع بين رغبةٍ في تجاوز الماضي وقلقٍ مما يحمله المستقبل. هذا الاجتماع، الذي امتد ليومين، لم يكن مجرد لقاءٍ عابر، بل محطة مفصلية في مسيرة البحث عن حلٍّ يُنهي حالة الجمود السياسي ويُعيد ليبيا إلى مسارها الديمقراطي.
ملامح الاتفاق.. ولكن أي آفاق؟
بإشراف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خاض أعضاء اللجنة الاستشارية نقاشاتٍ لم تخلُ من الجدل، لكن ما يميز هذه المداولات أنها لم تكن سجالاتٍ عقيمة، بل خطواتٍ نحو تحديد إطار عمل واضح، تُبنى عليه الخطوات القادمة. لم يكن الاجتماع مجرد استعراضٍ للآراء، بل محاولة جادّة لرسم معالم الطريق أمام انتخاباتٍ وطنية لم يُحسم أمرها بعد، رغم أنها تمثل الأمل الأكبر للخروج من النفق المظلم الذي طال أمده.
اتفق المجتمعون على آلياتٍ للعمل، وهو إنجاز بحدّ ذاته في ظل تباين الرؤى بين مختلف الأطراف. لكن، ورغم هذا التقدم، لا تزال القضايا الخلافية حاضرة بقوة، خاصة تلك المتعلقة بالإطار الانتخابي، حيث تتداخل المصالح المحلية مع الأجندات الخارجية، في مشهدٍ يذكّر بأن الحلّ السياسي في ليبيا ليس محليًا فحسب، بل دوليٌ بامتياز.
ستيفاني خوري.. صوت العقل في معركة التوازنات
لم يكن غياب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، عبدالله باتيلي، عن المشهد يعني غياب الدور الأممي، بل على العكس، كانت نائبة الممثل، ستيفاني خوري، حاضرة بقوة، تحاول ضبط إيقاع النقاشات، وتذكير الجميع بأن مهمة اللجنة ليست خلق توازنات سياسية، بل التركيز على إزالة العقبات من أمام المسار الانتخابي.
ليبيا على مفترق طرق.. هل تُمهد اللجنة لانتخابات وطنية قريبًا
قالت خوري بوضوح لا يقبل التأويل: “هذه اللجنة ليست منتدىً سياسيًا، بل كيان تقني معني بحل القضايا الخلافية المتعلقة بالإطار الانتخابي.” في هذا التصريح، تلخيصٌ للمشهد بأسره: الأمم المتحدة لا تريد غرق اللجنة في وحل السياسة، بل تسعى إلى نتائج ملموسة، تُقدَّم لصناع القرار الليبيين لتُترجم إلى خطوات فعلية.

تحديات لا تزال قائمة.. فهل ينجح المسار؟
رغم التقدم الذي تحقق في هذا الاجتماع الأول، إلا أن الأسئلة الكبرى لا تزال قائمة:
- كيف سيتم التعامل مع القضايا الخلافية الكبرى؟
- هل ستحظى مقترحات اللجنة بقبول الأطراف المتنازعة؟
- ما الضمانات بأن المسار الانتخابي لن يتعطل مجددًا تحت وطأة التجاذبات السياسية؟
الإجابة عن هذه الأسئلة ستظهر في الأسابيع المقبلة، عندما تُطرح نتائج اجتماعات اللجنة على الطاولة، وعندما يختبر الواقع مدى إمكانية تنفيذ هذه المخرجات.
الطريق إلى الانتخابات.. بين الحلم والواقع
قد يكون اجتماع اللجنة الاستشارية خطوة أولى على الطريق، لكنه ليس نهاية المسار. فالرهان الحقيقي لا يكمن فقط في وضع التوصيات، بل في تنفيذها على أرض الواقع، ضمن مشهد ليبي معقد، تتداخل فيه المصالح المحلية والدولية. وبينما تتأهب البعثة الأممية لتقديم نتائج المناقشات إلى الجهات الفاعلة، يبقى التساؤل الأكبر معلقًا في الأفق: هل يشهد الليبيون انتخاباتٍ تعيد إليهم حقهم في تقرير مصيرهم، أم أن دوامة التأجيل ستظل تبتلع هذا الحلم إلى أجل غير مسمى؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف الحقيقة.