الأخبارتقاريرليبيا

مأساة في الصحراء.. اكتشاف مقابر جماعية تهز ليبيا

رحلة الموت إلى أوروبا.. أسرار صادمة عن تجارة البشر

أخبار ليبيا 24

  • 50 جثة في الكفرة.. مأساة مروعة بحق المهاجرين
  • العصابات تستدرج الضحايا بالوهم ثم تبتز عائلاتهم
  • السلطات تحرر 76 مهاجراً وتعتقل ثلاثة متورطين
  • ليبيا.. معبر خطير للمهاجرين نحو صحراءالمجهول

ليبيا.. الأرض التي تحولت إلى مقبرة للمهاجرين

على حافة الصحراء الليبية، حيث تمتد الرمال بلا نهاية، تنكشف فصول مأساة إنسانية تتكرر دون نهاية. قبل أيام، عثر رجال الأمن على مقبرتين جماعيتين في مدينة الكفرة، تضمان خمسين جثة، بعضها كان لا يزال ملفوفًا في بطانيات كأن أصحابها كانوا يحلمون بنهاية أقل قسوة.

منذ سنوات، تحولت ليبيا إلى محطة رئيسية للمهاجرين الساعين إلى العبور نحو أوروبا، لكن الطريق الذي يفترض أن يقودهم إلى مستقبل أفضل ينتهي غالبًا في حفرة بلا اسم، أو في قاع البحر الأبيض المتوسط. في الكفرة، لم يكن الموت غرقًا هذه المرة، بل جاء بالرصاص، على يد عصابات لم تعد تكتفي باستغلالهم، بل تمارس أبشع الجرائم بحقهم.

الأمل القاتل.. من الحلم إلى الفخ

في البداية، يبدأ المشهد بالوعد الكاذب: “ستعبرون إلى أوروبا، حياة جديدة بانتظاركم”. يأتي المهاجرون، بعضهم هارب من الفقر، والبعض الآخر فار من الحرب. يسلمون أنفسهم للمهربين الذين يرسمون لهم طرقًا سرية، لكن في الواقع، الطريق لا يؤدي إلا إلى المعسكرات السرية، حيث يبدأ الفصل الثاني من الجحيم.

هناك، تُنتهك الكرامة قبل الأرواح. يضربون، يعذبون، يُجبرون على الاتصال بعائلاتهم لطلب الفدية. ومن لا يستطيع الدفع، يكون مصيره الرصاص، ثم يدفن على عجل، بلا صلاة، بلا وداع.

50 جثة.. ولكن من التالي؟

في هذه المقبرة، كان هناك 50 جثة، لكن عدد الضحايا الحقيقي أكبر بكثير. أحد الناجين كشف أن العصابة قتلت 72 شخصًا، وما زالت السلطات تبحث عن المزيد من القبور. كل جثة هنا كانت إنسانًا، حمل حلماً صغيرًا في قلبه، لكنه انتهى في حفرة منسية في الصحراء.

هذه ليست المرة الأولى التي يُكتشف فيها مقابر جماعية في ليبيا. العام الماضي، وُجدت 65 جثة لمهاجرين في منطقة الشويرف. الموت هنا متكرر، كأنه جزء من دورة الحياة لمن يجرؤ على الحلم بالوصول إلى أوروبا عبر ليبيا.

تحرير الأسرى.. خطوة متأخرة؟

وسط هذه الفوضى، تمكنت السلطات من تحرير 76 مهاجرًا كانوا محتجزين في أحد مراكز التهريب. كان بعضهم في حالة صحية مزرية، وأعينهم تحمل رعبًا لا يمكن محوه. كما ألقت القبض على ثلاثة متهمين، أحدهم ليبي، والآخران من جنسيات أجنبية. اعترفوا بجريمتهم، بل إن أحدهم قاد الشرطة إلى مواقع الدفن.

لكن، هل يكفي القبض على ثلاثة أشخاص لوقف هذه الكارثة؟ العصابات التي تتاجر بالبشر في ليبيا تعمل بطرق منظمة، مستغلة حالة الفوضى السياسية، والانقسام الأمني بين حكومتين متنازعتين.

ليبيا.. محطة الموت أم العبور؟

على بعد 300 كيلومتر فقط من السواحل الأوروبية، يقبع هذا البلد الممزق كأنه حاجز يفصل بين الحياة والموت. المهاجرون الذين ينجحون في الوصول إلى البحر يواجهون قوارب متهالكة، وقوانين أوروبية متشددة، وأمواجًا لا ترحم. البعض يصل إلى الشواطئ الأوروبية، لكن الآلاف غرقوا أو ابتلعتهم الصحارى قبل أن يروا الماء.

وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، مات أكثر من 3000 مهاجر في المتوسط العام الماضي وحده. هذا الرقم لا يشمل أولئك الذين يموتون في المعتقلات السرية، أو في المعابر الصحراوية. الموت هنا لا يُحصى، فقط يُكتشف بالصدفة، عندما تقود الرياح الرمال بعيدًا عن قبور مجهولة.

إلى متى يستمر النزيف؟

ما يحدث في ليبيا ليس مجرد حوادث متفرقة، بل مأساة متكررة تكشف فشل المجتمع الدولي في حماية الأرواح الهاربة من الجحيم. فوضى السياسة، والجشع الذي لا حدود له، جعلوا من هذه الأرض حقل موت لمن يطمح بحياة أفضل.

لكن، حتى في وسط هذا الظلام، يبقى هناك سؤال يصرخ في وجوه الجميع: متى تتوقف هذه المآسي؟ متى ينتهي استغلال المهاجرين؟ متى يصبح البحر معبرًا للحياة، لا مقبرة للأحلام؟

حتى يأتي ذلك اليوم، سيظل الرمل يخفي المزيد من الأسرار، وسيظل الموت في انتظار المزيد من الحالمين.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى