
أخبار ليبيا 24
-
واشنطن والدول الكبرى تلوّح بالعقوبات لإجبار الأطراف على الحل
-
اللجنة الاستشارية ليست خيارًا بل مسارٌ دولي لإنهاء الأزمة
-
النفط لم يعد كافيًا لاحتواء الأزمات.. والانهيار يقترب
-
التوافق الدولي على مبعوثة أممية جديدة.. هل ينهي الجمود؟
تواجه ليبيا منعطفًا حاسمًا في أزمتها السياسية الممتدة منذ أكثر من عقد، حيث تلوح في الأفق مخرجات اللجنة الاستشارية التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة لمعالجة الخلافات العالقة في القوانين الانتخابية. ووفقًا لما صرّح به السنوسي إسماعيل، المتحدث السابق باسم مجلس الدولة، فإن هذه اللجنة لم تعد مجرد مبادرة استشارية، بل أصبحت المسار الوحيد لإنقاذ البلاد من الفشل الكامل.
إلزامية المخرجات.. نهاية للجمود؟
يؤكد إسماعيل في مداخلة تلفزيونية تابعتها “أخبار ليبيا 24″ أن اللجنة الاستشارية ستكون بمثابة “الحل الحتمي” الذي لن يستطيع أي طرف سياسي التملص منه. فالمجتمع الدولي، الذي بات مستاءً من استمرار الانسداد السياسي، يتجه إلى فرض رؤيته عبر عقوبات مباشرة على الأطراف التي تعرقل تنفيذ توصيات اللجنة. وبهذا المعنى، فإن مخرجات اللجنة ليست مجرد مقترحات، بل خارطة طريق يراد فرضها بإرادة دولية.
دور مجلس الأمن في فرض الحلول
ما يثير التساؤلات حول جدوى هذه اللجنة، هو آلية تنفيذ توصياتها. فإسماعيل يرى أن المشكلة ليست في جاهزية المقترحات، بل في كيفية تحويلها إلى قرارات نافذة تُلزم كل الأطراف الليبية. ووفقًا لتوقعاته، فإن بعثة الأمم المتحدة لن تكتفي بتقديم التوصيات، بل ستذهب بها مباشرة إلى مجلس الأمن، ليتم فرضها كقرارات دولية تحت مظلة الشرعية الأممية.
واشنطن تلوّح بالعقوبات
يذهب إسماعيل إلى ما هو أبعد، محذرًا من أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى لن تتردد في استخدام “سلاح العقوبات” ضد من يحاولون عرقلة المسار السياسي الجديد. إذ تشير التحركات الأمريكية إلى رغبة جادة في إنهاء الأزمة الليبية، وإن تطلب ذلك تهديدات صريحة بفرض إجراءات اقتصادية ودبلوماسية رادعة.
إرهاصات الفشل.. ليبيا نحو الهاوية
الواقع الليبي الحالي لا يبدو مطمئنًا. إذ يرى إسماعيل أن استمرار الانقسام السياسي قد يفضي إلى انهيار كامل للدولة، وليس مجرد أزمة سياسية قابلة للحل. فمع تراجع أسعار النفط عالميًا، لم يعد هناك ضمان لاحتواء التوترات كما كان يحدث في السابق. وبذلك، فإن غياب حل جذري للأزمة قد يدفع ليبيا إلى هاوية الفشل الشامل.
الضغوط الإقليمية.. دور مصري-تركي في التوافق
فيما يخص الدور الإقليمي، يرى إسماعيل أن لمصر وتركيا تأثيرًا مباشرًا في الملف الليبي، سواء عبر الضغوط السياسية أو قوة الإقناع. ومن المرجح أن تسهم هذه التدخلات في الدفع نحو توافقات بين الأطراف الليبية، قد تفضي إلى إطلاق عملية سياسية جديدة تنتهي بإجراء انتخابات في موعد قريب.
هل تقترب لحظة الحسم؟
بين تهديدات العقوبات وضغوط المجتمع الدولي، يبدو أن ليبيا قد اقتربت من لحظة حاسمة في مسارها السياسي. فاللجنة الاستشارية، التي أُنشئت لمعالجة الخلافات الانتخابية، قد تتحول إلى نقطة فارقة في تاريخ البلاد، إذ أن نتائجها لن تكون مجرد توصيات، بل قرارات مفروضة لا مفر من تنفيذها. لكن يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الخطة في إخراج ليبيا من أزمتها، أم أن البلاد ستواجه مزيدًا من التعقيدات السياسية والأمنية؟