الأخبارتقاريرليبيا

قرعة الحج 2025 في ليبيا.. جدل واسع حول آليات التنفيذ

منصة رقمية غائبة.. "البانيو الأزرق" يثير غضب الليبيين

أخبار ليبيا 24

  • الهيئة العامة للحج والعمرة تحت المجهر.. هل أخفقت في التنظيم؟
  • بين التحول الرقمي والمعدات البدائية.. كيف أجريت قرعة الحج؟
  • 277 مليون دينار للأوقاف.. فأين التحديث والرقمنة؟
  • الشارع الليبي غاضب.. هل يُحاسب المسؤولون عن الفشل؟

قرعة الحج 2025 في ليبيا.. بين الفوضى والانتقادات اللاذعة

مع إعلان نتائج قرعة الحج لعام 2025، لم يكن الجدل حول من حالفه الحظ ومن لم يحالفه، بل كان حول الطريقة التي أجريت بها القرعة نفسها. ففي الوقت الذي أنفقت فيه الدولة الليبية أكثر من 300 مليون دينار على مشاريع التحول الرقمي، وجد المواطنون أنفسهم أمام مشهد بدائي غير متوقع؛ قرعة تجري داخل “بانيو غسيل”، وأوراق مختلطة تسقط خارجه، وهو ما دفع الرأي العام إلى الغضب والتندر في آنٍ واحد.

القرعة اليدوية للحج 2025 في ليبيا أثارت موجة غضب، بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة على "البانيو الأزرق"، وسط تساؤلات عن غياب التحول الرقمي.
القرعة اليدوية للحج 2025 في ليبيا أثارت موجة غضب، بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة على “البانيو الأزرق”، وسط تساؤلات عن غياب التحول الرقمي.

رقمنة غائبة.. وبانيو حاضر!

منذ سنوات، كان الحديث عن التحول الرقمي أحد العناوين البراقة في تصريحات المسؤولين الليبيين، حيث وُعد المواطنون بمنظومات حديثة وخدمات إلكترونية تُضاهي الدول المتقدمة. ولكن ما حدث في قرعة الحج لهذا العام جاء ليكذب كل هذه الوعود، ويكشف عن مستوى التراجع الفعلي. ففي عصر الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، كان الحل الذي لجأت إليه الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة هو استخدام معدات منزلية بدائية، وكأن ليبيا تعيش في القرن الماضي.

أرقام ضخمة.. ولكن أين التطوير؟

وفقًا للتصريحات الرسمية، فإن عدد المسجلين في قرعة الحج لهذا العام تجاوز المليون ومائة ألف شخص، بينما لم تتجاوز حصة ليبيا الرسمية 7800 حاج. وبينما كانت الأنظار تتجه إلى كيفية تنظيم هذا العدد الهائل عبر منظومات إلكترونية شفافة، فوجئ الجميع بالمشهد الصادم؛ أوراق تُخلط يدويًا، وأسماء تُسحب داخل “بانيو” أمام عدسات الكاميرات. الأمر الذي دفع العديد من الشخصيات السياسية والحقوقية إلى التعبير عن غضبهم، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع.

القرعة اليدوية للحج 2025 في ليبيا أثارت موجة غضب، بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة على "البانيو الأزرق"، وسط تساؤلات عن غياب التحول الرقمي.
القرعة اليدوية للحج 2025 في ليبيا أثارت موجة غضب، بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة على “البانيو الأزرق”، وسط تساؤلات عن غياب التحول الرقمي.

انتقادات لاذعة من النواب والنشطاء

لم يتأخر رد الفعل السياسي، حيث وصف النائب بالخير الشعاب ما حدث بأنه “غير حضاري”، مشيرًا إلى أن استخدام “بانيو غسيل” وخلط الأوراق باليد أمر غير مقبول. أما الناشط الحقوقي ناصر الهواري، فقد كان أكثر حدة في انتقاده، متسائلًا: “277 مليون دينار صُرفت لهيئة الأوقاف عام 2024، وفي النهاية نُجري القرعة داخل بانيو؟!”.

بدوره، سخر الناشط حسام القماطي من الموقف، قائلًا إن “ليبيا انتقلت من التحول الرقمي إلى التحول إلى البانيو الأزرق”، في إشارة ساخرة إلى الطريقة التي جرت بها القرعة.

القرعة اليدوية للحج 2025 في ليبيا أثارت موجة غضب، بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة على "البانيو الأزرق"، وسط تساؤلات عن غياب التحول الرقمي.
القرعة اليدوية للحج 2025 في ليبيا أثارت موجة غضب، بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة على “البانيو الأزرق”، وسط تساؤلات عن غياب التحول الرقمي.

التحول الرقمي.. وهم أم حقيقة؟

ما جرى في قرعة الحج يعيد إلى الواجهة الأسئلة التي طالما طرحها المواطنون: أين ذهبت أموال التحول الرقمي؟ ولماذا تتعطل المشاريع التي يُفترض أنها ستقود ليبيا إلى المستقبل؟ وهل هناك فساد وراء هذه الإخفاقات المتكررة؟

الواقع يقول إن الفجوة بين الخطاب الرسمي والتطبيق الفعلي باتت واضحة، حيث تتكدس المشاريع الورقية بينما يظل المواطن ضحية لوعود لا تُنفذ. فالتحول الرقمي ليس شعارات رنانة أو تصريحات إعلامية، بل هو مشاريع فعلية توفر حلولًا عملية وشفافة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

هل يتم محاسبة المسؤولين؟

مع تصاعد الغضب الشعبي، أصبح هناك طلب متزايد لمحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل. إذ يرى كثيرون أن استمرار تجاهل مثل هذه الإخفاقات سيؤدي إلى مزيد من التدهور في مؤسسات الدولة، ويكرس ثقافة غياب المحاسبة. فالمواطن الليبي لم يعد يقبل بالوعود الفارغة، وهو اليوم يطالب بإجابات واضحة عن مصير الأموال الطائلة التي صُرفت دون جدوى.

خلاصة القول.. إلى متى يستمر العبث؟

ما جرى في قرعة الحج لعام 2025 هو صورة مصغرة لما تعانيه ليبيا من سوء إدارة وغياب للتخطيط والتنفيذ الصحيح. فبدلًا من تطوير أنظمة إلكترونية تضمن العدالة والشفافية، وجد المواطنون أنفسهم أمام مشهد عبثي أضحى مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويبقى السؤال الأهم: هل يكون هذا الحدث نقطة تحول تدفع نحو إصلاح حقيقي، أم أن المشهد سيتكرر في السنوات القادمة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى