استطلاعاتالأخبار

جمهور “أخبار ليبيا 24”: اختطاف بوزقية تصعيد خطير يزيد الانقسام السياسي

انقسام أم مساءلة؟ الشارع الليبي يجيب عن مصير بوزقية

أخبار ليبيا 24استطلاعات

  • اختطاف وزير الدولة.. تصعيد سياسي خطير أم تحرك قانوني؟
  • صراع النفوذ في ليبيا.. بوزقية ضحية أم ورقة ضغط؟
  • بين الانقسام والاستقرار.. كيف يرى الليبيون حادثة بوزقية؟
  • هل سيترك اختطاف بوزقية أثراً في المشهد السياسي؟

في خضم المشهد السياسي المتأزم، تتوالى الأحداث التي تثير الجدل وتكشف عن تعقيدات الصراع على السلطة. كان آخر هذه الأحداث اختطاف وزير الدولة لشؤون السلطة التشريعية بالحكومة الليبية، محمد بوزقية، في مدينة مصراتة. واقعة أشعلت سجالات واسعة بين المواطنين، وتحولت إلى محور استطلاع رأي أجرته “أخبار ليبيا 24، طرحت فيه السؤال التالي: “بعد اختطاف بوزقية، كيف ترى تأثير هذه الواقعة على المشهد السياسي في ليبيا؟” وجاءت الإجابات متباينة، بين من رأى في الاختطاف تصعيدًا خطيرًا يزيد من حدة الانقسام السياسي، ومن اعتبره خطوة قانونية تأتي في سياق المساءلة والمحاسبة، وآخرين رأوا فيه استهدافًا سياسيًا يعكس صراع النفوذ، بينما ذهب البعض إلى التقليل من تأثير الحدث برمّته.

اختطاف محمد بوزقية في مصراتة يثير جدلًا بين الليبيين، بين من يراه تصعيدًا خطيرًا، ومن يعتبره خطوة قانونية، وآخرين يرونه انعكاسًا لصراع النفوذ.
اختطاف محمد بوزقية في مصراتة يثير جدلًا بين الليبيين، بين من يراه تصعيدًا خطيرًا، ومن يعتبره خطوة قانونية، وآخرين يرونه انعكاسًا لصراع النفوذ.

تصعيد سياسي يعمّق الأزمة

أجمع قطاع واسع من جمهور “أخبار ليبيا 24” على أن اختطاف بوزقية يمثل تصعيدًا خطيرًا يعكس تدهور الحالة السياسية، ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والانقسام. ويرى هؤلاء أن تكرار مثل هذه الحوادث يضرب هيبة الدولة في مقتل، ويؤكد عجز السلطات عن ضبط الأمن، مما يعزز الشكوك في إمكانية تحقيق الاستقرار في ظل انعدام سيادة القانون.

يقول أحد المشاركين في الاستطلاع: “اختطاف مسؤول حكومي بهذه الطريقة هو دليل قاطع على أن ليبيا لم تخرج بعد من دوامة الفوضى، بل إنها تزداد تعقيدًا، حيث يتحول كل خلاف سياسي إلى صراع مفتوح خارج إطار المؤسسات الشرعية”. فيما ذهب آخر إلى القول: “ما حدث يؤكد أن الدولة تعاني من انقسامات عميقة، وأن بعض الأطراف لا تزال تعتمد سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة”.

المساءلة والمحاسبة أم انتهاك للقانون؟

على الجانب الآخر، رأى البعض أن عملية الاختطاف قد تكون خطوة قانونية إذا ثبت أنها تمت في سياق مساءلة قانونية، خاصة إذا كانت هناك شبهات فساد أو تجاوزات إدارية تتطلب محاسبة الوزير المختطف. وعبّر أحد المعلقين عن رأيه قائلًا: “ربما ما جرى ليس اختطافًا بالمعنى التقليدي، بل احتجازٌ قانونيٌ لمساءلة الوزير بشأن تجاوزات معينة. يجب ألا نتسرع في إطلاق الأحكام قبل معرفة تفاصيل أكثر”.

لكن آخرين اعترضوا على هذا الطرح، مشيرين إلى أن أي عملية مساءلة لا يجب أن تتم عبر الاختطاف أو الاعتقال خارج إطار القضاء. فالقانون، بحسب رأيهم، ينبغي أن يكون المرجع الأساسي لأي عملية محاسبة، وإلا فإن المشهد السياسي سيتحول إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات.

صراع نفوذ واستهداف سياسي

في سياق مختلف، رأى بعض المشاركين في الاستطلاع أن حادثة اختطاف بوزقية ليست سوى حلقة جديدة من مسلسل الصراع على النفوذ بين الأطراف المتنازعة في ليبيا. فهذه الواقعة تأتي، بحسب رأيهم، في ظل بيئة سياسية يتصارع فيها الفاعلون على السلطة باستخدام أساليب غير مشروعة، بما فيها الخطف والترويع. وقال أحد المعلقين: “هذه ليست حادثة معزولة، بل استمرار لمنهج الضغط السياسي الذي تمارسه بعض القوى للسيطرة على المشهد”.

وأضاف آخر: “كل طرف يسعى لإضعاف الآخر باستخدام كل الوسائل، والاختطاف أحد الأدوات التي أصبحت تُستخدم لترهيب الخصوم وإبعادهم عن المشهد. هذا الحدث هو انعكاس لصراع النفوذ المستمر، وليس مجرد واقعة عابرة”.

حادثة بلا تأثير؟

أما الفئة الأخيرة، فقد قللت من شأن الحادثة، معتبرة أنها لن تترك أثرًا كبيرًا على المشهد السياسي، إذ اعتبر البعض أن ليبيا اعتادت مثل هذه الأحداث، وأنها لن تؤثر في مسار الأزمة الراهنة. “كم مسؤول اختُطف ثم أُطلق سراحه دون أن يكون لذلك أي تأثير حقيقي على موازين القوى؟” تساءل أحد المشاركين في الاستطلاع. وأضاف آخر: “الأزمة الليبية أعقد من أن يؤثر فيها حادث اختطاف واحد. فالمشهد السياسي متحجر، ولن يتغير إلا بحلول سياسية جذرية”.

إطلاق سراح بوزقية وردود الفعل الرسمية

بعد ساعات من اعتقاله، تم إطلاق سراح محمد بوزقية، وذلك عقب بيان شديد اللهجة أصدرته الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد، حيث أدانت واستنكرت وشجبت الحادثة. كما أصدرت عدة مؤسسات حكومية ومنظمات حقوقية بيانات تنديد بهذه الواقعة، معتبرة أنها تشكل تجاوزًا خطيرًا للقانون وانتهاكًا لمبادئ الدولة المدنية.

وأثار إطلاق سراحه تساؤلات حول مدى تأثير الإدانات الرسمية على الفاعلين غير النظاميين الذين يلجأون إلى مثل هذه الأساليب لتحقيق مكاسب سياسية. يرى بعض المراقبين أن سرعة الإفراج عنه تعكس ضغطًا سياسيًا قويًا، فيما يعتقد آخرون أن الحادثة برمتها كانت رسالة موجهة أكثر منها خطوة فعلية لفرض تغيير سياسي.

حادثة تكشف هشاشة الوضع

بغض النظر عن الموقف من اختطاف وإطلاق سراح محمد بوزقية، فإن الحادثة تسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني والسياسي في ليبيا، وتبرز استمرار حالة الانقسام والصراع على النفوذ. وبينما يرى البعض أن الحدث مجرد تفصيل في سياق المشهد المضطرب، يعتقد آخرون أنه مؤشر على تصعيد أكبر قادم، قد يعمّق الأزمة ويؤخر أي حلول سلمية. وبين هذا وذاك، تبقى ليبيا أسيرة لعبة توازنات معقدة، حيث قد يكون الخطف أداةً للضغط، وقد يكون أيضًا انعكاسًا لفشل الدولة في فرض سيادة القانون.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى