
أخبار ليبيا 24
-
هل تستطيع الشركات الأمريكية زيادة إنتاج النفط لمواجهة الطلب العالمي؟
-
تصريحات ترامب تثير قلق المتعاملين.. النفط يفقد 0.6% من قيمته
-
مخزونات النفط الأمريكية ترتفع بشكل غير متوقع.. ما تأثيرها على الأسعار؟
-
عقوبات أمريكية جديدة على إيران تدعم أسعار النفط مؤقتاً
تقلبات سوق النفط: بين السياسة والاقتصاد
في عالم يعتمد بشكل شبه كلي على النفط كعصب رئيسي للاقتصاد، تأتي التقلبات الأخيرة في أسعار الخام لتذكرنا بمدى هشاشة هذا السوق أمام العوامل السياسية والاقتصادية. يوم الخميس، السادس من فبراير، شهدت أسواق النفط العالمية تراجعاً ملحوظاً في الأسعار، حيث فقد خام برنت 0.4% من قيمته، بينما تراجع الخام الأمريكي بنسبة 0.6%. هذه التحركات جاءت كرد فعل مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد مجدداً عزمه على زيادة الإنتاج المحلي من النفط، في محاولة لخفض الأسعار العالمية وتخفيف حدة التضخم.
لكن، هل يمكن للولايات المتحدة، التي تعد بالفعل أكبر منتج للنفط في العالم، أن تزيد من إنتاجها بشكل فوري؟ هذا السؤال يظل معلقاً في أذهان المحللين، خاصة في ظل الشكوك حول جاهزية شركات النفط الأمريكية لضخ كميات إضافية في الأسواق. جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك UBS، علق على الأمر بقوله: “لا يوجد ما يشير إلى تسارع نشاط الحفر في أمريكا”، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى واقعية تصريحات ترامب.
زيادة المخزونات: عامل ضغط إضافي
لم تكن تصريحات ترامب العامل الوحيد الذي أثر على أسعار النفط. فبيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كشفت عن ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الخام بأكثر من 8.7 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو رقم يتجاوز بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها مليوني برميل فقط. هذا الارتفاع الكبير في المخزونات ألقى بظلاله على الأسعار، حيث تراجعت بأكثر من 2% خلال تعاملات يوم الأربعاء.
العقوبات الأمريكية على إيران: عامل دعم مؤقت
في المقابل، تلقت أسعار النفط بعض الدعم من العقوبات الأمريكية الجديدة التي تستهدف أشخاصاً وناقلات تساهم في شحن النفط الإيراني إلى الصين. هذه العقوبات، التي تأتي في إطار سياسة الضغط القصوى على طهران، أدت إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار خلال تعاملات يوم الخميس. ومع ذلك، يبدو أن هذا الدعم كان قصير الأجل، حيث سرعان ما فقدت الأسعار زخمها مع استمرار الضغوط الناتجة عن زيادة المعروض العالمي.
التحديات المستقبلية: بين العرض والطلب
في النهاية، يظل سوق النفط ساحة معقدة تتقاطع فيها العوامل الاقتصادية مع السياسية. فمن ناحية، هناك رغبة أمريكية واضحة في زيادة الإنتاج لخفض الأسعار، ومن ناحية أخرى، هناك تحديات فنية ولوجستية قد تعيق هذه الزيادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العقوبات الأمريكية على إيران، وإن كانت تدعم الأسعار مؤقتاً، إلا أنها قد تؤدي إلى اضطرابات أكبر في السوق على المدى الطويل.
في هذا السياق، يبدو أن المستقبل القريب لأسعار النفط سيكون مرهوناً بتطورات جيوسياسية قد تكون خارج سيطرة المنتجين والمستهلكين على حد سواء. فهل ستنجح الولايات المتحدة في تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاج والحفاظ على استقرار الأسعار؟ أم أن الأسواق ستشهد مزيداً من التقلبات في ظل هذه الظروف المتغيرة؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد مسار سوق النفط في الأشهر المقبلة.