
أخبار ليبيا 24 – استطلاعات
-
بين السوق السوداء ومصرف ليبيا المركزي.. أين تتجه أسعار الصرف؟
-
تحديات الاقتصاد الليبي.. هل يتدخل المصرف لكبح المضاربة؟
-
رؤى متباينة.. هل يعتمد المركزي سعراً موحداً للصرف؟
-
التضخم والاستيراد.. كيف سيؤثر القرار على المواطن؟
في ظل الفوضى الاقتصادية التي تعيشها ليبيا، يبرز سعر الصرف كأحد الملفات الأكثر حساسية وتأثيرًا على الحياة اليومية للمواطن الليبي. السؤال الذي طرحته “أخبار ليبيا 24” للجمهور كان واضحًا ومباشرًا: ما هو سعر الصرف الذي ستعتمده مكاتب الصرافة المعتمدة من قبل مصرف ليبيا المركزي ؟ الإجابات تنوعت بين التشاؤم، الواقعية، والتفاؤل الحذر، مما يعكس حالة عدم اليقين السائدة في المشهد الاقتصادي الليبي.

بين السعر الرسمي والسوق السوداء.. أين الحقيقة؟
يُجمع كثير من المشاركين في الاستطلاع على أن المصرف المركزي لن يكون قادرًا على فرض سعر صرف ثابت، خاصة في ظل وجود سوق سوداء نشطة تتحكم في الأسعار وفقًا لمعادلة العرض والطلب. يقول أحد المستطلعين: “لو لم يكن السعر الذي سيحدده المركزي قريبًا من السوق السوداء، فلن يلتزم به أحد”، بينما يرى آخر أن “السوق السوداء هي التي تحدد سعر الصرف الحقيقي، وليس المصرف المركزي”.
تحرير الصرف.. خطوة محفوفة بالمخاطر؟
مع الحديث المتكرر عن إمكانية توحيد سعر الصرف أو تحريره، يرى بعض الخبراء أن اتخاذ مثل هذه الخطوة دون وجود غطاء نقدي كافٍ واستقرار اقتصادي، قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتفاقم الأزمة المعيشية. مواطن ليبي يعلق على هذا الأمر بقوله: “إذا تم رفع القيود دون رقابة صارمة، فسيصبح الدولار خارج السيطرة، وسترتفع الأسعار بشكل جنوني”.
التجار والمصارف.. من يفرض كلمته؟
جانب آخر من المشاركين في الاستطلاع يؤكد أن التجار هم من يتحكمون فعليًا في سعر الصرف، وليس المصرف المركزي أو حتى مكاتب الصرافة. أحد المستطلعين يعبر عن هذا الرأي قائلاً: “حتى لو وضع المركزي سعرًا رسميًا، فإن التجار لن يلتزموا به طالما هناك هامش ربح أكبر في السوق السوداء”.
التضخم والاستيراد.. تداعيات القرار على المواطن
معظم الآراء اتفقت على أن أي قرار غير مدروس بشأن سعر الصرف سيؤدي إلى زيادة أسعار السلع المستوردة، مما سيؤثر مباشرة على حياة المواطنين. يوضح أحد المستطلعين ذلك قائلاً: “نحن نعتمد على الاستيراد في كل شيء تقريبًا، وإذا ارتفع سعر الدولار فسترتفع الأسعار بشكل جنوني، بينما الرواتب ثابتة ولا تتغير”.
سيناريوهات المستقبل.. ماذا ينتظر الليبيين؟
تعددت السيناريوهات التي طرحها المشاركون، فهناك من يرى أن المصرف المركزي سيحاول تثبيت سعر الصرف عند مستوى معين، ولكنه سيجد صعوبة في تطبيقه، بينما يتوقع آخرون استمرار تعدد أسعار الصرف، مما يعزز الانقسام الاقتصادي. آخرون يتوقعون أن يلجأ المصرف المركزي إلى إجراءات صارمة قد تشمل فرض عقوبات على المتلاعبين بأسعار الصرف، لكن مدى فاعلية هذه الإجراءات يظل محل شك.
بين التفاؤل والتشاؤم.. ترقب وانتظار
في النهاية، يبدو أن الشارع الليبي لا يثق كثيرًا في قدرة المؤسسات الاقتصادية على ضبط سعر الصرف، ويترقب القرارات المقبلة بحذر. بين من يأمل في استقرار الأسعار، ومن يتوقع الأسوأ، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون للمصرف المركزي الكلمة الأخيرة، أم أن السوق ستظل المتحكم الحقيقي في تحديد سعر الدينار الليبي؟