الأخبارتقاريرليبيا

النفط.. ثروة تتدفق ولكنها لا تروي عطش الليبيين

بين زيادة الإنتاج وتراجع الخدمات.. أين تذهب عوائد النفط في ليبيا

أخبار ليبيا 24

  • مليون و400 ألف برميل يومياً… لماذا لا يشعر الليبيون بالفرق؟”
  • “تهريب الوقود يغذي الفساد ويُضعف الاقتصاد الليبي!”
  • “رمضان على الأبواب: ارتفاع الأسعار يزيد معاناة الأسر الليبية”
  • “الانقسام السياسي يعيق توزيع عادل لثروة النفط الليبي”

النفط.. الثروة التي تُسرق في وضح النهار

في بلد يمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم، يعيش المواطنون على أمل أن تتحول هذه الثروة الطبيعية إلى تحسن ملموس في حياتهم اليومية. لكن الواقع يروي قصة مختلفة تماماً، قصة تُختصر في ثروة تُستنزف بينما يزداد الفقراء فقراً، وتتفاقم الأزمات المعيشية في ظل صراعات سياسية لا تنتهي.

زيادة الإنتاج.. بصيص أمل أم سراب؟

أعلنت حكومة الدبيبة، منتهية الولاية، مؤخراً عن تحقيق قفزة كبيرة في إنتاج النفط، حيث وصل الإنتاج إلى نحو مليون و400 ألف برميل يومياً، مع إعادة تشغيل عشرة حقول كانت معطلة. هذه الأخبار كانت كفيلة بإشعال شمعة أمل في قلوب الليبيين، الذين يتطلعون إلى أن تنعكس هذه الزيادة على تحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة.

لكن الخبراء، وعلى رأسهم سلامة الغويل، وزير الدولة للشؤون الاقتصادية السابق، يحذرون من أن هذه الزيادة قد لا تعني بالضرورة تحسناً في حياة المواطنين. فبحسب الغويل، “معظم عوائد النفط تُهدر في نفقات استهلاكية، بينما يتم توجيه الجزء المتبقي لخدمة أجندات سياسية للمتنافسين على السلطة.”

تهريب الوقود.. الفساد الذي لا يتوقف

واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الاقتصاد الليبي هي عمليات تهريب الوقود، التي تُعد مصدراً رئيسياً لتمويل العصابات المسلحة. الغويل يرى في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”  أن “الدعم الحكومي للوقود وبيعه بأسعار مخفضة يغذي عمليات التهريب، حيث تحقق هذه العمليات أرباحاً خيالية تجذب الجميع، بدءاً من الأفراد وحتى المجموعات المسلحة.”

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن تهريب الديزل في ليبيا يتم على نطاق واسع، مما يؤدي إلى خسائر هائلة في الموارد الوطنية. هذه الخسائر لا تؤثر فقط على الاقتصاد الكلي، بل تزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات.

رمضان على الأبواب.. معاناة مضاعفة

مع اقتراب شهر رمضان، تزداد معاناة الأسر الليبية، حيث تشهد الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً في السلع الأساسية. الغويل يوضح أن “الإعلان عن زيادة إنتاج النفط قد لا يعني شيئاً للمواطن العادي، خاصة إذا كانت هذه الزيادة لا تنعكس على تحسين الخدمات أو تخفيض الأسعار.”

وفي ظل هذه الظروف، يزداد شعور الأسر بالحسرة والألم، حيث يرون ثروة بلدهم تُهدر أمام أعينهم دون أن يستفيدوا منها. الغويل يضيف: “الكثير من الأسر تشعر بالغبن عندما تسمع عن زيادة إنتاج النفط، بينما هم يعانون من نقص في أبسط الخدمات.”

الانقسام السياسي.. العقبة الكبرى

يرى الغويل أن السبب الرئيسي وراء استمرار هذه الأزمات هو الانقسام السياسي والمؤسسي في ليبيا. ويقول: “طالما استمر الانقسام الحكومي، فلن يتم كبح الفساد أو تحقيق توزيع عادل للموارد.” ويؤكد أن تشكيل سلطة تنفيذية موحدة هو الخطوة الأولى نحو استقرار الاقتصاد وتحسين حياة المواطنين.

وتعكس تقارير منظمة الشفافية الدولية هذا الواقع المؤلم، حيث تحتل ليبيا المرتبة 170 عالمياً في مؤشر مدركات الفساد، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول فساداً في العالم.

أمل في غد أفضل

رغم كل هذه التحديات، يبقى الأمل في أن تتحقق الإصلاحات اللازمة لإنقاذ ليبيا من دوامة الفساد والصراعات. لكن هذا الأمل يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية، وإلى وقفة جادة من جميع الأطراف لضمان أن تتحول ثروة النفط من مصدر للصراع إلى مصدر للرخاء والتنمية

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى