
أخبار ليبيا 24
-
بريطانيا وأمريكا تدعمان اللجنة.. هل ينجح المسار الأممي؟
-
الاتحاد الأوروبي: خطوة ضرورية.. وروسيا تنتقد البعثة الأممية
-
مهام اللجنة الاستشارية.. دور استشاري أم تأثير حقيقي؟
-
هل تكون اللجنة بداية إنهاء الانقسام أم أداة للمماطلة؟
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن تشكيل لجنة استشارية جديدة تضم مجموعة من الخبراء الليبيين بهدف تقديم مقترحات لحل القضايا العالقة في العملية السياسية. وبينما قوبل الإعلان بترحيب واسع من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، انتقدته روسيا، معتبرة أن البعثة الأممية لا تتصرف بشفافية وفاعلية كافية. هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول جدوى اللجنة ودورها الحقيقي في حلحلة المشهد السياسي المعقد في ليبيا.
الترحيب الغربي.. دعم للعملية السياسية
بريطانيا والولايات المتحدة: عبرت بريطانيا عن دعمها الكامل لتشكيل اللجنة الاستشارية، معتبرة أنها تمتلك عضوية متوازنة، قادرة على الإسهام في إعادة تنشيط العملية السياسية التي تقودها ليبيا. السفارة البريطانية في طرابلس أكدت أن اللجنة يمكن أن تضطلع بدور هام في تقديم توصيات لمعالجة الخلافات، خاصة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الليبية.

من جهته، رحب المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، بالإعلان عن تشكيل اللجنة، مؤكداً أن الولايات المتحدة تدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار وإيجاد مسار موثوق يقود نحو الانتخابات.

الاتحاد الأوروبي: بدوره، اعتبر الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة تطوراً مهماً، مشيداً بتصميم البعثة الأممية على تشكيل لجنة متوازنة. الاتحاد الأوروبي شدد على ضرورة حماية اللجنة من التدخلات السياسية لضمان فعاليتها، مؤكداً التزامه بمساندة الإصلاحات الاقتصادية والمصالحة الوطنية.
الموقف الروسي.. انتقاد وتشكيك
على النقيض من الترحيب الغربي، أبدت روسيا تحفظاتها، حيث صرح وزير الخارجية سيرجي لافروف بأن البعثة الأممية لم تثبت فاعليتها، مشيراً إلى غياب الشفافية في طريقة إدارتها للعملية السياسية. الموقف الروسي يفتح الباب أمام احتمالات حدوث انقسامات دولية بشأن مستقبل اللجنة، خاصة إذا استمر التشكيك في دور الأمم المتحدة في ليبيا.
مهام اللجنة وحدود صلاحياتها
أوضحت بعثة الأمم المتحدة أن اللجنة الاستشارية ليست هيئة لاتخاذ قرارات أو ملتقى للحوار، بل ستعمل على تقديم مقترحات فنية قابلة للتطبيق سياسيًا، تستند إلى المرجعيات والقوانين الليبية. اللجنة ستقدم مخرجاتها إلى البعثة الأممية للبناء عليها في المراحل القادمة.
اللجنة تتكون من شخصيات ليبية تم اختيارها وفق معايير تشمل المهنية والخبرة في القضايا القانونية والدستورية والانتخابات، مع مراعاة التوازن الجغرافي وتمثيل المرأة. كما أنها جزء من مبادرة سياسية متعددة المسارات عرضتها البعثة أمام مجلس الأمن.
جدوى اللجنة.. أداة لحل الأزمة أم للمماطلة؟
بينما يرى البعض أن اللجنة قد تسهم في تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول توافقية تمهد للانتخابات، يشكك آخرون في فعاليتها، معتبرين أنها قد تصبح أداة لإطالة أمد الأزمة بدلًا من حلها. نجاح اللجنة يعتمد على مدى تعاون الأطراف الليبية المختلفة، ومدى التزام المجتمع الدولي بدعمها بعيدًا عن التدخلات السياسية.
الأمم المتحدة.. مساعٍ لإنهاء الانسداد السياسي
أكدت البعثة الأممية أنها تعمل على تسهيل التواصل بين اللجنة والمؤسسات الليبية، بهدف تجاوز الانسداد السياسي وتعزيز الاستقرار. الأمم المتحدة تعهدت بالدفاع عن مبادئ الشفافية والتوافق، لضمان أن تكون العملية السياسية في ليبيا بقيادة وطنية حقيقية.
إعلان تشكيل اللجنة الاستشارية الأممية في ليبيا يعكس رغبة المجتمع الدولي في دفع العملية السياسية نحو الأمام، لكنه في الوقت ذاته يثير جدلاً بين مرحب ومشكك. وبينما تدعم القوى الغربية الخطوة باعتبارها فرصة لإنهاء الجمود، ترى روسيا أنها تعبير عن عدم كفاءة البعثة الأممية. السؤال الأبرز يبقى: هل تنجح اللجنة في تحقيق هدفها، أم أنها ستكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة المبادرات غير المكتملة