أخبار ليبيا 24
-
248 شقة جديدة.. بداية عودة الحياة في سرت
-
مشاريع تنموية ضخمة تعيد لسرت مكانتها الاقتصادية
-
توحيد المؤسسة العسكرية ينطلق من قلب سرت
-
بعد سنوات من الظلام.. سرت تستعيد مجدها
سرت تنهض من رماد الإرهاب نحو مستقبل الإعمار والتنمية
لم يكن الطريق سهلاً، ولم تكن الأيام التي عاشتها مدينة سرت سوى سلسلة من المحن والاختبارات العصيبة. فبينما كانت شمسها تشرق على بحر المتوسط، كانت ظلال الإرهاب تخيم عليها، محيلة شوارعها إلى ساحات معارك، وبيوتها إلى أنقاض، وحياة أهلها إلى كابوس ممتد. لكن اليوم، بعد سنوات من المعاناة، تنهض سرت من تحت الركام، مسطرةً فصلاً جديدًا في تاريخها، فصلًا عنوانه الإعمار والتنمية.

248 شقة جديدة.. بداية عودة الحياة في سرت
يومًا بعد يوم، تستعيد المدينة نبضها، معلنةً بداية مرحلة جديدة من البناء، بعدما كانت بؤرة للإرهاب والتطرف. فقد تسلَّم الجهاز الوطني للتنمية في ليبيا عددًا من العمارات السكنية، تمهيدًا لتوزيعها على المواطنين، في خطوة تعكس عودة الحياة إلى طبيعتها.
تتضمن هذه المشاريع 248 شقة سكنية تم استكمال صيانتها بالكامل من قبل الشركات الوطنية، وذلك ضمن خطة متكاملة تهدف إلى إعادة تأهيل الأحياء السكنية التي تضررت خلال سنوات الحرب. وقد استغرقت عمليات الصيانة نحو ستة أشهر، ركزت خلالها الفرق الهندسية على إعادة تأهيل البنية التحتية، وصيانة شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

مشاريع تنموية ضخمة تعيد لسرت مكانتها الاقتصادية
لم تقتصر أعمال الإعمار على الوحدات السكنية فقط، بل امتدت لتشمل مشاريع تنموية كبرى تهدف إلى إعادة الحياة الاقتصادية إلى المدينة. فقد شهدت سرت تنفيذ أكثر من 180 مشروعًا تنمويًا، شملت:
- إعادة تأهيل الطرق والجسور، لضمان سهولة التنقل داخل المدينة وربطها بالمناطق المجاورة.
- إنشاء ملاعب رياضية وحدائق عامة، لتعزيز الحياة الاجتماعية والترفيهية.
- تطوير الموانئ والمرافق النفطية، نظرًا للموقع الاستراتيجي لسرت واحتوائها على بعض من أهم الحقول النفطية في البلاد.
- صيانة بيوت الله والمرافق الصحية، لضمان تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
- إعادة بناء المقرات الحكومية، مثل إذاعة سرت المسموعة وشركة الكهرباء.

توحيد المؤسسة العسكرية ينطلق من قلب سرت
إلى جانب كونها مركزًا اقتصاديًا مهمًا، أصبحت سرت مقرًا للجنة العسكرية الليبية المشتركة، المعروفة باسم “5+5″، والتي تضم قيادات عسكرية من الجيش الوطني ومن المنطقة الغربية. ويعد دور هذه اللجنة محوريًا في إعادة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، ووضع أسس ثابتة لضمان وقف إطلاق النار، وهو ما يعكس تحول سرت إلى رمز للوحدة الوطنية.
بعد سنوات من الظلام.. سرت تستعيد مجدها
لم تكن معركة تحرير سرت مجرد معركة عسكرية، بل كانت نقطة تحول تاريخية. ففي السادس من يناير عام 2020، تمكن الجيش الوطني من القضاء على تنظيم داعش في المدينة خلال عملية عسكرية خاطفة لم تتجاوز ثلاث ساعات. كانت هذه العملية بمثابة بداية جديدة للمدينة، التي ظلت لعقود طويلة مسرحًا للصراعات المسلحة.
سرت اليوم لم تعد تلك المدينة التي شهدت أعنف المعارك، بل تحولت إلى نموذج يحتذى به في إعادة الإعمار والتنمية. وبينما تستمر أعمال البناء، فإن روح أهلها تبقى هي المحرك الأساسي لهذه النهضة، إذ يجتمعون على هدف واحد: استعادة مدينتهم، وإعادتها إلى سابق مجدها، بعيدًا عن الإرهاب والفوضى.

مستقبل سرت بين الأمل والتحديات
ورغم كل هذه الإنجازات، لا تزال سرت تواجه تحديات كبيرة، من بينها الحاجة إلى استثمارات جديدة، ودعم أكبر للبنية التحتية، وضمان الاستقرار الأمني والسياسي. لكن الإرادة التي أظهرتها المدينة وسكانها، والجهود المتواصلة في مختلف القطاعات، تؤكد أن سرت لن تعود إلى الوراء، بل ستواصل طريقها نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
فبعد أن كانت معقلًا للإرهاب، أصبحت سرت اليوم معقلًا للأمل، ومدينة تفتح أبوابها للحياة من جديد.