
أخبار ليبيا 24
-
خريجو النفط.. سنوات من الدراسة والتدريب.. والنتيجة “عاطلون”!
-
هل تتجاهل الشركات النفطية الكفاءات الوطنية لصالح غير المؤهلين؟
-
مطالب ملحّة.. توظيف عاجل وتنسيق بين الجامعات وسوق العمل!
-
الخريجون يرفعون الصوت: نمتلك الكفاءة.. فمن يمنحنا الفرصة؟
“صوت النفط.. ولكن بلا آذان تسمع!”
في مشهد يعكس صراعًا متجددًا بين الطموح والواقع، احتشد العشرات من خريجي الكليات والمعاهد النفطية أمام مبنى المؤسسة الوطنية للنفط، أصواتهم تتداخل مع ضجيج الشارع، لكن رسالتهم واضحة كالشمس التي أحرقت ملامحهم المرهقة: “نحن هنا، فهل من مستجيب؟”.

“رحلة العلم.. ونهاية غير متوقعة”
أربعة أعوام وربما أكثر قضاها هؤلاء الشباب في قاعات الدراسة، بين نظريات الهندسة والتكنولوجيا المتطورة، بين تجارب المختبرات ودورات التدريب الميداني، متأملين مستقبلًا واعدًا داخل قطاع يُوصف بأنه “شريان الاقتصاد الوطني”. ولكن، بعد كل هذا الاجتهاد، وجدوا أنفسهم أمام حقيقة صادمة: البطالة.
“لم ندرس كل هذه السنوات لنُستبدل بأشخاص لا يمتلكون الحد الأدنى من التأهيل”، يقول أحد الخريجين بحسرة، ممسكًا بشهادته التي أصبحت عبئًا أكثر من كونها مفتاحًا لمستقبل مهني مزدهر.

“سياسات غامضة.. ومصير معلق”
ليس سرًا أن قطاع النفط في البلاد يعاني من قرارات توظيف غير واضحة، حيث تُمنح الفرص -في كثير من الأحيان- لأشخاص من خارج التخصص، أو حتى لأفراد يتم تعيينهم عبر علاقات لا تمت للكفاءة بصلة.
يقول خريج آخر، وهو يرفع لافتة كتب عليها “النفط يحتاجنا، ونحن نحتاجه”: “نحن لا نطالب بالمستحيل، فقط نريد أن تُبنى سياسة التوظيف على الكفاءة، لا على المجاملات والمحسوبيات”.

“توظيف عاجل.. وإلا؟”
في ظل هذا الواقع القاتم، لم يعد أمام الخريجين سوى الضغط والمطالبة بإيجاد حلول جذرية. أحد أهم مطالبهم هو إصدار قرار عاجل بتوظيفهم، لضمان عدم ضياع سنوات دراستهم هباءً.
“لسنا هواة احتجاجات أو مظاهرات، ولكن عندما يُغلق باب الحوار، لا يبقى أمامنا سوى رفع الصوت”، يقول أحدهم، وهو يقف بين زملائه الذين تعلو وجوههم نظرات الإصرار.

“التعليم وسوق العمل.. فجوة تتسع!”
إحدى المشكلات التي يتحدث عنها الخريجون هي انعدام التنسيق بين الجامعات والشركات النفطية. فغالبًا ما يجد الطالب نفسه يتلقى تعليمًا لا يعكس احتياجات سوق العمل الحقيقي، ما يضعه في موقف صعب عند البحث عن وظيفة.
“يجب أن تتعاون الجامعات مع المؤسسة الوطنية للنفط لتوجيه مناهجها نحو احتياجات السوق، وإلا فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة”، يعلق أحد الخريجين بحزم.

“الكفاءات موجودة.. فمن ينصفها؟”
في نهاية الوقفة الاحتجاجية، كان المشهد أكثر من مجرد مطالبات عابرة. كان صرخة جماعية تمثل جيلاً كاملًا من المهندسين والخبراء المستقبليين الذين يرون وظائفهم تُسلب أمام أعينهم.
“نحن مستعدون لتقديم شهاداتنا وإثبات كفاءتنا بأي طريقة كانت”، يقول أحد الخريجين قبل أن يغادر المكان، عله يجد إجابة على سؤاله الذي يردده الجميع: “متى يُنصفنا قطاع النفط؟”.