
أخبار ليبيا 24
-
السنوسي إسماعيل: تكالة لم يحقق أي تقدم بالتوافقات
-
المشري أدار المفاوضات دون فرض الإملاءات.. فماذا عن تكالة؟
-
مجلس الدولة أمام اختبار التوافق.. والانقسام يهدد المشهد
-
خلاف الرئاسة ليس جوهر المشكلة.. فهل يستمر الانقسام؟
يعيش المشهد السياسي على وقع أزمة متجددة، حيث أضحى الانقسام الداخلي داخل مجلس الدولة الاستشاري هو العقبة الكبرى أمام أي توافق محتمل مع مجلس النواب، وفقًا لما صرح به المتحدث السابق باسم المجلس، السنوسي إسماعيل. فبينما تتجه الأنظار إلى كرسي الرئاسة داخل المجلس، تتوارى المشكلة الحقيقية خلف ستار الخلافات العميقة والانشقاقات التي باتت تهدد مستقبل أي اتفاق سياسي.
انقسام مجلس الدولة.. عقبة التوافق الكبرى
يشير السنوسي إسماعيل في مداخلة تلفزيونية تابعتها “أخبار ليبيا 24″ إلى أن الأزمة لم تعد محصورة في مسألة تعيين رئيس جديد لمجلس الدولة، فهذه مسألة قابلة للحل، لكن الانقسام الداخلي المتزايد هو ما يجعل التوافق مع مجلس النواب شبه مستحيل. فمع تعدد التيارات والمصالح، يبدو أن المجلس قد تحول إلى ساحة صراع مفتوح بدلًا من أن يكون منبرًا للحوار الوطني.
ويضيف إسماعيل أن تجربة المشري السابقة أثبتت أنه رغم كل الانتقادات، كان قادرًا على الوصول إلى تفاهمات مع مجلس النواب دون أن يكون ذلك على شكل إملاءات أو ضغوطات مباشرة، بينما لم يتمكن خليفته، محمد تكالة، من تحقيق أي تقدم يُذكر خلال عام كامل من رئاسته.
رئاسة المجلس.. صراع ثانوي أمام أزمة أعمق
يرى مراقبون أن الأزمة الحقيقية ليست في شخص الرئيس، بقدر ما هي انعكاس لخلافات أعمق بين أعضاء المجلس. فكل تيار داخل المجلس يسعى إلى فرض رؤيته، ما يعرقل أي إمكانية للوصول إلى حلول وسط. الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد السياسي، ويجعل مجلس الدولة فاقدًا للبوصلة السياسية التي تمكنه من لعب دوره كجسر للتفاهمات.
من جانبه، يؤكد السنوسي إسماعيل أن المجلس في وضعه الحالي أصبح عبئًا أكثر منه حلاً، إذ لا يملك القدرة على اتخاذ قرارات جريئة أو التوصل إلى تسويات حقيقية مع مجلس النواب. بل إن استمرار هذه الانقسامات يساهم في تعميق الأزمة السياسية ويمنح الأطراف الخارجية مزيدًا من الفرص للتدخل في الشأن الليبي.
تكالة.. سنة من الرئاسة بلا إنجازات
لم يكن انتخاب محمد تكالة رئيسًا لمجلس الدولة إيذانًا بعهد جديد من التوافق، بل على العكس، فقد شهدت فترة رئاسته مزيدًا من التباعد بين المجلسين. ويرى السنوسي إسماعيل أن تكالة لم يحقق أي تقدم في سبيل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، بل إن المجلس خلال قيادته ظل يدور في حلقة مفرغة من الخلافات الداخلية.
على النقيض من ذلك، كانت فترة المشري، رغم كل الانتقادات، أكثر ديناميكية على مستوى التفاوض، حيث تمكن من بناء جسور تفاهم مع مجلس النواب، حتى لو لم تكن تلك التفاهمات مثالية. لكن ما يميزها أنها لم تكن مفروضة بالقوة أو الإملاءات، بل كانت مبنية على الحوار والمصالح المشتركة.
مستقبل التوافق بين مجلسي النواب والدولة
يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع مجلس الدولة تجاوز انقساماته الداخلية ليكون شريكًا حقيقيًا في حل الأزمة السياسية الليبية؟ الإجابة حتى الآن تبدو غير مشجعة، فمع استمرار التجاذبات والانقسامات، يصبح الحديث عن توافق وشيك مجرد أمنيات بعيدة المنال.
ختامًا، يبدو أن التحدي الحقيقي ليس في تغيير الرؤساء بقدر ما هو في قدرة المجلس على إعادة تعريف دوره، وتجاوز خلافاته الداخلية ليكون جزءًا من الحل بدلًا من أن يكون جزءًا من المشكلة. فدون ذلك، سيظل مجلس الدولة رهينة للانقسامات، ما يجعله عاجزًا عن القيام بأي دور مؤثر في المشهد السياسي الليبي المضطرب.