الأخبارليبيا

المشري يهاجم الدبيبة: الحكومة تُعمّق الانقسام وتغتصب صلاحيات الدولة

المشري: حكومة الدبيبة تدعم الانشقاقات داخل المجلس

أخبار ليبيا 24

  • تدخل الدبيبة.. السبب الرئيسي وراء انقسام مجلس الدولة
  • المشري: حكومة الوحدة تدعم الانشقاقات داخل المجلس
  • لماذا يرفض المشري اجتماعات الحكومة مع أعضاء المجلس؟
  • الأجهزة الأمنية.. أداة الحكومة للتأثير على مجلس الدولة

في ظل تعقيد المشهد السياسي، يطفو على السطح صراع جديد يعكس مدى هشاشة المؤسسات السياسية، وهذه المرة، يأتي في إطار علاقة متوترة بين مجلس الدولة وحكومة الدبيبة منتهية الولاية، حيث يتهم رئيس المجلس، خالد المشري، حكومة عبد الحميد الدبيبة بأنها المحرك الأساسي وراء استمرار حالة الانقسام الداخلي في المجلس.

الدبيبة.. محاولات فاشلة لفرض السيطرة

منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة، تبنى عبد الحميد الدبيبة سياسات أثارت الجدل، أبرزها تدخله المستمر في شؤون المؤسسات السياسية، والتي كان مجلس الدولة أبرز ضحاياها. فرغم أن المجلس كان يسير نحو توافق مع مجلس النواب، إلا أن تحركات الدبيبة أعاقت هذا المسار، حيث سعى إلى فرض أشخاص معينين داخل المجلس، متجاهلًا قرارات قضائية سابقة.

يرى المشري أن استقبال الدبيبة لأعضاء محسوبين على تيارات متنافرة داخل المجلس ليس إلا محاولة لخلق حالة من الفوضى، مستفيدًا من الانقسامات لإبقاء حكومته في السلطة أطول فترة ممكنة. فهذه الاجتماعات، التي يروج لها الدبيبة بأنها محاولات للتوافق، ليست إلا غطاءً لشرعنة الانقسامات، وضمان ولاء شخصيات محددة تسهم في تبرير بقائه السياسي.

خالد المشري يتهم حكومة الدبيبة بخلق انقسامات داخل مجلس الدولة، مؤكدًا أن تدخلها يعرقل التوافق، ويدعوها للتركيز على مشاكلها الداخلية بدلًا من التدخلات غير القانونية.
خالد المشري يتهم حكومة الدبيبة بخلق انقسامات داخل مجلس الدولة، مؤكدًا أن تدخلها يعرقل التوافق، ويدعوها للتركيز على مشاكلها الداخلية بدلًا من التدخلات غير القانونية.

حكومة مرتعشة وسياسات بلا رؤية

بالنظر إلى أداء حكومة الدبيبة، يرى المشري أن الدبيبة يقود حكومة مترهلة غير قادرة على تحقيق التوافق حتى داخل أروقتها. فبين فضائح الفساد، وسوء الإدارة، وتضارب المصالح بين وزرائه، تجد الحكومة نفسها عاجزة عن إنجاز أي خطوات حقيقية نحو توحيد المؤسسات. ومع ذلك، بدلاً من التركيز على معالجة مشاكلها الداخلية، اختارت الحكومة التدخل في شؤون مجلس الدولة، محاولةً استقطاب شخصيات ضعيفة لتمرير أجنداتها.

الأدهى من ذلك، أن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الدبيبة أصبحت أداة رئيسية في عملية الهيمنة على المشهد السياسي. فالتقارير تشير إلى تدخل هذه الأجهزة بشكل مباشر في جلسات مجلس الدولة، كما حدث في أغسطس 2024، عندما اقتحمت جلسة رسمية للمجلس في محاولة للتأثير على قراراته. هذه الخطوات، بحسب المشري، ليست سوى امتداد لنهج الحكومة في استخدام القوة الناعمة لإعادة تشكيل موازين القوى داخل المجلس.

خالد المشري يتهم حكومة الدبيبة بخلق انقسامات داخل مجلس الدولة، مؤكدًا أن تدخلها يعرقل التوافق، ويدعوها للتركيز على مشاكلها الداخلية بدلًا من التدخلات غير القانونية.
خالد المشري يتهم حكومة الدبيبة بخلق انقسامات داخل مجلس الدولة، مؤكدًا أن تدخلها يعرقل التوافق، ويدعوها للتركيز على مشاكلها الداخلية بدلًا من التدخلات غير القانونية.

المشري.. محاولات للحفاظ على الاستقلالية

رغم هذه الضغوطات، لم يتراجع المشري عن موقفه الرافض لأي تدخل حكومي في عمل المجلس، مشددًا على أن استقلالية المؤسسات يجب أن تكون الأولوية القصوى. فهو يرى أن محاولات حكومة الدبيبة التدخل في شؤون المجلس لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة السياسية، وجعل أي توافق بين مجلسي النواب والدولة أكثر صعوبة.

من جهة أخرى، لم يكن موقف المشري مجرد رد فعل، بل استند إلى استراتيجية واضحة، حيث عمل خلال سنوات رئاسته للمجلس على بناء قنوات تواصل مع مجلس النواب، متجاوزًا الأساليب الفوقية التي تحاول الحكومة فرضها. وعلى عكس تكالة، الذي لم يحقق أي تقدم يُذكر، استطاع المشري الحفاظ على توازن دقيق مكّنه من تحقيق تقدم في بعض الملفات العالقة.

مستقبل الأزمة.. إلى أين؟

مع استمرار محاولات الدبيبة فرض نفوذه على مجلس الدولة، والتدخلات المتزايدة من الأجهزة الأمنية، تبقى ليبيا أمام سيناريو أكثر تعقيدًا. فإما أن تستمر حالة الاستقطاب والانقسام، مما يعمق الأزمة، أو أن تتخذ الأطراف المعنية موقفًا صارمًا يحفظ للمؤسسات استقلاليتها، ويعيد التوازن إلى المشهد السياسي.

في النهاية، يبدو أن مجلس الدولة، بقيادة المشري، يقف عند مفترق طرق، بين مواجهة الضغوط الحكومية للحفاظ على استقلاليته، أو الرضوخ للمؤثرات الخارجية، وهو ما سيحدد مصير التوافق السياسي في ليبيا خلال الفترة القادمة.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى