إقتصادالأخبار

رسوم ترامب تهدد النفط.. الأسواق تترقب مصير الأسعار

ارتفاع طفيف للنفط وسط قلق الأسواق من قرارات أمريكية

أخبار ليبيا 24

  • ضغوط جمركية على النفط.. تحركات أمريكية تقلق الأسواق
  • أسعار النفط تصعد مع اقتراب تطبيق الرسوم على كندا والمكسيك
  • أوبك+ تراقب تداعيات العقوبات الأمريكية على روسيا
  • المخزونات الأمريكية ترتفع بفعل الطقس.. والأسعار تتأرجح

وسط أجواء اقتصادية ضبابية وضغوط متزايدة من السياسة التجارية الأمريكية، شهدت أسعار النفط تحركات طفيفة خلال تعاملات الخميس 30 يناير، وسط ترقب الأسواق لقرار حاسم قد يغير موازين التجارة العالمية. فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 29 سنتاً، أي بنسبة 0.38%، لتصل إلى 76.87 دولاراً للبرميل عند التسوية، بينما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي بواقع 11 سنتاً، أو 0.15%، لتبلغ 72.73 دولاراً.

رسوم جمركية تهدد استقرار الأسواق

تعود هذه التذبذبات في الأسعار إلى المخاوف المتزايدة من الرسوم الجمركية التي توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها على واردات النفط من كندا والمكسيك، والبالغة 25%. ويهدف ترامب من خلال هذا القرار إلى الضغط على حكومتي البلدين لاتخاذ إجراءات حازمة ضد تهريب المخدرات، خصوصًا الفنتانيل، عبر الحدود المشتركة. ووفقاً لتصريحات البيت الأبيض، فإن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من فبراير، مما دفع الأسواق إلى حالة من الحذر والقلق.

قال فيل فلين، المحلل بشركة Price Futures Group، إن “اقتراب موعد التنفيذ خلق حالة من التوتر بين المستثمرين، وسط قلق من تداعيات هذه الخطوة على حركة التجارة والأسواق”.

وفي تصريحات أدلى بها هوارد لوتنيك، مرشح ترامب لمنصب وزير التجارة الأمريكي، أوضح أن تجنب هذه التعرفات الجمركية أمر ممكن إذا بادرت كندا والمكسيك باتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب المخدرات. لكن الغموض يحيط بموقف البلدين، مما يزيد من تعقيد المشهد النفطي العالمي.

الطقس والمخزونات يفاقمان الوضع

إلى جانب التوترات السياسية، كان لعوامل الطقس تأثير مباشر على أسواق النفط، حيث تسببت العواصف الشتوية القاسية في انخفاض الطلب الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية بمقدار 3.5 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 3.2 مليون برميل.

وقال توني سيكامور، المحلل في شركة DIG، إن “التعرفات الجمركية المحتملة والمخزونات المرتفعة خلقت جواً من الحذر في الأسواق، حيث يتخذ المتداولون قراراتهم بحذر لتجنب المخاطر غير المتوقعة”.

العقوبات الأمريكية على روسيا تلقي بظلالها

وفي الوقت ذاته، تواصل العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا إلقاء بظلالها على أسواق الطاقة. فقد أظهرت بيانات رويترز أن صادرات النفط الروسي من موانئ غرب البلاد ستنخفض بنسبة 8% خلال فبراير بسبب تعزيز عمليات التكرير الداخلية. هذا التراجع في الصادرات يأتي كرد فعل مباشر على العقوبات الجديدة، التي تسعى واشنطن من خلالها إلى تضييق الخناق على الاقتصاد الروسي.

اجتماع أوبك+ تحت الأضواء

بينما تزداد ضبابية المشهد، يترقب المستثمرون اجتماع تحالف أوبك+ المرتقب في الثالث من فبراير، حيث ستُطرح على الطاولة تداعيات الإجراءات الأمريكية الأخيرة وتأثيراتها على الإمدادات النفطية العالمية. وأعلنت كازاخستان أن الاجتماع سيتضمن مناقشة لمستقبل الإنتاج الأمريكي وإمكانية اتخاذ موقف موحد تجاه الضغوط التي تمارسها واشنطن على الأسواق.

ما الذي ينتظر أسواق النفط؟

في ظل هذه العوامل المتداخلة، يجد المستثمرون أنفسهم أمام مشهد معقد، حيث تتداخل السياسة بالتجارة، والطقس بالمخزونات، والعقوبات بتوازن السوق. ومع استمرار حالة الترقب، تبقى الأنظار موجهة إلى الأول من فبراير، الذي قد يشهد تطبيق الرسوم الجمركية، وإلى الثالث من فبراير، حيث سيحدد اجتماع أوبك+ معالم المرحلة المقبلة.

المؤكد هو أن سوق النفط لم يعد يتحرك فقط وفق قواعد العرض والطلب، بل باتت السياسة عاملاً رئيسياً في تحديد اتجاهاته، مما يجعله ساحة مفتوحة للمتغيرات السريعة والتقلبات الحادة، وهو ما يجعل العام 2025 بداية غير مستقرة لقطاع الطاقة العالمي.

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى