الأخبارليبيا

جلال الشويهدي: المصالحة الوطنية مفتاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

رئيس "6+6": الحوار الوطني هو الحل ولا بديل عنه

أخبار ليبيا 24

  • الشويهدي: توعية المواطنين بالقوانين الانتخابية ضرورية لإنجاح العملية
  • مجلس النواب والمفوضية.. ضرورة التواصل المباشر مع الليبيين
  • المؤتمرات الوطنية.. هل تكون بوابة العبور نحو الحل؟
  • “6+6”.. تجربة كسرت الحواجز وأثبتت أن الحوار ممكن

في المشهد السياسي الليبي، حيث تتداخل الأزمات وتتعقد الخلافات، يبرز الحديث عن المصالحة الوطنية كشرط أساسي للوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية تنهي حالة الجمود. رئيس لجنة 6+6 في مجلس النواب، جلال الشويهدي، يقف في طليعة المنادين بضرورة توحيد الجهود الداخلية لتحقيق هذا الهدف، مؤكدًا أن المصالحة ليست مجرد شعار، بل ركيزة يجب أن يُبنى عليها مستقبل ليبيا السياسي.

المصالحة الوطنية.. قاعدة أساسية لإنجاح الانتخابات

في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“، شدد الشويهدي على أن المصالحة الوطنية ليست خيارًا يمكن تجاوزه، بل هي القاعدة التي سيُبنى عليها أي استحقاق انتخابي ناجح. الانتخابات لا يمكن أن تكون مجرد عملية إجرائية تُنفذ دون تحضير مجتمعي وسياسي مسبق، إذ أن التوعية بالقوانين الانتخابية والمصالحة الوطنية جزء لا يتجزأ من نجاحها. فالخلافات العميقة التي تعيشها ليبيا منذ أكثر من عقد، تجعل من الضروري تهيئة الأجواء عبر ترميم العلاقة بين مختلف الأطراف.

التواصل بين المواطن والسلطات.. ضرورة لا غنى عنها

يؤكد الشويهدي على أهمية تعزيز التواصل بين المواطنين ومجلس النواب والمفوضية العليا للمصالحة، معتبرًا أن هذا التواصل هو الجسر الذي يمكن أن يربط بين الإرادة الشعبية والقرارات السياسية. فغياب الحوار بين المواطن وصناع القرار أدى في الماضي إلى فقدان الثقة في المسار السياسي، ما يفرض الآن على جميع الأطراف العمل على إعادة بناء هذه الثقة عبر لقاءات مفتوحة ومؤتمرات وطنية تعكس رغبة الشارع الليبي وتطلعاته.

المؤتمرات الوطنية.. آلية لتعزيز الحوار الداخلي

ينظر الشويهدي إلى المؤتمرات الوطنية على أنها عنصر حاسم في عملية المصالحة، معتبرًا أن هذه اللقاءات ليست مجرد تجمعات شكلية، بل منصات حوارية يمكن من خلالها الوصول إلى تفاهمات حقيقية. يضيف أن نجاح هذه المؤتمرات لا يرتبط فقط بموضوعاتها، بل بتوقيتها وشكلها ومخرجاتها، مشددًا على أن “لا بديل عن الحوار الوطني الداخلي لحل الأزمة”، فكل الحلول المستوردة من الخارج تظل ناقصة إذا لم تجد صدى داخليًا.

لجنة “6+6”.. تجربة تكسر الحواجز

أحد النماذج التي يستشهد بها الشويهدي على أهمية الحوار الداخلي، هو ما حدث داخل لجنة “6+6″، حيث نجح أعضاؤها في كسر الحواجز التي تفصل بينهم، وتجاوزوا الخلافات التي كانت تعرقل النقاشات. يؤكد أن التنازلات التي قُدمت داخل اللجنة لم تكن انتكاسات، بل خطوات ضرورية لتقريب وجهات النظر، قائلاً: “عندما نتنازل، فإننا نتنازل لإخوتنا الليبيين، وليس لخصوم أو أعداء”، وهو ما اعتبره نهجًا يجب أن يُتبع في المشهد السياسي الأوسع.

ترقب إعلان مفوضية الانتخابات.. خطوة مفصلية

يتطلع الشويهدي إلى أن تتخذ المفوضية الوطنية العليا للانتخابات خطوات أكثر وضوحًا بشأن مستقبل الاستحقاقات الانتخابية في البلاد، خصوصًا فيما يتعلق بالجدول الزمني والضمانات القانونية والإجرائية. إذ أن إعلان المفوضية عن رؤيتها بشأن الانتخابات العامة، سيكون بمثابة المؤشر الأساسي الذي سيحدد ما إذا كانت البلاد ستتجه فعلاً نحو استحقاق انتخابي جاد أم أنها ستظل عالقة في دوامة التأجيل والمماطلة.

الانتخابات بين التفاؤل والتحديات

رغم الآمال التي يعقدها الشويهدي وآخرون على إمكانية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قريبة، إلا أن الواقع لا يخلو من تحديات كبرى. فإلى جانب القضايا اللوجستية والقانونية، تظل المشكلة الأكبر هي غياب توافق سياسي شامل، وهو ما يجعل الحديث عن الانتخابات مشروطًا بإرادة حقيقية لتجاوز الانقسامات. المصالحة الوطنية، من وجهة نظر الشويهدي، ليست مجرد مدخل للانتخابات، بل هي عامل رئيسي لضمان استقرار نتائجها وعدم العودة إلى الفوضى مجددًا.

هل تنجح المصالحة في إنهاء الأزمة؟

في نهاية المطاف، يظل السؤال الأهم هو ما إذا كانت المصالحة الوطنية قادرة بالفعل على إنهاء الأزمة السياسية في ليبيا، أم أنها مجرد مسكنات تُطرح قبل كل جولة انتخابية. تجربة لجنة “6+6” تقدم نموذجًا على أن الحوار ممكن، لكن تعميم هذه التجربة على نطاق وطني يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية، والتزام من جميع الأطراف بوضع مصلحة ليبيا فوق كل الحسابات الضيقة.

يرى الشويهدي أن الليبيين إذا جلسوا مع بعضهم البعض، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية والاصطفافات الحادة، فإنهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، كما حدث داخل اللجنة. لكن يبقى السؤال: هل يملك الفرقاء السياسيون الجرأة لاتباع هذا النهج على مستوى الدولة بأكملها؟ أم أن المصالحة ستظل مجرد شعار يُرفع دون تطبيق عملي؟

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى