إقتصادالأخبار

الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً وسط مخاوف الأسواق

ارتفاع غير مسبوق للذهب.. هل يترقب المستثمرون الأسوأ

أخبار ليبيا 24

  • أسعار الذهب تقفز إلى 2798 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية
  • الاحتياطي الفيدرالي يترقب بيانات التضخم قبل أي قرار جديد
  • تراجع الدولار يدعم الذهب.. والمستثمرون يهربون من المخاطر
  • أسواق المعادن تشتعل.. الفضة والبلاديوم يحققان مكاسب كبرى

منذ فجر التاريخ، ظل الذهب مرآةً تعكس مخاوف الأسواق وتقلبات الاقتصاد العالمي. وفي لحظة جديدة من الترقب والقلق، شهدت أسواق الذهب، يوم الخميس 30 يناير، ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق، حيث قفزت أسعاره إلى 2798.24 دولار للأونصة، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الصعود المفاجئ مجرد محطة مؤقتة أم بداية لمسار تصاعدي طويل.

الذهب.. ملاذ المضطربين والمضاربين في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد الشكوك بشأن السياسات الاقتصادية الأميركية، أصبح الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان. القلق السائد في الأسواق ينبع من توجهات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تواصل إثارة الجدل بقراراتها الاقتصادية الحادة، بدءًا من فرض تعرفات جمركية جديدة على المكسيك وكندا، وصولًا إلى دراسة فرض رسوم على الصين. هذه الإجراءات، التي تثير مخاوف واسعة من اندلاع حروب تجارية جديدة، دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن يحميهم من تقلبات الأسواق، ولم يكن هناك أفضل من الذهب.

الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً مع تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة وسط مخاوف المستثمرين من سياسات ترامب والتضخم الأميركي وترقب قرارات الفائدة المقبلة.
الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً مع تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة وسط مخاوف المستثمرين من سياسات ترامب والتضخم الأميركي وترقب قرارات الفائدة المقبلة.

الدولار يتراجع.. والذهب يستغل الفرصة لم يكن ارتفاع الذهب أمرًا مفاجئًا في ظل تراجع الدولار الأميركي بنسبة 0.2%، الأمر الذي جعل المعدن النفيس أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. وفي الوقت ذاته، انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من شهر، وهو ما عزز من مكانة الذهب كأصل استثماري آمن في أوقات الأزمات.

الاحتياطي الفيدرالي تحت المجهر في سياق متصل، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تثبيت معدلات الفائدة عند نطاق 4.25% – 4.5%، وهي خطوة كانت متوقعة إلى حد بعيد، لكن تصريحات رئيس البنك جيروم باول كشفت عن موقف متحفظ بشأن أي تخفيض وشيك للفائدة. الأسواق تترقب الآن بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأميركي، وهو المؤشر الذي يعتبره الفيدرالي المقياس الأهم لمعدلات التضخم.

الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً مع تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة وسط مخاوف المستثمرين من سياسات ترامب والتضخم الأميركي وترقب قرارات الفائدة المقبلة.
الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً مع تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة وسط مخاوف المستثمرين من سياسات ترامب والتضخم الأميركي وترقب قرارات الفائدة المقبلة.

تباطؤ الاقتصاد الأميركي.. هل يتدخل الفيدرالي؟ كشف تقرير اقتصادي حديث عن تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الرابع من 2024، في وقت توقع فيه المحللون أن تدفع قوة الطلب المحلي الفيدرالي إلى إعادة التفكير في سياساته النقدية. هذا التباطؤ يأتي في وقت حرج حيث تبحث الأسواق عن إشارات أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية الأميركية.

أسواق المعادن في حالة انتعاش لم يكن الذهب الوحيد الذي استفاد من هذه الظروف، فقد شهدت أسواق المعادن الأخرى موجة ارتفاعات ملحوظة. صعدت أسعار الفضة بنسبة 2.2% إلى 31.48 دولار للأونصة، كما ارتفع البلاتين بنسبة 2.1% ليصل إلى 965.95 دولار، بينما قفز البلاديوم بنسبة 2.3% مسجلًا 984.50 دولار للأونصة.

هل يستمر الارتفاع؟ يبقى السؤال الأهم الذي يشغل أذهان المستثمرين: هل يستمر الذهب في تحقيق المكاسب، أم أن هذه القفزة ما هي إلا استجابة وقتية لمخاوف الأسواق؟ الجواب على هذا السؤال يعتمد إلى حد بعيد على البيانات الاقتصادية المقبلة، خاصة تقرير التضخم الأميركي، الذي من شأنه أن يحدد مستقبل قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، وبالتالي مسار الذهب في الأيام القادمة.

على أية حال، يبدو أن الذهب عاد ليؤكد مكانته كأحد أهم الأصول الاستثمارية في أوقات عدم اليقين، ويبقى الملاذ الأكثر أمانًا عندما تضطرب أسواق المال وتهتز ثقة المستثمرين بالاقتصاد العالمي.

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى