الأخبارليبيا

هل تنجح مبعوثة الأمم المتحدة الجديدة في ليبيا

حنا تيتيه أمام تحديات حل الأزمة الليبية المعقدة

أخبار ليبيا 24

  • السلاك: نجاح المبعوثة الجديدة مرهون بنهج مختلف
  • ترحيب دولي ومحلي يواجه صمت الأطراف المتناحرة
  • هل تصبح ليبيا محطة جديدة للتجارب الدبلوماسية؟
  • المبادرة الأممية بين القبول والتعديل.. مصير غامض

المبعوثة الأممية الجديدة.. بين الواقع والطموح

لم تكن الأزمة الليبية يومًا شأنًا بسيطًا أو قابلاً للحل عبر مبادرات تُعلن من خلف أبواب مغلقة في الأمم المتحدة، فالمشهد الليبي يتسم بتشابك معقد بين الانقسامات الداخلية والتدخلات الدولية، ليجد كل مبعوث جديد نفسه في اختبارٍ أصعب من سابقه.

تعقيدات الواقع.. مشهدٌ بالغ الصعوبة

حين أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن تعيين وزيرة الخارجية الغانية السابقة، حنا سيروا تيتيه، كمبعوثة أممية جديدة إلى ليبيا، علت أصوات الترحيب محليًا ودوليًا. لكن هذه الخطوة لم تخفِ حجم التحديات التي تنتظرها. فليبيا ليست مجرد ملف سياسي عالق؛ إنها ساحة صراع بين أطراف محلية متناحرة ودول متنافسة على النفوذ والموارد.

محمد السلاك، المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي، رسم صورة واضحة لتلك التحديات، مشيرًا إلى أن نجاح تيتيه لا يعتمد فقط على خبرتها أو كفاءتها الدبلوماسية، بل على قدرتها على تفادي أخطاء من سبقوها، وفي مقدمتهم عبد الله باتيلي، الذي استقال بعد فترة من الجمود السياسي.

النهج الجديد.. هل يكون المفتاح؟

السلاك أكد في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″، أن الأزمة الليبية ليست متعلقة فقط بالمبعوث الأممي، بل بالنهج المتبع في الوساطة. فالدبلوماسية الأممية في ليبيا لطالما افتقرت إلى استراتيجية واضحة تتسم بالواقعية والقدرة على بناء توافق حقيقي بين الأطراف.

ويضيف السلاك أن “المبعوثة الجديدة تحتاج إلى فهم التوازنات المحلية والإقليمية، وتجنب إعادة تدوير أفكار قديمة لم تجد طريقها إلى التنفيذ”. فما يحتاجه الليبيون اليوم ليس وسيطًا جديدًا بقدر ما هو نهج جديد قادر على كسر الجمود السياسي ووضع حد لحالة المراوحة التي يعيشها المشهد منذ سنوات.

المجتمع الدولي.. الدور الغائب

من جهة أخرى، يرى السلاك أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن تعثر الحلول في ليبيا. فالتأثير المفرط للاستقطابات الدولية وتحويل ليبيا إلى ساحة لتصفية الحسابات أضعف أي مبادرة أممية. وفي هذا السياق، يشدد على أن ليبيا ليست مجرد ساحة تجارب دبلوماسية، بل دولة تحتاج إلى مسار واضح يقودها إلى انتخابات حقيقية وحل سياسي مستدام.

مبادرة خوري.. أملٌ مؤجل؟

وعن مصير مبادرة ستيفاني خوري، نائبة المبعوثة الأممية الجديدة، يرى السلاك أن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على المبادرة، مؤكدًا أن نجاحها يعتمد على مدى قبول الأطراف الليبية لها. ويعتبر أن أي تعديل أو تجاوز للمبادرة يجب أن يكون مدعومًا برؤية سياسية قابلة للتنفيذ، بعيدًا عن الطروحات الشكلية التي غالبًا ما تنتهي إلى الفشل.

التحدي الأكبر.. الانتخابات

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل تستطيع تيتيه قيادة المشهد الليبي إلى انتخابات حقيقية؟ الإجابة تكمن في قدرتها على تجاوز الألغام السياسية المزروعة في كل زاوية من المشهد، سواء كانت ألغامًا محلية أو دولية.

إن نجاح تيتيه يعتمد على إدراكها أن الملف الليبي لا يمكن حله عبر سياسات عامة تنفذ في أروقة الأمم المتحدة، بل عبر رؤية تفصيلية تأخذ في الاعتبار تعقيدات القبائل، الأطراف المسلحة، والتوازنات الدولية.

هل تنجح المبعوثة الجديدة؟

تعيين تيتيه يعكس رغبة أممية في تقديم تجربة جديدة في ليبيا، لكن التجارب السابقة علمتنا أن الرغبات لا تكفي، بل تحتاج إلى إرادة سياسية محلية ودولية قادرة على تجاوز العوائق. وبينما يتطلع الليبيون إلى انتخابات قد تنهي أزمتهم الطويلة، تبقى الكرة في ملعب تيتيه لتثبت أن ليبيا ليست مجرد محطة أخرى لتجارب الأمم المتحدة.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى