
أخبار ليبيا 24
-
“استقطاب مجلس الأمن يفرض مبعوثًا أفريقيًا إلى ليبيا”
-
“الليبيون مطالبون بوقف التدخل الخارجي لتحقيق الاستقرار”
-
“المبعوثون الأمميون لا يمسّون جوهر الأزمة الليبية”
-
“ضغط شعبي ضرورة لإجراء الانتخابات وإنهاء المأزق السياسي”
عبدالمنعم اليسير.. أزمة ليبيا بين استقطاب دولي وفشل داخلي
في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة لإعادة صياغة دورها في الأزمة الليبية، يبرز اختيار مبعوثة جديدة تعكس حالة الاستقطاب الحاد داخل مجلس الأمن. عبدالمنعم اليسير، رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر العام السابق، يقدم رؤية عميقة حول أسباب تعثر جهود الحل الدولي والمحلي.
يصف اليسير في تصريحات تلفزيونية، تابعتها “أخبار ليبيا 24” اختيار المبعوثة الأممية الجديدة بأنه نتيجة مباشرة لاستقطاب عالمي بين القوى الكبرى، حيث اختيرت شخصية أفريقية لتحقيق توازن بعيد عن الأقطاب المتصارعة. لكنه، بنبرة واثقة لا تخلو من النقد، يشدد على أن المشكلة الأساسية لا تكمن في شخص المبعوث، بل في ديناميكية الأطراف الليبية التي أصبحت متقنة للعبة المفاوضات والاجتماعات دون إحراز تقدم يُذكر.
دوامة المبعوثين الأمميين.. تغيير الأسماء بلا جدوى
“حتى لو أرسلوا مئة مبعوث أممي، لن يكون هناك تغيير حقيقي”، هكذا بدأ اليسير حديثه، مؤكدًا أن المبعوثين الأمميين يعانون من تجاهل جوهر الأزمة. بالنسبة له، لا يمكن لأي مبعوث أن يغير الواقع طالما أن الأطراف الليبية نفسها غير مستعدة للتخلي عن مصالحها الضيقة والتوافق على حلول جذرية.
يشير إلى أن الأطراف الليبية باتت خبيرة في “فن الدوران في نفس الدائرة”، حيث تستغل الاجتماعات والمبادرات لتحقيق مكاسب مؤقتة دون الالتزام بحلول حقيقية. هنا، يبرز تساؤل منطقي: هل الأزمة في المبعوثين أم في الليبيين أنفسهم؟
ضغط شعبي.. مفتاح الحل المفقود
يشدد اليسير على أن الحل يبدأ من الشعب الليبي، الذي عليه أن يمارس ضغطًا فعّالًا على الأطراف المتصارعة للتخلي عن دعم الدول الخارجية. “إذا توقفت هذه التدخلات، يمكننا الحديث عن انتخابات حقيقية تؤدي إلى إخراج القوات الأجنبية وفك المليشيات”، يقول اليسير بثقة.
ويضيف أن الأغلبية العظمى من الشعب الليبي تسعى للاستقرار وترفض الهيمنة التي تمارسها الأطراف المسيطرة، والتي تعرقل أي مسار يؤدي إلى انتخابات تُزيحها من المشهد.
انتخابات الآن.. بوابة الخروج من النفق المظلم
يرى اليسير أن إجراء الانتخابات ليس مجرد خيار سياسي، بل ضرورة ملحّة لإعادة بناء ليبيا. “بدون انتخابات، ستظل القوى الأجنبية والمليشيات تمسك بزمام الأمور، مما يعمق الأزمة.”
لكنه يعود ليؤكد أن الانتخابات وحدها ليست كافية؛ إذ يجب أن تكون مصحوبة بإرادة سياسية حقيقية لوقف التدخلات الخارجية وتفكيك البنية المسلحة التي تخنق الدولة.
بين الاستقطاب الدولي والأزمة الداخلية
في ظل التجاذبات الدولية، يرى اليسير أن المبعوثة الأممية الجديدة قد تواجه تحديات جسيمة لتحقيق التوازن بين القوى الكبرى من جهة، وتحفيز الليبيين على تحمل مسؤولياتهم من جهة أخرى. لكنه يحذر من أن أي نجاح دولي سيبقى هشًا ما لم تتفق الأطراف الليبية على رؤية وطنية جامعة.
رسالة إلى الليبيين
في نهاية حديثه، يوجه اليسير رسالة واضحة: “مستقبل ليبيا في أيديكم. الضغط الشعبي، الاتفاق الوطني، والتخلي عن دعم القوى الخارجية هي مفاتيح الحل. العالم يمكن أن يدعم، لكن لن ينقذنا أحد إن لم ننقذ أنفسنا أولاً.”
بهذه الكلمات، يختزل اليسير مأساة ليبيا وأملها، مشددًا على أن الحل لن يأتي من الخارج، بل من إرادة داخلية تسعى لبناء وطن بعيد عن الاستقطاب والتبعية.