مبادرة أممية لإنهاء الانقسام تواجه تفاؤلًا وتحفظات

بو بريق يشيد بمبادرة خوري ويتخوف من التنفيذ

أخبار ليبيا 24

تحليل المبادرة الأممية… جدلية الآمال والمخاوف في المشهد الليبي

وسط أجواء مشحونة بالصراعات السياسية والاقتصادية التي تعصف بليبيا، جاءت مبادرة القائم بأعمالبالمبعوث الأممي  للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، كنقطة ضوء في نفق يبدو بلا نهاية. المبادرة التي تسعى لإنهاء الانقسام وإعادة ليبيا إلى مسارها الطبيعي نحو الانتخابات، تواجه تحديات متشابكة، أبرزها طبيعة التنفيذ.

المبادرة.. نظرة عامة على محاورها

المبادرة التي استعرضتها خوري في حلقة نقاشية عبر “فيسبوك” حملت محاور متعددة تهدف لإعادة ترتيب المشهد الليبي. من أبرز تلك المحاور، تشكيل لجنة استشارية ذات طابع تقني لتذليل العقبات أمام العملية الانتخابية. القضايا المطروحة للنقاش تشمل معالجة الخلاف حول القوانين الانتخابية ووضع ضمانات لتنظيم عمل الحكومة المقبلة.

وفق عمر المخفي، مسؤول الملف السياسي بالبعثة الأممية، ستنحصر مهمة اللجنة في وضع أطر لضمان نزاهة العملية الانتخابية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح هذه اللجنة في تحقيق الإجماع المنشود أم ستعجز عن تجاوز عقبة الانقسامات السياسية العميقة؟

بو بريق.. تفاؤل مشروط

من جانبه، أعرب أحمد بو بريق، عضو مجلس الدولة، عن تفاؤل حذر تجاه المبادرة. وصفها بـ”الإيجابية” لكنه أبدى مخاوفه من عدم قدرتها على إنهاء الانقسام الراهن. ورهن نجاحها بحسن اختيار الشخصيات المشاركة في اللجنة الاستشارية، مشيرًا إلى أن الخلافات حول القوانين الانتخابية، مثل السماح بترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، ما زالت تشكل عقبة كبيرة.

بو بريق في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“لم يغفل أهمية التوافق الدولي في إنجاح المبادرة. “الصراعات الدولية تنعكس على المواقف المحلية”، قال بوضوح، محذرًا من أن اختيار شخصيات ذات ولاءات متباينة قد يؤدي إلى مخرجات غير ناضجة.

توحيد السلطة التنفيذية.. شرط لا غنى عنه

أحد المحاور المحورية التي ركزت عليها المبادرة هو توحيد السلطة التنفيذية. يرى محللون أن هذا الإجراء يمثل حجر الزاوية لإجراء انتخابات شفافة وناجحة. ومع ذلك، فإن هذا الهدف يصطدم بتعقيدات المشهد السياسي، حيث تتصارع الأطراف على النفوذ والموارد.

التحديات الجوهرية

بالنظر إلى الواقع الليبي، تبرز عدة تحديات تهدد نجاح المبادرة:

  1. القوانين الانتخابية: استمرار الخلاف حول النقاط الجوهرية مثل ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية.
  2. التدخلات الدولية: تناقض المصالح الإقليمية والدولية يعرقل أي توافق داخلي.
  3. الانقسام المؤسساتي: غياب رؤية موحدة للسلطة التنفيذية يجعل تحقيق الأهداف أكثر صعوبة.

فرص النجاح… نافذة أمل ضيقة

على الرغم من العقبات، تحمل المبادرة فرصة ضئيلة لكنها حقيقية لإنهاء الأزمة. نجاحها يتوقف على قدرة البعثة الأممية على تحقيق توازن دقيق بين الأطراف المتنازعة، واختيار شخصيات كفؤة ومحايدة للعمل في اللجنة الاستشارية.

المبادرة الأممية تقف أمام اختبار حاسم في ليبيا. تحقيق أهدافها يتطلب إرادة سياسية صادقة من الأطراف كافة، ودعمًا دوليًا جادًا يضمن عدم تحويل البلاد إلى ساحة صراع نفوذ. وبينما ينتظر الليبيون انفراجة قريبة، يبقى الأمل معلقًا على قدرة المبادرة في تجاوز الألغام السياسية التي تعرقل طريق الانتخابات.

Exit mobile version