
أخبار ليبيا 24
- إشادة أميركية وأوروبية بنجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية
- مشاركة غير مسبوقة بنسبة 77.2% في أولى المراحل
- زلطن تسجل سابقة تاريخية بانتخاب أول عميدة بلدية
- 63 بلدية تترقب المرحلة الثانية نهاية يناير الجاري
الانتخابات البلدية.. أفق ديمقراطي يواجه تحديات الواقع
في مشهد يعكس طموحات الشعب الليبي نحو مستقبل أكثر استقراراً، جاءت الانتخابات البلدية كنافذة أمل لتجديد الحياة السياسية المحلية، وسط إشادة دولية بهذا الإنجاز الذي وصف بـ”التاريخي”. هذه الانتخابات لم تكن مجرد عملية تصويت اعتيادية، بل مثلت لحظة فارقة، حيث جسدت تطلع المواطنين لممارسة حقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم على المستوى المحلي، على الرغم من التحديات السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد.
إشادة دولية بالإنجاز الليبي
لم يخفِ المجتمع الدولي إعجابه بالمشهد الانتخابي، إذ عبرت السفارة الأميركية في بيان رسمي عن تقديرها للجهود المبذولة في تنظيم الانتخابات، ووصفتها بأنها “فرصة قوية لمزيد من الليبيين لممارسة حقهم في اختيار قياداتهم المحلية”. وأشادت بانتخاب أول عميدة بلدية في زلطن، “الزائرة المقطوف”، التي حققت إنجازاً نوعياً يفتح الباب أمام تعزيز دور المرأة الليبية في مراكز صنع القرار.
في السياق ذاته، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، أن الاتحاد يقف على أهبة الاستعداد لدعم المجالس المنتخبة في جهودها الرامية إلى تحسين الخدمات العامة وتعزيز التنمية المحلية. ولم يكن أورلاندو أقل حماسة في الإشادة بانتخاب أول عميدة بلدية في ليبيا، معتبراً هذا الإنجاز “إشارة أمل لمستقبل البلاد”.
مرحلة أولى بنسب مشاركة غير مسبوقة
انطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات في نوفمبر الماضي، حيث شملت 58 بلدية، وسجلت نسبة مشاركة بلغت 77.2%، وهي الأعلى في تاريخ الانتخابات البلدية في ليبيا، وفقاً لرئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح. هذا النجاح الانتخابي، رغم أهميته، لم يخلُ من عقبات، حيث ألغت المفوضية نتائج الانتخابات في بلدية الشويرف، بعد تقارير عن تجاوزات شابت العملية الانتخابية هناك.
تحديات المرحلة الثانية
مع نهاية يناير الجاري، يترقب الليبيون المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي ستجرى في 63 بلدية، موزعة بين 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بلدية في المنطقة الشرقية، و9 بلديات في المنطقة الجنوبية. ورغم الحماسة التي ترافق هذا الحدث الديمقراطي، إلا أن التحديات الأمنية واللوجستية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الانتخابي.
زلطن.. نموذج للتمكين النسائي
لا يمكن الحديث عن هذه الانتخابات دون التوقف عند إنجاز زلطن التاريخي، حيث كسرت “الزائرة المقطوف” حاجز الهيمنة الذكورية على المشهد المحلي، لتصبح أول عميدة بلدية في ليبيا. هذا الحدث يحمل رمزية كبيرة، ليس فقط باعتباره خطوة نحو تمكين المرأة، بل أيضاً كمؤشر على التغير التدريجي في الثقافة المجتمعية.
مستقبل الديمقراطية المحلية في ليبيا
بين الإشادة الدولية والإنجازات المحلية، تظل الانتخابات البلدية في ليبيا نقطة ضوء في نفق سياسي مظلم. ومع ذلك، فإن نجاح هذه التجربة مرهون بقدرة الليبيين على تجاوز الانقسامات الداخلية وتأمين عملية الانتقال الديمقراطي. فهل تكون هذه الانتخابات بداية مسار جديد نحو الاستقرار، أم مجرد محطة أخرى في رحلة طويلة من التحديات؟