هل يستحوذ ماسك على “تيك توك” لإنقاذه من الحظر
الصين تناقش سيناريوهات مثيرة بشأن مستقبل "تيك توك"

أخبار ليبيا 24
-
الصين تُناقش بدائل لإنقاذ “تيك توك” من الحظر الأميركي
-
إيلون ماسك وحسابات المصلحة في صفقة “تيك توك”
-
خطة صينية محتملة: بيع التطبيق لتجنب العقوبات
-
التحديات المالية والقانونية تُعيق صفقة ماسك و”تيك توك”
إيلون ماسك وخيار الاستحواذ على “تيك توك”.. بين الطموح السياسي والتحديات الاقتصادية
بينما تتجه الأنظار إلى المحكمة العليا الأميركية للبت في قضية الحظر المفروض على “تيك توك“، تشهد الكواليس نقاشات محتدمة بين بكين وواشنطن حول مستقبل التطبيق الشهير. وبينما تحاول الشركة الأم، “بايت دانس“، التصدي للحظر عبر الوسائل القانونية، يطفو على السطح خيار بيع العمليات الأميركية للتطبيق إلى رجل الأعمال إيلون ماسك، في صفقة قد تُعيد تشكيل خريطة العلاقات التقنية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
الصين و”الحصة الذهبية”.. سياسة التأثير المقيد
تمتلك الحكومة الصينية ما يُعرف بـ”الحصة الذهبية” في شركة تابعة لـ”بايت دانس”، مما يمنحها تأثيراً مباشراً على قرارات الشركة. وبينما تؤكد “تيك توك” أن هذا النفوذ يقتصر على الشركة التابعة في الصين، فإن القوانين الصينية التي تمنع تصدير الخوارزميات تظل عقبة أمام أي صفقة محتملة. وفي حال بيع التطبيق، سيكون للحكومة الصينية القول الفصل في الموافقة، ما يضيف بعداً سياسياً واقتصادياً لأي قرار يُتخذ بشأن “تيك توك”.
إيلون ماسك.. الرجل المناسب للمرحلة؟
مع امتلاكه لمنصة “إكس” (تويتر سابقاً) وشركة الذكاء الاصطناعي “xAI”، يبدو ماسك خياراً طبيعياً لشراء “تيك توك” وإدارة عملياته الأميركية. فالتطبيق، الذي يضم أكثر من 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، قد يكون أداة قوية لتعزيز مكانة “إكس” في سوق الإعلانات الرقمية. كما أن البيانات الضخمة التي يولدها “تيك توك” تمثل فرصة ذهبية لشركة الذكاء الاصطناعي التابعة لماسك.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمتلك ماسك القدرة المالية لتنفيذ هذه الصفقة؟ مع تقدير قيمة العمليات الأميركية للتطبيق بـ40-50 مليار دولار، تُثار تساؤلات حول كيفية تدبيره لهذا المبلغ، خاصة مع التزاماته المالية الناجمة عن استحواذه على “تويتر” بقيمة 44 مليار دولار في 2022.
واشنطن وبكين.. لعبة الشطرنج التقنية
في خلفية هذه الأحداث، تبقى العلاقات الأميركية-الصينية محوراً رئيسياً. فالحظر المفروض على “تيك توك” يُعد جزءاً من تصعيد أوسع بين البلدين بشأن الأمن القومي والتكنولوجيا. وتعتقد واشنطن أن التطبيق يمثل تهديداً للأمن القومي بسبب إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين. في المقابل، ترى بكين في الحظر فرصة لتوسيع نفوذها من خلال التحكم في مآل التطبيق.
تشير تقارير إلى أن بكين قد تُفضل بيع “تيك توك” لماسك، الذي يُعتبر مقرباً من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، كخطوة تكتيكية لتهدئة التوترات مع واشنطن. لكن بيع التطبيق قد يثير مخاوف داخل الصين حول فقدان السيطرة على واحدة من أكبر قصص النجاح التكنولوجي في البلاد.
المحكمة العليا.. قرار مصيري
على الجانب القانوني، تواجه “تيك توك” معركة صعبة أمام المحكمة العليا، حيث يبدو أن القضاة يميلون إلى تأييد الحظر، معتبرين أن المخاوف الأمنية تتفوق على حرية التعبير. ومع ذلك، فإن الشركة تسعى جاهدةً لتأجيل الحظر المقرر وتنفيذ خطة قانونية طويلة الأمد للدفاع عن بقائها.
خيار البيع.. بين التعقيد والتوقعات
إذا قررت “بايت دانس” بيع عملياتها الأميركية، فسيكون الطريق إلى ذلك مليئاً بالتحديات. فمن الناحية القانونية، فإن فصل العمليات الأميركية عن الصينية يُعد عملية معقدة للغاية، خاصة في ظل القيود المفروضة على تصدير التكنولوجيا. كما أن عملية البيع نفسها قد تخضع للتدقيق من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة والصين على حد سواء.
سيناريوهات مستقبلية
تتعدد السيناريوهات المستقبلية لـ”تيك توك“، من الحظر الكامل إلى البيع أو حتى إيجاد حل وسط. وبينما تتشابك خيوط اللعبة بين السياسة والاقتصاد، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتمكن ماسك من تحقيق هذه الصفقة وتحويلها إلى فرصة لتعزيز مكانته كرائد في عالم التكنولوجيا؟ أم أن التعقيدات القانونية والسياسية ستجعله يفكر مرتين قبل الدخول في هذه المعركة؟