إقتصادالأخبارتقارير

تقرير مصرف ليبيا المركزي.. أرقام متفائلة وآراء متباينة

مصباح العكاري وعبدالغفار الشارف.. جدلية حول تقرير المركزي

أخبار ليبيا 24

  • العكاري: شفافية التقرير تعكس تشخيصًا واضحًا للوضع الاقتصادي
  • الشارف: أرقام مصرف ليبيا المركزي مبالغ فيها وتحتاج لتوضيح أكبر
  • الإيرادات النفطية في ليبيا.. تراجع متأثر بالمقايضة والإغلاقات
  • مشروع التحول الإلكتروني.. تطور ملحوظ ولكن بتحديات قائمة

مصباح العكاري وعبدالغفار الشارف.. بين شفافية الأرقام وتحديات التفسير

جدلية في الاقتصاد الليبي

في ظل ما تشهده ليبيا من تعقيدات اقتصادية وسياسية، أتى تقرير مصرف ليبيا المركزي ليعيد الجدل بين الخبراء حول الوضع الاقتصادي ومستقبل البلاد المالي. أرقام متفائلة وتحليل مفصّل قدمه عضو لجنة سعر الصرف السابق بـ مصرف ليبيا المركزي ، مصباح العكاري، اصطدم برؤية نقدية وتحفظات واضحة من قبل الأكاديمي عبدالغفار الشارف.

رؤية العكاري.. أرقام تعكس تطورًا وشفافية

أكد العكاري منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوكرصدته  “أخبار ليبيا 24″ ، أن التقرير يشكل نقلة نوعية في مسار التقارير المالية من حيث الشفافية والتفصيل. وأشار إلى أن الإيرادات النفطية ساهمت بنسبة 73% في تغطية النفقات العامة، فيما بلغت نسبة الإيرادات غير النفطية 27%، ما يُعد تطورًا غير مسبوق.

وأضاف العكاري: “للمرة الأولى تُغطى النفقات العامة بهذه النسبة من الإيرادات غير النفطية، ويعود ذلك إلى تطور نظام التحول الإلكتروني الذي شهد 126 مليون عملية ناجحة، بقيمة إجمالية بلغت 26 مليار دينار.”

مصباح العكاري يشيد بتقرير المركزي لتطوره وشفافيته، بينما عبدالغفار الشارف ينتقد الأرقام، مؤكدًا على الحاجة للمراجعة والشفافية في نظام المقايضة.
مصباح العكاري يشيد بتقرير المركزي لتطوره وشفافيته، بينما عبدالغفار الشارف ينتقد الأرقام، مؤكدًا على الحاجة للمراجعة والشفافية في نظام المقايضة.

انتقادات الشارف.. مبالغة وغياب للشفافية

من جهته، عارض الشارف تفاؤل العكاري بالأرقام، معتبرًا أنها “مبالغ فيها وتفتقر إلى المصداقية.” واستند في انتقاده إلى توزيع السيولة الذي بلغ 67 مليار دينار، قائلًا: “هذا الرقم يعني توزيع 5.5 مليار شهريًا، وهو غير منطقي بالمقارنة مع أرقام المرتبات ونقاط البيع.”

كما أشار الشارف إلى أن الإيرادات غير النفطية نتجت عن الضرائب المفروضة على بيع النقد الأجنبي، معتبرًا أن أثرها الاقتصادي مزدوج؛ فهي تزيد الإيرادات لكنها تثقل كاهل المواطن من خلال ارتفاع الأسعار.

مصباح العكاري يشيد بتقرير المركزي لتطوره وشفافيته، بينما عبدالغفار الشارف ينتقد الأرقام، مؤكدًا على الحاجة للمراجعة والشفافية في نظام المقايضة.
مصباح العكاري يشيد بتقرير المركزي لتطوره وشفافيته، بينما عبدالغفار الشارف ينتقد الأرقام، مؤكدًا على الحاجة للمراجعة والشفافية في نظام المقايضة.

الإيرادات النفطية.. انخفاض مقلق أم طبيعي؟

أحد المحاور البارزة في الجدل هو تراجع الإيرادات النفطية بمقدار 7 مليارات دولار عن العام الماضي. رأى العكاري أن هذا الانخفاض ناتج عن انخفاض أسعار النفط عالميًا والإغلاقات النفطية، مشددًا على ضرورة حماية الحقول النفطية باعتبارها ملكًا لكل الليبيين.

في المقابل، ربط الشارف التراجع بنظام المقايضة الذي يعتمد عليه المصرف المركزي لتوريد المحروقات، مشيرًا إلى أن هذا النظام يفتقر إلى الشفافية ويُسهم في تفاقم المشكلة بدلًا من حلها.

التحول الإلكتروني.. خطوة للأمام ولكن!

أشاد العكاري بتطور مشروع التحول الإلكتروني، معتبرًا أنه “مشروع وطني” يصب في مصلحة المواطن الليبي. وأوضح أن عدد البطاقات المصرفية بلغ 5 ملايين بطاقة، وأن المشتركين في التطبيقات الإلكترونية تجاوزوا 3.1 مليون، ما ساهم في تنفيذ عمليات بقيمة 111 مليار دينار.

لكن الشارف رأى أن هذا التقدم لا يكفي لتحسين الوضع المالي، قائلًا: “النظام الإلكتروني لا يعالج جذور المشكلة الاقتصادية، بل قد يخفي تحديات أكبر تتعلق بتوزيع الموارد وعدالة الإنفاق.”

جدلية مفتوحة

يعكس النقاش بين العكاري والشارف الانقسام الواضح في الرؤى حول الوضع الاقتصادي في ليبيا. بينما يرى العكاري أن التقرير يُظهر تشخيصًا واقعيًا وحلولًا ممكنة، يُصر الشارف على أن الأرقام بحاجة إلى مراجعة دقيقة وتوضيح أكبر.

يبقى الحكم للقارئ: هل التقرير يعكس تقدمًا حقيقيًا أم مجرد أرقام مبالغ فيها تخفي تعقيدات أعمق؟

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى