مارك روته.. مستقبل الأمن العالمي يحدده مصير أوكرانيا
روته يحذر: استثمارات الدفاع الحالية غير كافية

أخبار ليبيا 24
-
مارك روته: السلام لن يدوم دون قوة تفاوضية لأوكرانيا
-
2% من الناتج المحلي للدفاع.. روته يراها غير كافية
-
الاستثمار الأفضل في الدفاع ضرورة لمنع الحروب، لا إشعالها.
-
الناتو والاتحاد الأوروبي: شراكة وثيقة لمنع الحروب لا إثارتها
روته بين التحديات الأمنية وخطط الناتو.. حرب أوكرانيا نقطة فاصلة
في خطاب اتسم بالصرامة والوضوح، قدم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، رؤيته للأمن الأوروبي والعالمي، محذراً من عواقب وخيمة إذا لم يتم احتواء الأزمة في أوكرانيا. جاء هذا التصريح في جلسة استماع مشتركة للجان الشؤون الخارجية والأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، حيث استعرض روته الوضع الأمني الراهن، مع تسليط الضوء على التهديدات المتزايدة وسُبل مواجهتها.
أوكرانيا.. مفتاح السلام العالمي
أكد روته أن “مستقبل الأمن الأوروبي والعالمي يعتمد على نتيجة الحرب في أوكرانيا”، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للجلوس إلى طاولة المفاوضات وهو في موقع قوة. ولم تكن تصريحاته مجرد تحذير عابر، بل حملت إشارة واضحة إلى أن التجاهل قد يفتح الباب أمام تفاقم الأزمة، مستذكراً أحداث جورجيا في عام 2010 وأوكرانيا في 2014 و2022.
وبنبرة حادة، قال: “نريد أن تنتهي هذه الحرب، ويدوم السلام، لكن السلام لن يكون مستداماً إذا لم تأتِ أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات وهي قوية بما يكفي”.
الاقتصاد العسكري.. أرقام مقلقة وطموحات أكبر
روته لم يخفِ قلقه من قلة الاستثمارات العسكرية لدول الحلف، رغم وصول بعضها إلى هدف 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وقال: “لنكن صادقين، هذه النسبة ليست كافية”. يرى أن العالم يواجه تهديدات تتجاوز الحروب التقليدية، بدءاً من الهجمات السيبرانية وصولاً إلى الأنشطة التخريبية.
وأضاف أن الناتو بحاجة إلى استثمارات أكثر وأفضل، ليس فقط لشراء المعدات العسكرية، بل لتعزيز البنية التحتية وجعلها قادرة على الصمود أمام التحديات المستقبلية.
شراكة الناتو والاتحاد الأوروبي.. ضرورة لا رفاهية
في خطابه، أشاد روته بوحدة الناتو والاتحاد الأوروبي، واصفاً هذه الشراكة بأنها الركيزة الأساسية لمنع الحروب. وأكد أن التعاون الوثيق بين المؤسستين يعكس مستوى غير مسبوق من التماسك السياسي في مواجهة التحديات.
لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن يكون الاستثمار في الدفاع مستداماً ومنظماً، قائلاً: “إنفاق المزيد ليس كافياً؛ يجب أن يكون الإنفاق أكثر ذكاءً وكفاءة”. وأوضح أن الهدف ليس إثارة الحروب بل منعها.
بين التفاؤل والتحذير
ورغم حديثه عن الإنجازات، مثل التقدم الذي أحرزته بعض الدول الأعضاء في الناتو في تحقيق الأهداف العسكرية، ظل روته متحفظاً بشأن قدرة الحلف على تحقيق الاستقرار دون مزيد من التضحيات. وأضاف بنبرة حازمة: “الخبر السار هو أننا نعرف كيف نحمي أنفسنا، ولكن هذا لا يعني أننا في مأمن”.
مَن الرابح في صراع الإرادات؟
حديث روته يعكس قلقاً عميقاً حيال مستقبل الأمن الأوروبي، لكنه يفتح أيضاً نافذة على رؤية استراتيجية تركز على تعزيز التحالفات وتكثيف الاستثمارات. ومع ذلك، فإن تصريحاته تدفعنا للتساؤل: هل ستتمكن أوروبا والناتو من مواجهة التحديات دون الوقوع في استنزاف اقتصادي وسياسي؟
الإجابة على هذا السؤال ستعتمد على قدرة الدول الأعضاء على تجاوز حسابات الربح والخسارة قصيرة المدى، لصالح استقرار طويل الأمد قد يتطلب تضحيات كبيرة.