حصاد ليبيا 2024.. عام التقلبات السياسية والاقتصادية الكبرى

أمن وسياسة واقتصاد.. كواليس مشهد ليبي يتغير بسرعة

أخبار ليبيا 24انفوغرافيك 24

“ليبيا 2024.. بين أمل الحل وتعقيدات الواقع”

في عام 2024، استمرت ليبيا في نسج خيوط أزماتها المتشابكة بين السياسة، الاقتصاد، والأمن، فيما بقيت الحلول تراوح مكانها رغم كل الجهود المبذولة داخليًا وخارجيًا. كان العام مليئًا بالأحداث التي عكست حجم التحديات التي تواجه البلاد، في مشهد لم يخلُ من الأمل لكنه كان مشوبًا بالقلق والترقب.

السياسة.. رحلة البحث عن توافق ضائع

بدأ العام بتكثيف الجهود السياسية بين الأطراف الليبية المتصارعة. في 28 فبراير، اجتمع نواب وأعضاء مجلس الدولة في تونس، في محاولة لإحياء المسار الانتخابي المتعثر. اللقاء كان يحمل آمالًا كبيرة، لكنه واجه صعوبة في تجاوز العقبات المتراكمة، ليأتي 10 مارس بجمع المنفي، عقيلة صالح، وفتح الله تكالة في قمة ثلاثية بالقاهرة. تلك القمة، رغم أهميتها الرمزية، لم تُحدث اختراقًا حقيقيًا، لتستمر الاجتماعات، بما في ذلك اجتماع 18 يوليو في القاهرة، وأخيرًا اجتماع 18 ديسمبر في بوزنيقة المغربية، الذي أعاد النقاش إلى طاولة البحث عن إنهاء الانقسام.

لكن العام لم يخلُ من الانتكاسات، حيث فشل المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة في 18 أبريل بمدينة سرت، ليؤكد أن المصالحة الوطنية تحتاج إلى أكثر من مجرد لقاءات سياسية.

الاقتصاد.. بين ضرائب العملات وأزمة النفط

اقتصاديًا، كان العام مليئًا بالقرارات المثيرة للجدل. في 18 مارس، فرض مجلس النواب ضريبة بلغت 27% على العملات الأجنبية، مما أثار استياء شعبيًا واسعًا. ومع الضغط المتزايد، خُفّضت الضريبة لاحقًا إلى 15%. إلا أن الأزمة الاقتصادية بلغت ذروتها في 26 أغسطس مع إعلان تعليق إنتاج وتصدير النفط، ما أعاد إلى الأذهان شبح الأزمات السابقة.

وجاءت خطوة تعيين ناجي عيسى رئيسًا جديدًا لمصرف ليبيا المركزي في 30 سبتمبر كإجراء لترميم الثقة في المؤسسة الاقتصادية الأهم في البلاد.

عام 2024 شهد ليبيا أحداثًا سياسية وأمنية واقتصادية كبرى: اجتماعات متكررة، أزمات اقتصادية، واستقالة مسؤولين أمميين، وسط بحث متعثر عن الحل.
عام 2024 شهد ليبيا أحداثًا سياسية وأمنية واقتصادية كبرى: اجتماعات متكررة، أزمات اقتصادية، واستقالة مسؤولين أمميين، وسط بحث متعثر عن الحل.

الأمن.. خطوات نحو الاستقرار أم تعقيد المشهد؟

الأوضاع الأمنية شهدت أحداثًا مثيرة للجدل. في 19 مارس، أُغلق منفذ رأس اجدير الحدودي بعد اشتباكات بين قوات حكومية ومسلحين، ما عكس هشاشة الوضع الأمني. ومع ذلك، أثارت خطوة عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بـ حكومة عبد الحميد الدبيبة، منتهية الولاية في 6 نوفمبر بإعادة تفعيل شرطة الآداب جدلًا واسعًا بين مؤيدين يرونها ضرورة لضبط الشارع ومعارضين يعتبرونها تقييدًا للحريات.

الأمم المتحدة.. دور متجدد أم غياب مؤثر؟

على الصعيد الأممي، كان لاستقالة  عبدالله باتيلي، المبعوث الأممي،  من رئاسة البعثة الأممية في 16 أبريل أثر كبير، إذ جاء في وقت حساس. وسرعان ما تولت ستيفاني خوري مهام البعثة، محاولة إحياء جهود الوساطة، وسط انقسام ليبي داخلي.

وفي 16 ديسمبر، أطلقت البعثة الأممية عملية سياسية جديدة، إلا أن نجاحها ظل مرهونًا بمدى استعداد الأطراف الليبية للتنازل عن مصالحها.

عام 2024 شهد ليبيا أحداثًا سياسية وأمنية واقتصادية كبرى: اجتماعات متكررة، أزمات اقتصادية، واستقالة مسؤولين أمميين، وسط بحث متعثر عن الحل.
عام 2024 شهد ليبيا أحداثًا سياسية وأمنية واقتصادية كبرى: اجتماعات متكررة، أزمات اقتصادية، واستقالة مسؤولين أمميين، وسط بحث متعثر عن الحل.

الانتخابات.. خطوة إلى الأمام أم محطة للانتظار؟

انتخابيًا، بدأت انتخابات المجالس البلدية في 16 نوفمبر، خطوة قوبلت بترحيب شعبي رغم تحدياتها. وأُعلن عن أسماء 7 مرشحين لرئاسة الحكومة في 2 ديسمبر، في خطوة تعكس حراكًا انتخابيًا قد يغير المعادلة.

ختامًا، عام 2024 في ليبيا كان بمثابة مرآة تعكس الأمل والإحباط معًا. الأحداث كانت كثيرة، التحديات أكبر، لكن بصيص الأمل في التغيير لا يزال حاضرًا، بانتظار خطوات حاسمة تنقل ليبيا من أزمتها الراهنة إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.

Exit mobile version