
أخبار ليبيا 24 – استطلاعات
-
“لن نجعل نساءنا إمامنا”.. موقف صادم من عميد زلطن الخاسر
-
المقطوف تواجه التهديدات.. هل تنجح أول عميدة بلدية؟
-
انتخابات زلطن تكتب فصلاً جديداً في تاريخ المرأة الليبية
-
بين الديمقراطية والتقاليد.. صراع حول قيادة بلدية زلطن
رأي الشارع الليبي.. هل تستحق الزائرة المقطوف عمادة بلدية زلطن؟
“المرأة نصف المجتمع، فلماذا نصف الديمقراطية؟” هذا كان أحد التعليقات التي خطتها إحدى المواطنات على استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة “أخبار ليبيا 24”، مستطلعة آراء الجمهور حول رفض عميد بلدية زلطن، عمر الصغير، تسليم مهامه للزائرة المقطوف، الفائزة في الانتخابات الأخيرة، بحجة أنها امرأة.
الاستطلاع، الذي أثار تفاعلاً واسعًا بين مختلف شرائح المجتمع، كشف عن انقسام عميق بين مؤيدين لحق المرأة في القيادة، ومعارضين يتمسكون بالتقاليد المحافظة، مما يعكس صراعًا بين مفاهيم الديمقراطية والتقاليد الاجتماعية.

معسكر المؤيدين.. “حقها القانوني لا يقبل النقاش”
“المقطوف انتُخبت بقرار شعبي، ومن حقها ممارسة مهامها كاملة”، هكذا بدأ أحد المواطنين تعليقه، معربًا عن غضبه من رفض عميد زلطن الخاسر لتسليم السلطة. وأردف قائلاً: “إن كان هناك اعتراض على كفاءتها، فهذا أمر يناقش بالأداء وليس بالنوع الاجتماعي”.

تعليقات أخرى أظهرت حماسة شديدة لهذا الإنجاز، حيث وصفت إحدى المشاركات في الاستطلاع فوز المقطوف بأنه “نقلة نوعية للمرأة الليبية”، وأشارت إلى أن الديمقراطية لا تفرق بين رجل وامرأة.
مشارك آخر قال: “نحن بحاجة إلى وجوه جديدة، سواء كانت رجلاً أو امرأة، لإدارة بلدياتنا. ربما تكون المرأة أقل عرضة للفساد والضغوط القبلية”.

معسكر المعارضين.. “التقاليد فوق الديمقراطية”
على الجانب الآخر، جاء الرد من بعض المعارضين حادًا، معتبرين أن المرأة لا تصلح لإدارة شؤون البلديات. “هذه ليست مسألة ديمقراطية، بل احترام للتقاليد”، قال أحدهم، معلقًا: “قيادة المرأة قد تؤدي إلى مشاكل اجتماعية نحن في غنى عنها”.
معلق آخر شدد على أن “المرأة مكانها في بيتها”، مستشهداً بأمثلة من مجتمعات محلية أخرى رفضت قيادة النساء.

ما بين التأييد والرفض.. أصوات تدعو إلى العقلانية
وسط هذا الانقسام، برزت أصوات معتدلة دعت إلى تجاوز الجدل والتركيز على الأداء والنتائج. “لننتظر ونرى ما ستقدمه المقطوف. إن كانت قادرة على تحسين أوضاع بلدية زلطن، فلماذا نعارضها؟”، علق أحد المشاركين.
شريحة أخرى أكدت أن الجدل حول جنس العميد الجديد يعكس ضعفًا في الثقافة الديمقراطية لدى المجتمع. “الانتخابات هي الفيصل. إن لم نؤمن بنتائجها، فلماذا نشارك فيها؟”، تساءل مواطن غاضب.
“المرأة.. عنوان الديمقراطية الجديدة”
تعليق آخر حمل بعدًا فلسفيًا: “إذا كنا نريد أن نبني دولة قوية، علينا أن نمنح المرأة فرصة متساوية. الزائرة المقطوف ليست فقط عميدة بلدية، بل رمز للتغيير الذي نحتاجه”.
وبينما دعا بعض المشاركين إلى دعم المقطوف، أكد آخرون أن معركتها الحقيقية تبدأ الآن، خاصة مع التهديدات التي تواجهها لسحب الثقة منها.
الديمقراطية أم التقاليد؟
في نهاية المطاف، يكشف استطلاع أخبار ليبيا 24 عن صورة معقدة للمجتمع الليبي، حيث تقف المرأة على خط المواجهة بين قيم الديمقراطية الناشئة والتقاليد الراسخة.
يبقى السؤال: هل يستطيع الليبيون تجاوز هذا الانقسام ودعم التجربة الديمقراطية، أم أن التقاليد ستبقى حجر عثرة في طريق التغيير؟