
أخبار ليبيا 24
-
الزائرة المقطوف تحقق سابقة كأول امرأة تفوز بمنصب عميدة بلدية في ليبيا.
-
عميد بلدية زلطن الخاسر يرفض تسليم مهامه بحجة أن الفائزة امرأة.
-
حملات مغرضة وتهديدات تواجه المقطوف لإجبارها على التنازل عن المنصب.
-
فوز المقطوف يعكس تحولا إيجابيا في تمكين المرأة الليبية سياسياً.
بين التقاليد والديمقراطية.. انتصار المقطوف يواجه عقبات التغيير في زلطن
شهدت ليبيا يوم 30 ديسمبر 2024 حدثًا تاريخيًا في بلدية زلطن، حيث انتُخبت الزائرة المقطوف عميدةً للبلدية، لتكون أول امرأة ليبية تتولى هذا المنصب. الانتخابات التي أجرتها المفوضية الوطنية العليا شهدت تنافسًا حادًا، انتهى بفوز المقطوف الذي عده كثيرون لحظة فارقة في تاريخ مشاركة المرأة الليبية في المناصب القيادية.
لكن هذه الفرحة التاريخية لم تدم طويلًا، إذ قوبل هذا الفوز برفض صريح من العميد الخاسر عمر الصغير لتسليم السلطة، معتبرًا أن “المرأة لا يمكن أن تقود البلدية”. تصريحاته التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الليبية جاءت مشفوعة بحملة تهديدات وضغوط مورست على المقطوف بهدف دفعها للتنازل عن المنصب.
المقطوف.. نموذج التحدي في وجه التقاليد
في تصريح مقتضب، أشارت المقطوف إلى أنها تواجه تهديدات من بعض الجهات السياسية التي تحاول إجبارها على التخلي عن المنصب، مضيفة أن هدفها الأول هو خدمة أهل بلدتها وتحقيق تطلعاتهم بعيدًا عن التفرقة بين الجنسين.
وفيما وصفت وزيرة الدولة لشؤون المرأة، حورية الطرمال، هذا الحدث بـ”الانتصار التاريخي”، أعربت عن استنكارها الشديد للرفض الذي أبداه عمر الصغير، مؤكدة على أن “المرأة الليبية قادرة على القيادة والإدارة بكفاءة وشفافية”.
“لن نجعل نساءنا إمامنا”.. بين الصدمة والتقاليد
عبارة “لن نجعل نساءنا إمامنا” التي أطلقها الصغير أعادت إشعال النقاش القديم حول دور المرأة في المجتمع الليبي، خاصةً في ظل تطور الحياة السياسية والدعوات المستمرة لتمكين النساء. كثيرون وصفوا موقفه بأنه “نكسة للديمقراطية”، بينما رأى آخرون أنه يعكس صراعًا بين إرث التقاليد ومتطلبات العصر الحديث.
سابقة تاريخية في زلطن.. أول امرأة تفوز بعمادة بلدية في ليبيا
ردود فعل متباينة
تباينت الآراء بين داعمين للمقطوف باعتبارها نموذجًا للتغيير الإيجابي، ومعارضين يرون أن هذا المنصب لا يناسب النساء بسبب الضغوط المجتمعية. من جهتها، أكدت تنسيقية الأحزاب السياسية ضرورة دعم المرأة في جميع المواقع القيادية، معتبرة أن فوز المقطوف جاء تتويجًا لجهود تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
القائم بأعمال المبعوث الأممي ستيفاني خوري أكدت عبر حسابها على منصة لتواصل الاجتماعي”اكس” دعمها وتهنئتها لـ “الزائرة المقطوف”، انتخابها عميدة لبلدية زلطن، كـأول امرأة تتولى هذا المنصب في ليبيا. لافتة إلى أنه التقتُ بـ المقطوف وأجرت معها نقاشًا مثمرًا حول رؤيتها لكيفية توفير الخدمات والتنمية التي تحتاجها البلدية.

خطوة نحو الأمام أم معركة جديدة؟
المرأة الليبية، التي تشكل نصف المجتمع، لا تزال تواجه عقبات عدة في مسيرتها نحو المساواة السياسية. فوز المقطوف، رغم كونه إنجازًا تاريخيًا، يُظهر حجم التحديات التي تعترض طريق النساء في ليبيا، خصوصًا في المجتمعات التي تهيمن عليها تقاليد صارمة.
وختامًا، فإن رفض تسليم السلطة يعكس إشكالية أعمق من مجرد صراع سياسي، فهي معركة بين قيم الديمقراطية التي تسعى إلى تعزيز المشاركة النسائية، والتقاليد التي تقيدها. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن المقطوف من تجاوز هذه العوائق لتصبح رمزًا للتحول الديمقراطي في ليبيا؟