الأخبارتقاريرليبيا

الدبيبة يهرب من مسؤولياته.. اتهامات بالجملة للتستر على إخفاقاته

خطاب الدبيبة: لا عودة للحقبة الماضية مهما كان

أخبار ليبيا 24

  • “الدبيبة يتهم القوى المحلية باستغلال الشباب بالمخدرات والمال”.
  • “انتقادات الدبيبة: دستوريون أم دعاة عودة للسلاح والعنف؟”.
  • “الدبيبة يدعو الشباب لإطلاق الدستور وإنهاء الفوضى”.
  • “الدول البعيدة والقريبة.. مؤامرات ضد حلم ليبيا بالدستور”.

الدبيبة.. رافع شعار “رمتني بدائها وانسلت”

في مشهد سياسي متأزم، يُطل علينا عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، بخطاب جديد يضاف إلى قائمة خطاباته التي تحمل بين طياتها الكثير من الاتهامات، والمراوغات السياسية، ومحاولات تبرير المواقف. لكن هذه المرة، اختار الدبيبة شعارًا مستترًا يبدو وكأنه تجسيد حي للمثل العربي “رمتني بدائها وانسلت”. فمن خلال اتهامه القوى المحلية والدولية بالعمل على إثارة الفوضى، ومحاولة عرقلة الوصول إلى دستور ليبي جديد، يحاول التهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقه وإلقاء اللوم على الآخرين.

خطاب الدبيبة.. بين الشكوى والاتهام

خلال حديثه في الملتقى العام لمنتسبي حركة بيوت الشباب، وصف الدبيبة التظاهرات الرافضة للتطبيع والمطالبة بإسقاطه بأنها “أمر مبرمج” تقف وراءه منظمات وأحزاب تسعى للوصول إلى السلطة بأي ثمن. وعلى الرغم من استخدامه لغة الاتهام، إلا أن خطابه لم يخلو من تناقضات واضحة، إذ دعا الشباب إلى ضرورة التحرك لإخراج دستور ليبي جديد، متهمًا جهات داخلية وخارجية بالعمل على منع ذلك.

قال الدبيبة: “لا يمكن أن نعود للحقبة الماضية بأي حال من الأحوال. هناك من يسخرون الشباب بالمال والمخدرات ويريدون عودة ليبيا لما كانت عليه من قبل.” هذا التصريح، الذي يبدو ظاهره حريصًا على مصلحة ليبيا وشبابها، يخفي وراءه الكثير من التناقضات، خصوصًا إذا وضعناه في سياق أفعاله وسياساته التي طالما أثارت الجدل.

الدستور.. قناع يخفي الحقيقة

يبدو أن الدبيبة يتخذ من الدستور ذريعة جديدة لتغطية إخفاقاته السياسية. فدعواته المتكررة لإخراج دستور ليبي من الأدراج، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، قد تكون في ظاهرها خطوات نحو الإصلاح، لكنها في جوهرها تحمل نوايا مبيتة للتغطية على أزمات حكومته المتراكمة. لقد قال بصريح العبارة: “نريد إخراج هذا الدستور العميق وثقافة الدستور لنصل للانتخابات وبرلمان جديد وحكومة جديدة”.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الدبيبة جاد حقًا في هذه الدعوات؟ أم أنها مجرد محاولة للتهرب من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد عليه؟ فكيف يمكن لرجل أثار كل هذا الجدل أن يتحدث عن دستور وهو جزء من الأزمة التي تمنع تحقيقه؟

هل تجاوزت حكومة الدبيبة التطبيع إلى الاعتراف بالكيان

اتهام الشباب واستغلالهم

في جزء آخر من خطابه، وجه الدبيبة اتهامات صريحة لقوى محلية باستخدام الشباب كأدوات لتحقيق الفوضى. “هناك من يسخرون الشباب بالمال والمخدرات ويريدون عودة ليبيا لما كانت عليه من قبل”، قالها الدبيبة، متجاهلًا حقيقة أن حكومته كانت دائمًا في قلب الجدل حول كيفية معالجة قضايا الشباب. لقد وعد بتقديم برامج تنموية للشباب، لكن أين هي هذه البرامج في ظل استمرار البطالة وغياب الفرص؟

ثورة 17 فبراير.. ما بين الوعد والواقع

أثناء حديثه، أكد الدبيبة أنه لن يقبل بمنطق القوة بعد ثورة 17 فبراير، لكنه تجاهل حقيقة أن حكومته نفسها لم تقدم بدائل مقنعة لتحقيق الاستقرار. فالثورة التي قامت لإنهاء الديكتاتورية وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، أصبحت اليوم رهينة لخطابات سياسية جوفاء، وصراعات بين أطراف تدعي حماية أهدافها، لكنها في الواقع تكرس الانقسام.

الدول البعيدة والقريبة.. شماعة الفشل

الدبيبة لم ينسَ تحميل دول أخرى جزءًا من المسؤولية، قائلًا: “هناك دول بعينها بعيدة وقريبة تريد حرمانكم من الوصول إلى دستوركم المنشود”. لكن هل هذه الدول حقًا هي العائق الوحيد أمام تحقيق الدستور؟ أم أن الفشل الداخلي والصراعات المستمرة هي السبب الحقيقي؟

احتجاجات غاضبة تُطالب بإسقاط حكومة الدبيبة

لقد اختار الدبيبة أن يلقي باللوم على أطراف خارجية، متجاهلًا أن ليبيا تمتلك من الموارد والكفاءات ما يكفي لتجاوز أزماتها، إذا توافرت الإرادة السياسية الصادقة.

الدستور والانتخابات.. حلم بعيد المنال؟

“ليبيا بحاجة إلى دستور لنتمكن به من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ونستطيع استبدال مجلس النواب والحكومة كل 4 سنوات بدلًا من الاحتكام للسلاح”، قالها الدبيبة، محاولًا أن يظهر بمظهر القائد الذي يسعى لتحقيق الاستقرار. لكن الواقع يقول إن حكومته لم تفعل شيئًا يذكر لتحقيق هذا الهدف. فالخلافات بين الأطراف السياسية، والتأجيل المستمر للانتخابات، دليل واضح على أن الدبيبة وحكومته جزء من المشكلة وليس الحل.

سياسة الهروب للأمام

من خلال قراءة خطاب الدبيبة، يتضح أنه يعتمد على سياسة الهروب للأمام. فهو يحاول التستر على إخفاقاته من خلال توجيه الاتهامات لجهات أخرى، سواء داخلية أو خارجية. لكن هذه السياسة لم تعد تقنع الشارع الليبي الذي يعاني من أزمات متراكمة في كافة المجالات.

الدبيبة، الذي ارتكب “الموبقات السياسية”، كما يصفه منتقدوه، يحاول اليوم أن يتقمص دور المصلح، متجاهلًا أن إصلاح الوضع يتطلب أفعالًا حقيقية، وليس مجرد خطابات جوفاء.

بين الحقيقة والوهم

إن حديث الدبيبة عن الدستور والانتخابات يحمل في طياته الكثير من التناقضات. فهو من جهة يدعو الشباب للتحرك، ومن جهة أخرى يتهمهم بأنهم أدوات في أيدي قوى محلية ودولية. وبين هذا وذاك، يبقى الشعب الليبي هو الخاسر الأكبر.

فهل يمكن للدبيبة أن يكون صادقًا في دعواته؟ أم أن خطابه مجرد محاولة أخرى للبقاء في السلطة، والتهرب من المحاسبة؟ الأيام وحدها ستكشف الحقيقة، لكن الواضح حتى الآن أن ليبيا بحاجة إلى قادة يحملون رؤية حقيقية، لا إلى من يستغلون الشعارات لتبرير إخفاقاتهم.

 

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى