أخبار ليبيا 24
-
اختفاء غامض واختطاف لنشطاء عقب دعوة للتظاهر
-
الجهات الأمنية في مصراتة تواجه اتهامات خطيرة
-
حقوق الإنسان في ليبيا.. بين الشعارات والواقع
-
عائلات المختطفين تناشد وتحمّل المسؤولية
اختطاف أحمد إنداره.. أزمة جديدة تهز مشهد الحقوق والحريات في ليبيا
في مشهد يعكس حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي في ليبيا، عادت قضية حقوق الإنسان لتتصدر العناوين مجددًا إثر اختطاف الناشط الحقوقي أحمد إنداره ورفاقه علي الأحوال ومجدي المصلي في مدينة مصراتة. هذه الحادثة، التي أثارت موجة من الغضب الشعبي والتنديد الحقوقي، تمثل اختبارًا جديدًا لمدى التزام حكومة الدبيبة منتهية الولاية بمبادئ حرية التعبير وحقوق الإنسان.
الاختفاء الغامض.. تفاصيل الحادثة
في الساعات الأولى من صباح الجمعة، اقتحمت قوة أمنية مقر مطبعة “رؤى” في منطقة الرويصات بمدينة مصراتة. وفقًا لشهود عيان، كان أحمد إنداره متواجدًا في المطبعة لإعداد لافتات تخص مظاهرة مقررة لاحقًا ذلك اليوم. المظاهرة، التي دعا إليها أحمد وعدد من النشطاء، كانت تهدف إلى رفض التطبيع مع إسرائيل الذي ظهرت بوادره في تصريحات لمسؤولين في الحكومة منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
الردود الحقوقية.. تصعيد وتحذيرات
المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لم تتأخر في إدانة الحادثة. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وثقت الواقعة، مشيرة إلى أن القوة التي اقتحمت المطبعة لم تبرز أي أوامر قضائية، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للإجراءات القانونية. كما دعت المنظمة السلطات الليبية إلى فتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات الحادثة، محذرة من أن استمرار مثل هذه الانتهاكات يعمق الانقسامات ويزيد من تأزم الوضع الأمني.
الجانب العائلي.. مأساة إنسانية
عائلة أحمد إنداره تعيش حالة من القلق الشديد. في تصريحات لـ”أخبار ليبيا 24″، أكدت العائلة أن أحمد كان يواجه ضغوطًا وتهديدات بسبب نشاطه الحقوقي ومواقفه السياسية. تقول والدته: “نريد أن نعرف أين هو، ولماذا تم اختطافه؟ نحمّل الحكومة المسؤولية عن سلامته”. هذا القلق لا يقتصر على عائلته فقط، بل يمتد إلى الشارع الليبي الذي يطالب بالكشف عن مصير المختطفين.
حرية التعبير.. واقع قاتم
ليبيا، التي طالما عانت من تضييق الحريات في ظل الأنظمة السابقة، تبدو اليوم في مواجهة جديدة مع شبح الاستبداد. يُجمع المراقبون على أن الحادثة الأخيرة تشير إلى عودة نمط من القمع الممنهج يستهدف الأصوات المعارضة. اختطاف أحمد إنداره لم يكن الأول من نوعه، حيث شهدت الفترة الأخيرة اعتقالات تعسفية لنشطاء وصحفيين في طرابلس ومصراتة، مما يعكس سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه.
الأبعاد السياسية.. رسائل التحذير
توقيت اختطاف أحمد ورفاقه ليس صدفة. فالدعوة للتظاهر ضد التطبيع تأتي في وقت حساس يشهد فيه الملف الليبي تدخلات إقليمية ودولية. حكومة الدبيبة، التي تواجه ضغوطًا متزايدة، يبدو أنها اختارت اللجوء إلى القوة في التعامل مع المعارضين، مما يبعث برسائل تحذير واضحة لكل من يفكر في التصدي لسياساتها.
ماذا بعد؟
حتى اللحظة، لا تزال مصائر أحمد ورفاقه مجهولة، مما يزيد من حالة التوتر في الشارع الليبي. في ظل هذه الظروف، يبدو أن حكومة الوحدة الوطنية تواجه اختبارًا صعبًا بين احترام الحقوق الأساسية أو المخاطرة بمزيد من الغضب الشعبي.
الشعب الليبي، الذي يتوق إلى دولة تحترم الحقوق والحريات، لن يقبل بسهولة استمرار هذه الانتهاكات. واختطاف أحمد ورفاقه ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو جزء من مشهد أوسع يعكس صراعًا على حرية التعبير والمشاركة السياسية في البلاد.