تشاد.. هجوم فاشل لـ”بوكو حرام” على قصر الرئاسة يودي بـ19 قتيلاً
تصاعد تهديدات "بوكو حرام" يُثير قلق تشاد والمنطقة
![هجوم دامٍ على قصر الرئاسة في تشاد](/wp-content/uploads/2025/01/472856887_868762991877753_6823214257682751381_n.jpg)
أخبار ليبيا 24
-
مقتل 19 شخصًا في هجوم على قصر الرئاسة في تشاد.
-
المهاجمون ينتمون إلى جماعة “بوكو حرام”.
-
الحكومة التشادية تؤكد السيطرة الكاملة على الوضع.
-
خلل في التنسيق الإقليمي يُعيق القضاء على الجماعة.
في تصعيد أمني خطير شهدته العاصمة التشادية أنجامينا، تعرض قصر الرئاسة مساء الأربعاء لهجوم دموي نفذته مجموعة مسلحة مكونة من 24 شخصًا يُعتقد أنهم على صلة بجماعة “بوكو حرام”. ووفقًا لتصريحات رسمية أدلى بها وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 19 شخصًا، بينهم 18 من المهاجمين، في حين تكبدت القوات الحكومية قتيلًا واحدًا وثلاثة جرحى، أحدهم إصابته خطيرة.
محاولة لإثارة الفوضى
تزامن الهجوم مع أجواء مشحونة في تشاد، حيث شهدت الأسابيع الماضية تطورات سياسية وأمنية بارزة. وأوضحت الحكومة التشادية أن “الوضع تحت السيطرة بالكامل”، مؤكدة أنها أحبطت محاولة زعزعة الاستقرار. الوزير التشادي، الذي ظهر في مقطع فيديو محاطًا بجنود ومسلحًا، أكد أن القوات الأمنية تمكنت من التصدي للهجوم وطمأن المواطنين بأن الحكومة لن تسمح لأي تهديد بتقويض الاستقرار الوطني.
بوكو حرام.. تاريخ من التمرد والتوسع الإقليمي
يعود ظهور جماعة “بوكو حرام” إلى عام 2009، حيث بدأت نشاطها المتمرد في شمال نيجيريا قبل أن تمتد عملياتها إلى الدول المجاورة، ومنها تشاد. خلال السنوات الماضية، أصبحت الجماعة تهديدًا دائمًا للأمن الإقليمي، خاصة في منطقة بحيرة تشاد، التي تُعد مركزًا لنشاطها بسبب طبيعتها الجغرافية المعقدة.
التحالف الإقليمي.. إخفاقات وتحديات
في مواجهة هذا الخطر المتصاعد، شكلت دول المنطقة تحالفًا إقليميًا يضم تشاد، نيجيريا، النيجر، الكاميرون، وبنين عام 2015، يهدف إلى القضاء على الجماعة. ومع ذلك، فإن الهجمات المتكررة، وآخرها الهجوم على القصر الرئاسي، تكشف عن وجود خلل في التنسيق بين هذه الدول. ويرى خبراء عسكريون أن تضارب الاستراتيجيات ومحدودية الإمكانيات العسكرية تشكلان عقبات رئيسية أمام تحقيق هدف القضاء على الجماعة.
لماذا تعززت قوة بوكو حرام؟
يشير المراقبون إلى أن الجماعة تستفيد من أزمات تمويلية تواجهها الدول الأعضاء في التحالف، بالإضافة إلى تخوفات تلك الدول من انتهاك سيادتها الوطنية. هذا الوضع مكّن “بوكو حرام” من تعزيز تجنيد عناصر جديدة والانتشار في المناطق الحدودية والغابات النائية مثل “سامبيسا”. كما تعتمد الجماعة على أسلوب خلايا صغيرة متناثرة لتجنب الضربات العسكرية المركزة.
التداعيات الإقليمية والدولية
الهجوم الأخير يأتي في وقت حساس بالنسبة لتشاد، حيث تعيش البلاد مرحلة انتقالية معقدة بعد سنوات من الحكم العسكري. كما أن توقيت الهجوم، الذي جاء بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي للقصر الرئاسي، يثير تساؤلات حول الرسائل التي أرادت الجماعة إرسالها للداخل والخارج.
المستقبل الأمني لتشاد
إن استمرار العمليات العسكرية ضد “بوكو حرام”، وتفعيل التنسيق الإقليمي بشكل أفضل، قد يكونان السبيل الوحيد أمام تشاد والدول المجاورة لاستعادة الأمن والاستقرار. لكن ما لم تُحل المشكلات الأساسية مثل نقص التمويل وتعقيدات التنسيق بين الدول، فإن تهديد هذه الجماعة سيظل قائمًا، بل قد يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.
بينما تنجح الحكومة التشادية في التصدي الفوري للهجمات، فإن التحدي الحقيقي يكمن في القضاء على الجذور العميقة لهذا التهديد، ما يتطلب رؤية استراتيجية طويلة الأمد وإرادة سياسية حازمة تتجاوز الحلول الأمنية المؤقتة.