
أخبار ليبيا 24
-
المنقوش متهمة بالتنسيق المسبق وخرق السيادة الليبية
-
التكبالي يدعو لمحاكمة المنقوش بتهمة التطبيع مع إسرائيل
-
إسرائيل ونفط ليبيا: تصريحات المنقوش تثير الجدل
-
الشعب الليبي بين رفض التطبيع ومطالب المحاسبة
رفض التطبيع في ليبيا.. بين الواقع والمخاطر السياسية
في مشهد يعكس تعقيد الأوضاع السياسية في ليبيا، أطلق عضو مجلس النواب، علي التكبالي، تصريحات نارية تهاجم وزير الخارجية السابقة بحكومة الدبيبة منتهية الولاية، نجلاء المنقوش، بعد لقائها المثير للجدل مع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين. هذه الحادثة، التي أثارت زوبعة من التساؤلات والغضب الشعبي، باتت تسلط الضوء على تحديات السيادة الوطنية في وجه موجات التطبيع الإقليمي.
رواية المنقوش… التناقضات تثير الشكوك
بدأت الأزمة بعد تصريحات المنقوش التي وصفت فيها اللقاء مع كوهين بأنه “لم يكن مخططًا”. لكن التكبالي في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” كان له رأي آخر، إذ وصف تصريحاتها بأنها مليئة بالتناقضات، مشيرًا إلى أنها أقرّت بمناقشة مواضيع تتعلق بالنفط والغاز وموقع ليبيا الاستراتيجي. “لم نرَ أو نسمع أن لإسرائيل علاقة بنفطنا أو موقعنا، وهذا يجعلنا نتساءل: كيف أُتيح لها اتخاذ هذا القرار؟”، يقول التكبالي بغضب واضح.
التطبيع… كابوس يهدد الهوية الليبية
الشعب الليبي، الذي يرفض التطبيع قلبًا وقالبًا، ينظر إلى هذه الأحداث كصفعة لآماله وطموحاته. ويؤكد التكبالي أن ما حدث يمثل “استهتارًا بمشاعر الليبيين”. مشيرًا إلى أن التطبيع لا يقتصر فقط على البعد السياسي، بل يحمل في طياته تهديدًا مباشرًا لثروات البلاد وسيادتها الوطنية.
دعوات للمحاسبة… والقانون حاضر
لم يكتفِ التكبالي بانتقاد المنقوش، بل دعا إلى إحالتها للسجن ومحاسبتها قانونيًا. “القانون الليبي واضح في هذا الشأن، ولا بد من تطبيقه دون استثناءات”، هكذا ختم التكبالي حديثه حول ضرورة المحاسبة.
التشابكات الإقليمية وتأثيرها على ليبيا
القضية ليست محلية فقط، بل تعكس تداخلات إقليمية ودولية. فالتطبيع، الذي تدفع به بعض القوى الكبرى، يأتي في ظل محاولات إعادة رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن ليبيا قد تكون محطة مهمة في هذه المخططات، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وثرواتها الغنية.
رفض شعبي لا يلين
على الصعيد الشعبي، كان رد الفعل صاخبًا. الليبيون من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية رفضوا التطبيع بشكل قاطع. المظاهرات خرجت في شوارع طرابلس وبنغازي ومدن أخرى، تندد بأي خطوة قد تُفهم على أنها خيانة للقضية الفلسطينية أو تنازل عن المبادئ الوطنية.
التكبالي… صوت معبر عن الغضب الشعبي
يُعدّ التكبالي من بين الأصوات الأكثر صراحة في التعبير عن هذا الرفض. تصريحاته المتتالية لم تترك مجالًا للشك في موقفه الرافض. “لن نقبل بأن تُباع ليبيا شبرًا شبرًا”، هكذا قال، مشددًا على أن الشعب الليبي لن يسمح بتمرير أجندات تطبيعية تحت أي ظرف.
السيادة الوطنية في الميزان
القضية تتجاوز اللقاء مع كوهين، حيث بات السؤال الأكبر: هل يمكن الحفاظ على السيادة الوطنية في ظل هذه التحديات؟ ليبيا، التي تعاني من انقسامات سياسية حادة وصراعات داخلية، تواجه اليوم معضلة جديدة تتمثل في كيفية التصدي لأي محاولات اختراق خارجي.
نحو مستقبل أكثر استقلالية
في ختام تصريحاته، دعا التكبالي الشعب الليبي إلى الوحدة لمواجهة هذه التحديات. “الوعي الشعبي هو السلاح الأقوى في وجه أي محاولات للتطبيع أو التفريط في حقوقنا الوطنية”، يقول التكبالي، وهو يعلم أن الطريق ليس سهلًا، ولكنه يؤمن بأن ليبيا قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
المشهد الليبي اليوم يحمل في طياته الكثير من الأسئلة والقليل من الإجابات. هل ستنجح ليبيا في الحفاظ على استقلاليتها وسط ضغوط التطبيع الإقليمي؟ أم أن هذه الأحداث ستكون بداية لمسار جديد قد يعيد تشكيل مستقبل البلاد؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير، لكن الواضح أن صوت الشعب سيظل حاضرًا، يرفض أي تنازل عن السيادة أو المبادئ الوطنية.